كشفت المؤلفة درية عوني، التي ولدت في مصر من أب كردي وأم مصرية، عن الوجود التاريخي للأكراد في مصر ودورهم في نهضتها في كتاب "الأكراد في مصر عبر العصور" فقد هاجر الكثير من الأكراد إلى مصر وانقطعت صلاتهم مع موطنهم الأول ولم يبق لهم من تلك الصلة سوى الاسم، وخرج من أبنائهم وأحفادهم الكثير من القادة العسكريين ورجال الإدارة والأدباء والشعراء والفقهاء والفنانين وأسدوا خدمات جليلة لوطنهم مصر لكنهم لم ينكروا كرديتهم.
أشارت بعض المصادر إلى أن محمد علي باشا الكبير، مؤسس مصر الحديثة، أصله كردي من ديار بكر، بينما كان شائعا أن أصله ألباني، فقد صرح حفيده الأمير محمد علي لمجلة "المصور" المصرية عام 1949 أن أصلهم أكراد من ديار بكر.
وحسب تقرير لصحيفة "الأخبار" المصرية، فقد نبغت في مصر شخصيات من أصل كردي كانت من رواد حركة الإصلاح والفكر والأدب والفن أمثال: محمد عبده، والمفكر قاسم أمين، والأديب عباس محمود العقاد، وأمير الشعراء أحمد شوقي، ونجيب الريحاني، والشاعرة عائشة التيمورية، والقاص محمود تيمور، والشيخ القارئ الشهير للقرآن عبد الباسط عبد الصمد، والفنانان التشكيليان أدهم ومحمد سيف وانلي، والفنانة سعاد حسني وأختها الفنانة نجاة الصغيرة والفنان رشدي أباظة وغيرهم كثيرون..ترصد "سبوتنيك" في هذا التقرير بعض هؤلاء:
سعاد حسني وشقيقتها نجاة الصغيرة
ولدت كل من سعاد حسني، وشقيقتها نجاة، في حي بولاق قرب قصر عابدين في القاهرة، وكان والدهما الخطاط السوري المعروف محمد حسني البابا، ينحدر من أصول كردية نسبة للعائلة البابانية، جاء من سوريا إلى مصر، وقام بزخرفة كسوة الكعبة المشرفة حينما كان يعمل في القصر الملكي السعودي، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
رشدي أباظة
هاجر عدد كبير من عائلته إلى مصر أيام المماليك، ويرجع أصولها إلى القوقاز الكردي، وأبرز أفراد عائلته إسماعيل أباظة باشا الذي كان من قادة الثورة العربية، ودسوقي أباظة باشا الذي كان واحداً من ألمع شباب ثورة 1919، وعزيز أباظة الشاعر المغوار، وفكري باشا أباظة فارس الكتابة والخطابة، ثم ماهر أباظة وزير الكهرباء السابق والشقيق الأصغر للشاعر عزيز أباظة.
الشاعر أحمد شوقي
تعود أصول عائلته الكردية إلى مدينة السليمانية بالعراق قبل أن تهاجر وتستقر بمصر، ومن أبرز أفرادها أحمد شوقي علي أحمد شوقي، الملقب بـ"أمير الشعراء أحمد شوقي"، المولود بالقاهرة لأم تركية الأصل.
علي بدرخان
مخرج مصري مشهور جاءت عائلته إلى مصر عام 1815 بعد وفاة الأمير بدرخان، آخر أمراء إقليم كردستان الشمالية، وتفرق نسله، وبعد انتصارات أتاتورك الذي كان ألد أعداء آل بدرخان حكم على أمين باشا بدرخان وأربعة من أبنائه بالإعدام وهم (ثريا — علي — جلادت- كامران) فاضطر الأمراء الأربعة إلى مغادرة البلاد، وقدم الأمير علي وثريا إلى مصر واستقرا بالفيوم.
نجيب الريحاني
من أصول عراقية كلدانية مسيحية، جاء جده إلياس ريحانة إلى مصر وهو تاجر خيل، قادما من الموصل واستقر به الحال في مصر ليتزوج من سيدة قبطية مصرية، وأنجب نجيب ريحانة، الذي يطلق عليه نجيب الريحاني، ويعتبر من أشهر الفنانين في تاريخ الفن العربي.
عباس محمود العقاد
ترجع أصول الأديب الكبير عباس العقاد إلى ولاية ديار بكر الكردية بإقليم كردستان تركيا، وقدم مؤسس العائلة إبراهيم مصطفى العقاد، إلى مصر واستقر بمدينة أسوان، وكان يعمل بمهنة عقادة الحرير ومن هنا جاء لقب "العقاد".
منى واصف
فنانة سورية مشهورة واسمها الحقيقي منى جليمران مصطفى واصف. من أشهر أفلامها على الإطلاق دورها في فيلم "الرسالة" مع المخرج العالمي مصطفى العقاد.
ولقبت الفنانة الكبيرة بـ"الأم الحنونة" للدراما السورية، وتقلدت منصب سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة عام 2002، ولقبت بنجمة العالم العربي، كما نالت وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
عبد الباسط عبد الصمد
من أشهر مقرئي القرآن في التاريخ المصري، هاجر عميد عائلات عبد الصمد من كردستان بالعراق في القرن الثامن عشر، واستقر بصعيد مصر وتحديدا بمحافظة قنا، ويعتبر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، المولود بقرية المراغزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب مصر، من أبرز أفراد العائلة ذات الأصول الكردية.