خاصة وأن "الشراكة الروسية — السعودية المتجددة، تركز في المرحلة القادمة على تعزيز الشراكة الاستثمارية، على ضوء الرؤية السعودية 2030، والتي نجحت في تحقيق تحالفات استثمارية بمليارات الدولارات، والانتقال إلى السعودية ما بعد النفط".
واعتبرت الصحيفة، أن موسكو ترى في المملكة العربية السعودية أحد اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق تسعى إلى إيجاد "نقاط التقاء" مع السعودية، خاصة التعاون في مكافحة الإرهاب،
وإحلال السلام العادل، وحل المشاكل في المنطقة، فضلاً عن مناقشة القضايا الخلافية بما فيها "الأزمة السورية"، عبر الحوار.
وقالت الصحيفة إن لقاء الرئيس بوتين، والملك سلمان، في موسكو "سيضع أساساً لتحالف استراتيجي، باعتبار أن روسيا لديها إمكانيات كبيرة وسوق واعدة، وهناك مصالح جيوستراتيجية بين الرياض وموسكو،
لأن روسيا تريد حليف قوي قادر على مواجهة مخاطر "تنظيم داعش"، وإرساء الأمن في المنطقة".
وفي الجوانب الاقتصادية والنفطية، اشارت الصحيفة إلى أن عملاق النفط السعودي — شركة "أرامكو" — أجرت مباحثات مع شركة "سيبور" الروسية المتخصصة في مجال البتروكيماويات،
وذلك بغية إنشاء مشروع مشترك في السعودية، وتفكر الشركتان العملاقتان في إنشاء مشروع مشترك لإنتاج المطاط الصناعي، ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى مذكرة تفاهم بين الشركتين، خلال زيارة العاهل السعودي إلى موسكو.
وسيكون هذا المشروع باكورة المشاريع في قطاع التكرير والبتروكيماويات بين "أرامكو" والشركات الروسية، إذ سبق أن استثمرت الشركة النفطية السعودية مع شركة "لوك أويل" الروسية بالمناصفة،
في مشروع "لوكسار" بالمملكة، المختص في قطاع استكشاف وإنتاج النفط والغاز، بحسب الصحيفة.
وسيصبح مشروع إنتاج المطاط الصناعي ثاني مشروع من نوعه مع شركة أجنبية، بعد أن قامت "أرامكو" في 2015 بشراء حصة 50 بالمئة من مشروع لإنتاج المطاط الصناعي مع شركة "لانكسيس" الألمانية بقيمة 3 مليارات دولار.
وقالت الصحيفة، إن "أرامكو" و"سيبور" تطمحان في التوسع في مجال الكيماويات، وتنوي الشركة السعودية تنويع مصادر الدخل، من خلال إضافة عديد من المشروعات في قطاع التكرير والبتروكيماويات.
وحسب توقعات الصحيفة، أنه سيتم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم خلال الزيارة، خاصة وأن الدولتين تعتبران أكبر منتجين للنفط في العالم، وتعملان بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاقات بين منظمة منتجي النفط "أوبك"
والمنتجين المستقلين، لخفض إنتاج الخام النفطي، بغية الحفاظ على استقرار أسعاره في الأسواق العالمية.