تناقش الحلقة خطة السلام الجديدة التي طرحها المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، خلال اجتماع رفيع المستوى حول ليبيا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولأول مرة تتضمن مبادرة أممية حول ليبيا إشراك أنصار النظام الليبي السابق في عملية التسوية السياسية، وهو ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا الموقف الجديد وتداعياته على المشهد العام في ليبيا.
ووفق المبعوث الأممي تنقسم خارطة الطريق، إلى ثلاثة مراحل، من المفترض أن تنتهي مرحلتاها الأولى والثانية خلال عام، بحسب الوعاء الزمني الموضوع في تلك الخارطة.
وتنص الخارطة في مرحلتها الأولى على وجوب "تعديل الاتفاق (اتفاق الصخيرات)، حيث ثمة توافق واسع في الآراء بشأن المسائل التي تتطلب التعديل" —حسب ما يرى المسؤول الأممي.
هذه المرحلة بحسب الخطة الجديدة ستبدأ الأسبوع المقبل، وذلك "بعقد اجتماع في مكاتب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للجنة الصياغة للعمل على صياغة هذه التعديلات بناءاً على المادة 12 من الاتفاق السياسي".
وبمجرد اعتماد تلك التعديلات التي ستجري على نص الاتفاق السياسي، تبدأ المرحلة الثانية بحسب الخارطة، والمتمثلة في عقد "مؤتمر وطني يهدف إلى فتح الباب أمام أولئك الذين تم استبعادهم (من جولات الحوار السابقة)، وأولئك الذين همشوا أنفسهم، وتلك الأطراف التي تحجم عن الانضمام إلى العملية السياسية"، دون توضيح من هي هذه الأطراف.
وتتضمن خريطة الطريق الجديدة توجيه دعوه " للدول الأعضاء في الأمم المتحدة للمشاركة في جولة جديدة من التمويل لصندوق الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار"، وذلك "كي يتسنى له توسيع نطاق خدماته بدرجة كبيرة".
ووفق الخطة، وبعد عام من العمل، يجب الوصول للمرحلة الثالثة والنهائية من خارطة الطريق الأممية، وتشمل إجراء "استفتاء لاعتماد الدستور"، يلي ذلك، وفي إطار الدستور الجديد، "انتخاب رئيس وبرلمان"، والوصول إلى هذه النقطة يؤشر إلى "نهاية المرحلة الانتقالية".
وهذه العملية في جميع مراحلها ترمي في الواقع إلى تهيئة الظروف الملائمة لإجراء انتخابات.
بموازرة ذلك تخيم نذر مواجهة جديدة على سماء العاصمة طرابلس مع اقتراب ميليشيات تتبع لحكومة الإنقاذ الوطني على مشارف طرابلس قادمة من ترهونة، بالتزامن مع موعد المظاهرة التي دعا إليها المرشح السابق لرئاسة الوزراء عبد الباسط إقطيط يوم 25 أيلول /سبتمبر الجاري.
وتمركزت تلك الميليشيات على أطراف سبيعة وقصر بنغشير تتقدمها ميليشيا الكاني المحسوبة على مقرر المؤتمر السابق عبد العليم الساعدي عضو الجماعة الإسلامية المقاتلة، وميليشيا صلاح البركي وفلول سرايا الدفاع عن بنغازي.
هذه التطورات تأتي بعد أن خرجت طرابلس قبل وقت قصير من صراع مسلح على النفوذ بين كتائب إسلامية وأخرى تابعة لحكومة الوفاق، انتهت في شهر أيار/ مايو الماضي بسيطرة الأخيرة على كامل المدينة.
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني