على هامش الزيارة التي يقوم بها وفد عسكري من الجيش الوطني الليبي ، ووفد سياسي من حكومة الوفاق الوطني بشكل منفصل ولكن بنفس التوقيت إلى موسكو كان لبرنامج "ما وراء الحدث " حواراً خاصاً مع رئيس الوفد العسكري المتحدث الرسمي بسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري ، الذي تحدث بكل وضوح عن مجريات الأحداث في ليبيا على الساحة الميدانية في مواجهة الإرهاب التكفيري فاضحاً قوى إقليمية ودولية بعينها تدعم وتمول وتدرب وتنقل المجموعات الإرهابية بين دول الإقليم لتحقيق مصالحها الضيقة على حساب تدمير الدول ودماء شعوب المنطقة وخاصة في ليبيا التي عانى فيها الشعب الليبي ويلات الديمقراطية الغربية بين قوسين التي جلبت القتل والدمار الذي يمارس على يد الإرهاب التكفيري المنظم ، مؤكداً على أن الدولة الليبية تعول على التضامن الإقليمي في وجه هذا الشر ، وعلى دور روسي فعال في الحل السياسي ورأب الصدع بين القوى الليبية لتوحيد الجهود في وجه الإرهاب وإنقاذ الشعب الليبي ، وكذلك في أعادة هيكلة ودعم الجيش الوطني الليبي الذي يأخذ على عاتقه تأمين الأرضية اللازمة لتحقيق الإستقرار والسير بالعملية السياسية في البلاد.
وكذلك الأمر كان لنا حواراً خاصاً على هامش هذه الزيارات مع النائب بالمجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني السيد أحمد معيتيق
بداية يقول العميد المسماري:
خطر الإرهاب في ليبيا نحن عانينا من هذا الخطر الكبير جدأ وسبب خروج القوات المسلحة هو كف هذا الخطر والأذى عن الشعب الليبي ، الآن نجحنا في بنغازي في القضاء على الإرهاب بفعل إرادة القوات المسلحة والشعب الذي يقف خلف هذه القوات ، وخطر الإرهاب ليس على ليبيا فقط وإنما خطر الإرهاب كان على الشعب الليبي وعلى دول الجوار كذلك ، وعلى دول مابعد المتوسط ، شمال المتوسط ، لماذا ؟ لأن التنظيمات الإرهابية كانت تسعى إلى السيطرة على مصدر مالي قوي جداً لتمويل عملياتها في الخارج والقفز إلى أماكن أخرى ، وخاصة أوروبا ومصر ، هل تعلم ان 2011 و2012 كانت هناك فكرة إنشاء جيش مصر الحر على الأراضي الليبية نحن أنهينا هذا الموضوع وبالتالي نحن قدمنا خدمة ليست لليبيين فقط بل لكل المنطقة بأسرها وقدمنا عمق إستراتيجي أمني خاصة لمصر والآن هناك حوالى 1000 كم عمق إستراتيجي، أمني.
وأردف العميد المسماري:
في عامي 2012 و2013 تنظيم القاعدة في ليبيا دعم تنظيم القاعدة في مالي ضد فرنسا وكان المشرف على ذلك عبد الوهاب القايد من تنظيم القاعدة وهو كان في الحكومة وفي المؤتمر الوطني في تلك الفترة من قيادات ليبيا وهو اشرف شخصياً على تمرير الأموال والسيارات والأسلحة من ليبيا إلى مالي ، وبعد ذلك قام مهدي الحاراتي بأوامر من عبد الحكيم بلحاج بتشكيل لواء "الأمة" وتدريبه وتجهيزه بالسلاح والعتاد ونقله إلى سورية عن طريق تركيا ، وتركيا متواطئة في هذا الجانب وطبعا تركيا مع الإخوان المسلمين ، وكل ما يريدونه الإخوان المسلمين تفعله تركيا ، ولكن الإرادة الدولية أصبحت ضعيفة جدأ في التفاعل والتعاطي مع القضية الليبية ، وتحدثنا منذ عام 2012 و2013 و2014 عن هذا الأمر ، كل هذه السنوات ونحن نتحدث عن جرائم الدواعش في ليبيا، وعن تنظيم القاعدة وعن الجرائم التي تم ارتكابها.
واستطرد المسماري بالحديث قائلاً:
نحن نثق بروسيا ثقة كبيرة جداً سواء في الجانب العسكري أو في الجانب السياسي، سياسيا أنا لا أريد التحدث في السياسة ، ولا أعلم ماهي الخطة الروسية من الناحية السياسية ، ولكن من الناحية العسكرية نحن نأمل كثيراً ، ولنا أمل كبير في روسيا في أن توفق في مجلس الأمن برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي أو تمنع رفع الحظر لصالح ميليشيات أخرى ، وهذا جانب مهم جداً ، لأنه هناك الآن مطالبة برفع الحظر لصالح ميليشيات إرهابية ، وحالياً روسيا تعرف ماهو الجيش الليبي ، وتعرف أن السيد المشير خليفة حفتر هو القائد العام للجيش الليبي ، وبالتالي نحن نثق بروسيا من هذا الجانب ، نثق بهذا الصديق على أساس أن يكون له دوراً قوياً جداً في رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي ، وبعد ذلك تفعيل العقود السابقة في التدريب و في إعادة هيكلة أو إعادة تحديث الأسلحة والمدد العسكرية وهذا الجانب باذن الله هو الذي سنعمل عليه في الأيام القادمة.
وختم العميد المسماري بالقول:
أعتقد أن الحل السياسي الذي يدعم العسكري غير وارد ، الحل العسكري هو من سيؤمن الأرضية للمسارات السياسية ، ونحن مهمتنا وهدفنا الإستراتيجي هو الوصول بالشعب الليبي إلى إنتخابات حرة نزيهة فقط وليس لدينا أي أهداف أخرى ، ومن يريده الشعب الليبي أن يكون رئيساً له سواء أكان هذا الرئيس شخصاً عسكرياً أو مدنياً فليكن هو الرئيس.
أما النائب بالمجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني السيد أحمد معيتيق حول الدور المنتظر من روسيا لتحقيق عملية السياسية في ليبيا فيقول:
نحن نبحث عن أن يكون هناك دوراً إيجابياً لموسكو في الوضع الليبي وأنتم تعرفون كل الأطراف وبالذات التي لروسيا تأثير مباشر عليها ، يجب أن تكون داعمة للوفاق وأنهاء الأزمة الليبية والذهاب إلى إنتخابات بأذن الله ، لذلك يجب أن نعرف أن الطرف الروسي هو فاعل دولياً والتوافق الدولي حول القضية الليبية هو مهم جداً ، ولابد أن يكون هناك إتفاقاًَ بأن يعمل الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة وأن يكونوا شركاء فعليين من أجل أن تخرج ليبيا مما هي فيه الآن.
حول تحقيق التوازن بين العلاقة مع دول الغرب وروسيا وإنطلاقا من تضارب مصالح هذه الدول مع الموقف الروسي يقول معيتيق :
من المؤكد أن إستقرار الوضع في ليبيا يهم كل الأطراف ، والعدو الوحيد والموحد لدى العالم كله هو الإرهاب وتنظيم الدولة الذي كان موجوداً في ليبيا ، وبالفعل حكمة الوفاق حققت إنجازات بأنهاء إحتلال التنظيم لمدينة سرت وتحريرها ، وإنهاء المعارك التي حصلت في بنغازي الفترة الماضية ، ولكن نستطيع أن نقول أن هناك إجماعاً دولياً على محاربة الإرهاب في ليبيا ، وحكومة الوفاق تسعى إلى أن يكون هناك نفس الإجماع لخلق التوافق في ليبيا .
الوضع ليس سهلا ولكن نحن مؤمنون في هذه المرحلة بالموقع الإستراتيجي لليبيا والوضع الحالي لليبيا يشكل أحسن فترة التي يمكن أن نتحصل فيها على نتائج ملموسة من كل الأطراف ، وأنا استشعرت أن هناك اتفاقاً حتى من الحكومة الروسية على أنه يجب أن نتوافق جميعاً على إخراج ليبيا من الأزمة التي تعيشها.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم