وأشارت إلى أنه ما حرك تل أبيب، هو التقدم الذي يحققه الجيش السوري والجيش الرديف بمعاونة القوات الروسية، في كسر حصار "دير الزور، والاقتراب من طرد تنظيم "داعش" الإرهابي منه، في تطور وصف على أنه الأكبر في تاريخ المواجهات في سوريا.
ولفت الموقع الأمريكي الانتباه إلى أنه في اليوم الذي حقق فيه الجيش السوري انتصارات واسعة في "دير الزور، بدأت إسرائيل أكبر تدريب عسكري لها منذ عام 1998، وسيستمر لنحو 10 أيام، ويشارك فيه نحو 10 آلاف جندي إسرائيلي.
ما يلفت الانتباه أيضا، أن التدريبات العسكرية الإسرائيلية الأكبر منذ 20 عاما، لم تكن دفاعية بالصورة الكلية، بل كانت تدريبات هجومية أيضا.
وانصب تركيز التدريب الإسرائيلي، على الاستعداد لحرب جديدة قد يخوضها مع "حزب الله" اللبناني، على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
#Israel Prepares for What Comes After #Syria's Civil War https://t.co/Rubh1doTVW
— Jean-Louis Musset (@Miligor25) September 7, 2017
مصدر القلق
ورغم أن "ستراتفور" أشار إلى أن تلك التدريبات تم التخطيط لها منذ أكثر من عام مضى، لكنه أشار إلى أن توقيتها لا ينفصل بصورة كبيرة عن تطور الوضع الميداني في سوريا.
وينبع مصدر القلق الأساسي لإسرائيل من تصاعد قوة الجيش السوري، وبالتالي تصاعد قوة القوات المتحالفة معه سواء من إيران أو حزب الله أو حتى روسيا.
وقال الموقع الأمريكي إن قادة إسرائيل يشعرون بقلق متزايد من نهاية الحرب في سوريا، خاصة مع بسط الجيش السوري سيطرته على الجزء الأكبر من البلاد، لأن هذا يعني أن القوات الموالية لحزب الله في سوريا لن تكون منخرطة في أي معارك، ولن يكون أمامها إلا النظر إلى "عدوها الأصلي"، وهي إسرائيل.
كما أن تل أبيب تخشى أيضا، بحسب الموقع، من أن مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية جعله أكثر خبرة، وأكثر قدرة على إعادة نشر قواته في لبنان، بصورة قد تشكل تهديدا حقيقيا من وجهة نظر إسرائيل، علاوة على حصوله على أسلحة حديثة في الحرب السورية سواء من دمشق أو طهران.
أما مصدر القلق الآخر، فهو أن فك حصار "دير الزور"، سيسهم في عودة خط الإمداد اللوجيستي القادم من إيران عبر العراق تجاه حزب الله، والذي كان انقطع لسنوات طويلة، بسبب حصار "داعش" لتلك المنطقة الاستراتيجية.
ولا تبعد "دير الزور" عن الحدود العراقية إلا 100 كيلومتر فقط من ناحية الشرق، ولكن لا يزال الجيش السوري في حاجة لتثبيت سيطرته على المدينة والعبور إلى نهر الفرات، ولكن ما يعزز من فرص الوصول إليها هو أن تلك المناطق ذات كثافة سكانية منخفضة وسيطرة "داعش" عليها أقل قوة.
كما أن إسرائيل تراهن أيضا، بحسب "ستراتفور"، على وقوف مقاتلي العشائر العربية مع قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، في وجه التقدم السوري، تجاه الحدود العراقية.
أما بالنسبة لسر تفكير تل أبيب أصلا في خوض تلك الحرب الجديد، فهو يكمن في أن تلك المنطقة تحتوي على عدد من حقول الغاز الطبيعي والنفط الهامة جدا، بحسب الموقع الاستخباراتي.
وقال الموقع:
"من يسيطر على تلك المنطقة، يميل ميزان القوة بشكل كبير تجاهه، ويبدو أن الجيش السوري صاحب الحظوظ الأكبر في ذلك الأمر".
وتابع قائلا "رغم أن ما يعلن أن قوات سوريا الديمقراطية مدعومة من الولايات المتحدة، لكنها لا تحظى بالدعم الكافي، كما يحظى الجيش السوري بالدعم الروسي".
وأشار إلى أنه "من الواضح أن أي محاولات لقوات سوريا الديمقراطية من التقدم جنوبا في دير الزور، سيواجه بقوة من القوات السورية المدعومة من إيران وروسيا، وفي النهاية سيؤول الأمر لسيطرة دمشق على حقول الطاقة والوصول إلى الحدود العراقية، وهو ما يشكل الرعب الرئيسي لإسرائيل".
DTN Israel: WATCH: IDF drill prepares for Hezbollah threat in stormy Golan Heights: "The goal is to prepare fo… http://t.co/3NhtCmUC7S
— DTN Israel (@DTNIsrael) February 19, 2015
سبب التعجل
السؤال الذي يطرح نفسه حاليا، ما سبب تعجل تل أبيب في خوض حرب جديدة ضد حزب الله في الوقت الحالي، والحرب في سوريا لم تضع أوزارها بعد؟
ويجيب "ستراتفور" عن ذلك الأمر، قائلا:
"بنهاية الحرب في ظل وجود طريق بري مباشر يصل بين إيران ولبنان، فقوة حزب الله ستتعاظم، لذلك يرى قادة إسرائيل أن خوض تلك الحرب حاليا بشكل مباغت قبل نهاية الحرب في سوريا سيكون الخيار الأفضل، خاصة وأن حزب الله لا يزال منشغلا بالتزاماته في الحرب السورية".
أما بالنسبة لطبيعة الهجوم، فهناك اختلاف داخل القيادة الإسرائيلية، بحسب "ستراتفور"، حيث أن هناك قادة يرون أن يكون من الأفضل شن غارات مكثفة على مواقع "حزب الله" العسكرية، فيما ترى وجهة نظر أخرى، أنه من الضرورة شن عملية عسكرية خاطفة للقضاء على مستودعات الصواريخ الخاصة بحزب الله في لبنان.
ولكن مصدر القلق الإسرائيلي بالنسبة لتلك الحرب، يرجع إلى ردة فعل حزب الله المتوقعة، خاصة وأنه اكتسب "ثقة كبيرة" من معاركه في سوريا، ومن حروبه السابقة مع تل أبيب.