أنقرة — سبوتنيك. واستبعد الفريق أول التركي المتقاعد أردوغان قره قوش قره قوش، في مقابلة مع "سبوتنيك"، احتمال قيام فرنسا بنقل تكنولوجيتها إلى تركيا، فيما اعتبر أن التعاون بين تركيا وروسيا ناجم عن تقاسم كلا البلدين مصيرا مشتركا.
وأضاف قره قوش أن روسيا "لا ترغب في أن يكون الغرب قويا في تركيا، حرصا على أمنها وهذا أمر طبيعي، لقد تعاونت تركيا معها خلال حرب الاستقلال التركية لكن الوضع الآن يختلف نسبيا عمّا كان عليه في فترة حرب الاستقلال".
ورأى قره قوش "روسيا ربما لا ترغب بنقل التكنولوجيا إلى تركيا لكن عند قيام تركيا بتوريد منظومة إس — 400 الدفاعية الصاروخية فإنها ستتعلم التكنولوجيا".
وأضاف أن تركيا تتقاسم المصير مع روسيا وإيران والصين ودول أخرى بسبب مشروع إقامة دولة كردستان في المنطقة والتي وصفها بـ "إسرائيل الكبرى"، مشيرا إلى أن الأحداث التي تثيرها الولايات المتحدة الأمريكية منذ 27 عاما أي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في الدول الإسلامية قد أدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتابع قره قوش، قائلاً إن نشر هذا النوع من الأسلحة في ساحة الحرب الإلكترونية في قونية غرب تركيا سيزيد من قيمة تلك الساحة، بحيث أنه قد يساهم في تدريب الطيارين الأتراك ضد هذه الأسلحة.
وأفاد بأن الطيارين الأتراك سيتمكنون من تلقي التدريب على استخدام منظومة "إس — 400" في ساحة التدريب الإلكترونية للحرب في قونية، لذلك ينبغي على تركيا أن لا تفوت هذه الفرصة.
وأشار إلى أن منظومة "إس — 400" الصاروخية الروسية سيتم نشرها في ساحة الحرب الإلكترونية في قونية، التي تعتبر من أفضل ساحات الحرب الإلكترونية في العالم، في حين أن عدم احتوائها على منظومة إس — 400 الصاروخية قد يقلل من مؤهلاتها، لذا يجب نشر أفضل الأسلحة المتطورة فيها كي يتمكن الطيارون الأتراك من تلقي تدريب أفضل.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض قدوم أي طيارين إلى ساحة التدريب الإلكترونية للحرب في قونية من أجل تدريب الطيارين الأتراك وأنها تختار من يناسبها فقط لأن تلك الساحة لها قيمة كبيرة.
وفيما يخص توتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، اعتبر أن هذا التوتر ليس بين تركيا ودول أوروبا وإنما بين الحكومة التركية وأوروبا، حيث كانت الحكومة التركية تنفذ كل مطالب الغرب قبل الاستفتاء، مشيرا إلى تصاعد التوتر على خلفية الاستفتاء الشعبي على الدستور التركي.
ورأى أن فشل الحكومة التركية في سياساتها الخارجية قد وضع تركيا في مواجهة مع الغرب، لذلك فإن هذا التوتر ناجم عن الخلاف بين السياسيين وليس بين تركيا والاتحاد الاوروبي، وربما تتحسن العلاقات بين الجانبين مع تغيير السلطة السياسية، معتبرا أن العلاقات الجيدة التي بين تركيا ودولة الاتحاد قد تخدم مصالح روسيا، حيث ستتمكن روسيا من توريد الغاز الروسي إلى دول أوروبا بشكل آمن عبر تركيا معربا عن اعتقاده بأن المشكلة بين البلدين قد تحل بطرق سلمية دون تعميقها.
وفيما يتعلق بقاعدة إنجرليك الجوية، قال قره قوش إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست بحاجة ماسة لقاعدة إنجرليك فهي تقوم بالسيطرة على المطارات في الدول التي تحتلها على غرار ما حدث في سوريا والبوسنة والهرسك، وأن الولايات المتحدة لم تستخدم القاعدة حتى بنسبة 5 بالمئة خلال حرب الخليج، لذلك فإن إثارة الجدل حول إغلاقها قد يوتر العلاقات بين البلدين أكثر مما هي متوترة.
ورأى أن ردة فعل تركيا حيال تعاون واشنطن مع وحدات حماية الشعب الكردية وتسليحها غير كافية، واصفا سياسة أنقرة المتبعة منذ 10 أعوام بأنها عبارة عن سلسلة أخطاء، وأنها تسعى حاليا إلى التخلص من هذه الأخطاء عبر المناورات، كما لفت إلى أن الأخطاء التي ارتكبتها تركيا في سوريا قد آلت إلى الوضع الحالي وألحقت الأضرار بتركيا.
وشدد على ضرورة تعاون تركيا مع روسيا في الظروف الحالية، مضيفا أنه لا مانع من توريد منظومة إس — 400 الدفاعية الصاروخية من روسيا في ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة.
وأشار إلى أن تركيا بحاجة إلى 25 منظومة دفاع صاروخية على الأقل من طراز إس — 400 وباتريوت لحماية أراضيها من أي هجوم، لافتا إلى أن تركيا كانت تملك في بداية الستينات 8 أساطيل حربية للدفاع عن مدينة إسطنبول فقط وحاليا تحتاج إلى 8 أساطيل أخرى لحماية إسطنبول، إضافة إلى حاجتها لـ34 منظومة أخرى لحماية مناطق أخرى، لذلك ربما لا تكتفي بتوريد منظومة صواريخ إس — 400 من روسيا، وإنما قد تلجأ إلى منظومات صواريخ من دول أخرى وفقاً للسياسة التي ستتبعها.