اليوم، وعلى هامش الزيارة التي يقوم بها المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري إلى موسكو لإجراء محادثات مع الجانب الروسي بخصوص الأزمة الليبية وقضية مكافحة الإرهاب، استضاف برنامج "ما وراء الحدث" العميد المسماري، وكان الحوار التالي:
سبوتنيك: سيادة العميد أهلا ومرحباً بكم وشكراً لإعطاء الفرصة بالحديث إليكم
العميد المسماري: أهلا وسهلاً بكم وللأخوة المتابعين لهذا البرنامج وأتمنى أن أضيف إضاءات إيجابية سواء في الوضع العسكري أو الإنساني في ليبيا
العميد المسماري:
أولاً، خطر الإرهاب في ليبيا نحن عانينا من هذا الخطر الكبير جدا وسبب خروج القوات المسلحة هو كف هذا الخطر والأذى عن الشعب الليبي، الآن نجحنا في بنغازي في القضاء على الإرهلاب بفعل إرادة القوات المسلحة والشعب الذي يقف خلف هذه القوات، وخطر الإرهاب ليس على ليبيا فقط وإنما خطر الإرهاب كان على الشعب الليبي وعلى دول الجوار كذلك، وعلى دول ما بعد المتوسط شمال المتوسط، لماذا؟ لأن التنظيمات الإرهابية كانت تسعى إلى السيطرة على مصدر مالي قوي جداً لتمويل عملياتها في الخارج والقفز إلى أماكن أخرى، وخاصة أوروبا ومصر، هل تعلم أن 2011 و2012 كانت هناك فكرة إنشاء جيش مصر الحر على الأراضي الليبية، نحن أنهينا هذا الموضوع، وبالتالي نحن قدمنا خدمة ليست لليبيين فقط بل لكل المنطقة بأسرها وقدمنا عمق استراتيجي أمني خاصة لمصر والآن هناك حوالي 1000 كم عمق استراتيجي، أمني.
سبوتنيك : سيادة العميد، عذراً على المقاطعة، بما أنكم انتقلتم إلى الحديث إقليميا، أريد أن أتحدث هنا عن التمدد الإرهابي، فهو ليس فقط على الأراضي الليبية كما تفضلتم ، ولكن أيضا في الدول المجاورة في مصر وغيرها وتحديداً ما بين مصر وليبيا في المناطق الحدودية، ما هي الصيغة التي يجب على القيادتين الليبية والمصرية العمل بها الآن لأجل درء خطر هذا التمدد الإرهابي والحفاظ على الأمن في البلدين، وما هي الآلية المطلوبة من الجميع في ظل الظروف الحالية، وأنتم شكرتم مصر على دورها ولكن هل هذا الدور يكفي؟
العميد المسماري:
أولاً، نحن نحتاج إلى عدة آليات وليست إلى آلية واحدة، يعني إلى آلية مؤقتة لمحاربة الإرهابيين، وهي تكمن في تبادل المعلومات الاستخبارية وتحديد مراكز الاستطلاع بشكل متقدم على الحدود، وتنظيم وتنسيق حرس الحدود، ولكن للأسف الجيش الليبي لا يستطيع إيفاء عملية وجود مراكز مراقبة على الحدود، الحدود نحن سحبنا كل جنودنا من على الحدود، لماذا؟ لأن هناك معركة أخرى هي أولى في الوقت الحالي من الحدود، وأصبح الجيش المصري يتحمل وحده حماية الحدود البرية، العصابات الإجرامية العابرة للحدود، أو الجريمة العابرة للحدود الآن أصبحت تعمل بشكل قوي جداً وأصبح المال الفاسد يحرك في عمليات التهريب ويكثر منها، والدور السوداني المضلل خطير جداً في تسهيل الهجرة غير الشرعية في تهريب المقاتلين خارج ليبيا وداخل مصر كذلك الأمر، وهناك البحر والزوراق والسفن تأتي بداعش من العراق ومن سوريا وتقوم بإدخالهم إلى ليبيا وكذلك نقلت دواعش وإرهابيين إلى سوريا وإلى دول أخرى، وبالتالي هذا الموضوع يحتاج إلى تضامن المنطقة وحتى المواطنين وليس الجيوش فقط، حتى المواطن يجب أن يكون على وعي وإدراك تام بخطر هذا الإرهاب.
العميد المسماري: أولاً، هذا الموضوع معروف حتى لدى الرأي العام الدولي وحتى في المؤسسات الدولية معروف بالكامل.
سبوتنيك: لكن لا يوجد عنه أي شيء
العميد المسماري:
يوجد، وخاصة الإرهابيين الذين تم تدريبهم، وعلى فكرة في عامي 2012 و2013 تنظيم القاعدة في ليبيا دعم تنظيم القاعدة في مالي ضد فرنسا، وكان المشرف على ذلك عبد الوهاب القايد من تنظيم القاعدة، وهو كان في الحكومة وفي المؤتمر الوطني في تلك الفترة من قيادات ليبيا وهو أشرف شخصياً على تمرير الأموال والسيارات والأسلحة من ليبيا إلى مالي، وبعد ذلك قام مهدي الحاراتي بأوامر من عبد الحكيم بلحاج بتشكيل لواء "الأمة" وتدريبه وتجهيزه بالسلاح والعتاد ونقله إلى سوريا عن طريق تركيا، وتركيا متواطئة في هذا الجانب وطبعا تركيا مع الإخوان المسلمين، وكل ما يريدونه الإخوان المسلمين تفعله تركيا، ولكن الإرادة الدولية أصبحت ضعيفة جدا في التفاعل والتعاطي مع القضية الليبية، وتحدثنا منذ عام 2012 و2013 و2014 عن هذا الأمر، كل هذه السنوات ونحن نتحدث عن جرائم الدواعش في ليبيا، وعن تنظيم القاعدة وعن الجرائم التي تم ارتكابها.
سبوتنيك: هل هذا يكفي؟
العميد المسماري:
ليست القضية في أنه يكفي أو لا يكفي، المشكلة في أنه لم يستمع إلينا أحد، ولكن الآن باتت القضية واضحة للعيان، وهناك من استحى في نهاية الأمر، وهناك من بات يقول كلمة حق وهناك من تأثرت مصالحه، وهناك من تأخرت شركاته، وأصبحت العملية مفضوحة، الآن أي صمت على الإرهاب وتغاضي عنه اليوم هو بمثابة مؤامرة على الشعب الليبي.
العميد المسماري:
أولاً، بالتأكيد التعاون العسكري الليبي الروسي أو سواء الليبي المصري هو تعاون تاريخي وقديم جداً، وكذلك الآن إذا كان هناك أي تعاون عسكري يتم الحديث عنه سيكون هناك مستشارين وسيكون هناك مدريبن وتدريب في البلدين وسنكون جزءاً من أي مناورة للسلاح الروسي في المستقبل باعتبار أنه سيكون هناك تعاون ليس كما كان في الاتفاقيات السابقة، بل ستكون اتفاقية كاملة، اتفاقية تدريب على استخدام الأسلحة، والتدريب التعبوي والتدريب الاستراتيجي، وستكون هناك مشاركة ليبية في المناورات وأعتقد أنه مما تقدم ستشارك ليبيا في هذه المرة بالمراقبة والمتابعة فقط للمناورات الروسية المصرية الجارية حالياً.
سبوتنيك: ننتقل إلى الوضع الإقليمي وأريد أن أسال هنا تحديداً عن روسيا لأن السؤال بكل صراحة عن الدول الغربية وعن الولايات المتحدة الأمريكية بات باهتاً ومضيعة للوقت؟
العميد المسماري: فعلاً بات باهتاً
سبوتنيك: دول الغرب مشاريعهم الاقتصادية والاسترتيجية والجيوسياسية، حتى لا نكرر الكلام، هنا أسأل عن روسيا التي تلعب الآن دوراً محورياً وأساسيا على المستويين الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب بقيادة الرئيس بوتين الذي اقترح تشكيل حلف إقليمي دولي لمواجهة هذا الشر، روسيا وضمن الوضع الحالي لا تستطيع تقديم مساعدات عسكرية إلى الجيش الليبي نتيجةً لقيود وقواعد دولية قد تدخلها في مواجهات وتحديداً الولايات المتحدة، سؤالي هنا كيف تعولون على روسيا وعلى الدور الروسي في المرحلة القادمة لتحقيق التسوية السياسية كون روسيا تريد أن تساهم في هذا المجال أكثر من غيرها؟
العميد المسماري:
أولاً، نحن نثق بروسيا ثقة كبيرة جداً سواء في الجانب العسكري أو في الجانب السياسي، سياسيا أنا لا أريد التحدث في السياسة، ولا أعلم ما هي الخطة الروسية من الناحية السياسية، ولكن من الناحية العسكرية نحن نأمل كثيراً، ولنا أمل كبير في روسيا في أن توفق في مجلس الأمن برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي أو تمنع رفع الحظر لصالح ميليشيات أخرى، وهذا جانب مهم جداً، لأنه هناك الآن مطالبة برفع الحظر لصالح ميليشيات إرهابية، وحالياً روسيا تعرف ما هو الجيش الليبي، وتعرف أن السيد المشير خليفة حفتر هو القائد العام للجيش الليبي، وبالتالي نحن نثق بروسيا من هذا الجانب، نثق بهذا الصديق على أساس أن يكون له دوراً قوياً جداً في رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، وبعد ذلك تفعيل العقود السابقة في التدريب و في إعادة هيكلة أو إعادة تحديث الأسلحة والمدد العسكرية وهذا الجانب باذن الله هو الذي سنعمل عليه في الأيام القادمة.
العميد المسماري:
أولاً، وعسكرياً، من ناحية خرائط العمليات وعلى الأرض لدينا الآن سيطرة تامة وحقيقية على 90 بالمئة من الأراضي الليبية، يعني لدينا شريط بسيط جداً من منطقة مصراتة، منطقة سرت، مدينة سرت حوالي 250 كم إلى مصراتة، الشريط الساحلي إلى مدينة طرابلس، ومع ذلك هذه الـ10 بالمئة المتبقية خارج السيطرة لدينا فيها أفراد ولدينا فيها قوات، لكن القوات غير معلنة حتى هذه الساعة وعملياً هذه المنطقة تحت سيطرة المليشيات والإرهاب، ولكن حقيقياً وأرضياً، وعلى خرائط العمليات 90 بالمئة داخل الأراضي الليبية تحت سيطرة القوات المسلحة بشكل مباشر بمناطق عسكرية كاملة بآمري لهذه المناطق بجنود ومعسكرات ووحدات عسكرية كاملة وكل ما ينقص هذه القوة هو السلاح فقط.
سبوتنيك: هل تعتقدون أن السيطرة العسكرية الميدانية على الأرض ستكون نقطة مهمة في دعم التسوية السياسية ولها كلمة الفصل، يعني هناك جهتان إما أن يكون هناك حلاً سياسياً يؤثر ويدعم تواجد الجيش الليبي عسكرياً أو حلاً عسكري ميداني كاملاً يدعم الحل السياسي، برأيكم من أي نقطة قد يبدأ هذا الحل؟
العميد المسماري:
أعتقد أن الحل السياسي الذي يدعم العسكري غير وارد، الحل العسكري هو من سيؤمن الأرضية للمسارات السياسية، ونحن مهمتنا وهدفنا الاستراتيجي هو الوصول بالشعب الليبي إلى انتخابات حرة نزيهة فقط وليس لدينا أي أهداف أخرى، ومن يريده الشعب الليبي أن يكون رئيساً له سواء أكان هذا الرئيس شخصاً عسكرياً أو مدنياً، فليكن هو الرئيس.
سبوتنيك: أنتم تسلمون كل المناطق التي تحرورنها حتى لحكومة السراج؟
العميد المسماري:
نحن نسلم كل المناطق التي تم تحريرها، وهي الآن كلياً تحت سيطرة الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، بالكامل تنقل لها الأموال والوقود وكل المواد الغذائية وجميعها تنقل تحت حماية القوات المسلحة الليبية، نحن لدينا في طرابلس قوة كبيرة جداً، لكن لا نريد الآن الكشف أو الإفصاح عنها، نحن لا نريد دخول طرابلس المكتظة بالسكان عسكرياً أو بقوة أو بقتال، نحن نتمنى ونعمل الآن على أن ندخلها فاتحين وليس مقاتلين باذن الله تعالى.
سبوتنيك: سيادة العميد شكراً جزيلا لكم
العميد المسماري: شكرا شكراً لك أحييك وأحيي كل الأخوة المستمعين.
أجرى الحوار: نواف إبراهيم