السفير: هناك أمور إيجابية حدثت في العراق، وهي الانتصارات المتتالية التي تحققت وما زالت تتحقق على التنظيم الإرهابي "داعش"، واليوم نحن في المراحل النهائية من تحرير الحويجة والذي هو كما اعتقد آخر معقل من معاقل "داعش" في العراق، وأتحفظ على كلمة عزل أو حصار، ما في عزل أو حصار لإقليم كردستان، هذا مع الأسف الأخوة الكرد في إقليم كردستان يقولون ذلك، وأطلعت عل اللقاء الذي أجري مع الأستاذ جعفر الإبراهيم نائب رئيس البرلمان في إقليم كردستان، هناك كثير من الكلام غير صحيح وهناك تهجم واضح على الحكومة العراقية يعني غير مقبول بصراحة، لا يوجد أي حصار، ورئيس الوزراء السيد العبادي أكد في مؤتمره الصحفي البارحة أن حركة الطيران مستمرة الداخلية بغداد أربيل سليمانية، بصرة نجف أربيل سليمانية، حركة السيارات وحركة الحدود كلها مفتوحة والشعب العراقي والشعب الكردي كلهم شعب عراقي من الدرجة الأولى.
سبوتنيك: القوات العرقية قريبة من تحرير الحويجة وستكون على بعد مئات الأمتار من البشمركة، وكانت قد صدرت تصريحات شديدة اللهجة من الحشد الشعبي، هل هناك مخاطر من وقوع اشتباكات بين القوات العراقية أو الحشد بصورة خاصة مع البشمركة؟
السفير: لا سمح الله أن يحدث هذا الشيء، هناك ضبط للنفس من الجانب البشمركي ومن الجانب العراقي، والحشد الشعبي أصبح الآن مؤسسة عسكرية من ضمن المؤسسات التابعة للقوات المسلحة تحت قيادة رئيس الوزراء، فأي تصريح يصدر من غير القائد العام للقوات المسلحة لا يعتبر تصريحا رسميا للدولة العراقية، يعني رئيس الوزراء القائد العالم للقوات المسلحة أكد في أكثر من مرة أن الأزمة التي ستحدث هي مع القيادة الكردية وليس مع الشعب الكردي ولا مع البشمركة، الشعب الكردي هو شعب عراقي من الدرجة الأولى والحكومة العراقية ملتزمة بالدستور وأن تدافع عنه وعن مصالحه، ولا يوجد أي حصار ولا أي شي من هذا القبيل، مع المؤسف أن نراه في وسائل الإعلام كنت قرأت بالمقابلة مع نائب رئيس البرلمان الكردي يذكر أن الحكومة العراقية فرضت حصارا وأن الحكومة العراقية التي فعلته لم تفعله الأنظمة السابقة في العراق، وهذا مؤسف جدا لا يوجد أي نوع من الحصار، والحياة طبيعية والمطارات الداخلية مفتوحة في توقف مؤقت لا إلغاء للرحلات الدولية حتى تحويل سلطة الطيران إلى السلطة الاتحادية وهذا مذكور في الدستور وفي القانون، والسلطة الاتحادية مسؤولة عن كل ما يجري بالعراق، وهناك مفاوضات ما بين وزارة النقل الاتحادية وما بين إقليم كردستان لنقل السلطة، وأيضا نقل السلطة المنافذ الحدودية، لمنع أي تهريب قد يصير، وهناك 900 ألف برميل يصدر يوميا من إقليم كردستان والحكومة العراقية لا تعرف أين ستذهب الأموال، أي قد ستذهب للشعب الكردي كرواتب لهم، لهذا الحكومة العراقية ملتزمة بالدستور وملتزمة بالتفويض من البرلمان العراقي، الذي هو منتخب من الشعب العراقي لتحافظ على كل منابع الخيرات الموجودة في العراق، يعني التجارة الخارجية التصدير هذا واجب الحكومة الاتحادية، لذلك نرى أنه من واجبنا كواجب دستوري وقانوني كحكومة أتحادية أن تكون مسؤولة عن دفع رواتب الأخوة في إقليم كردستان وعن سير العملية الاقتصادية والتجارية.
سبوتنيك: كيف تنظرون إلى موقف روسيا من الاستفتاء في إقليم كردستان وخرجت تصريحات كثيرة من القادة في الإقليم تشيد بموقف موسكو؟
السفير: هناك رفض دولي لهذا الموضوع، وهم يحاولون مع الأسف بين فترة وأخرى بالإعلام فيما يخص الجانب الروسي دائما يحاولون يوصلون فكرة أن روسيا مع الاستفتاء، هذا خاطئ، أنا أؤكد هذا الشيء كسفير جمهورية العراق لدى روسيا، كان لي لقاءات مستمرة مع وزارة الخارجية والمسؤولين في وزارة الخارجية، أكدوا لي أن موقف روسيا واضح لم يتغير من وحدة العراق ومع سلامة أراضيه، وهذا مفهوم وواضح بالنسبة لنا الحكومة العراقية أنهم ضد الاستفتاء، وروسيا لها توجه واضح، هي مع استمرار الحوار، فالموقف الروسي واضح ولم يتغير، هم يحاولن التغيير في بعض الكلمات، وزارة الخارجية أكدت لي أن أي تصريح آخر غير تصريحات وزارة الخارجية أو مكتب الرئاسة هو ليس تصريح ولا رأي روسيا، وهذا يعني بشكل واضح أنهم ضد التقسيم وبالتالي ضد الاستفتاء.
ما هو السبب في دعم إسرائيل للاستفتاء في إقليم كردستان؟
السفير: مع الأسف، إن الشعب الكردي هو جزء أصيل من العراق ومن الشعب العراقي، وبعض الأمور التي نراها في التلفزيون هي أمور مؤسفة، مثل رؤية الأعلام الإسرائيلية قد تكون موجودة وهي لا تعني أن هذا هو رأي الأخوة الأكراد، ممكن أن يكون هناك بعض الأشخاص الذين رفعوا الأعلام هذا لا يعني أن الحكومة العراقية اتهمت الأخوة الكرد بهذا الموضوع، من الممكن أن يكون لهم وجهة نظر بالموضوع هذا الذي العالم كله مختلف معهم بما فيهم أمريكا، روسيا، ألمانيا، فرنسا، إيران، تركيا، بريطانيا، الدول العربية، ومجلس الأمن ضد التقسيم وضد الانفصال والجامعة العربية بالإجماع ضد الانفصال وضد التقسيم، وجامع الأزهر في القاهرة ضد التقسيم وضد الانفصال والمرجعية الدينية في النجف أيضا ضد التقسيم وضد الانفصال، ومنظمة الدفاع الإسلامي ضده، كل العالم ضد الانفصال ومع وحدة العراق، كما أن الانفصال يقوض العراق في محاربته للإرهاب، كذلك الجانب الأمريكي تأسف أنه حدث شيء اسمه استفتاء لأن هذا احتمال يجعل المنجزات التي تحققت ضد "داعش" في خطر.
سبوتنيك: لماذا لم تقم الحكومة الفدرالية بالسيطرة على المنافذ فهو حقها الطبيعي والدستوري كأي دولة، المراقبون يرون أن هناك إهمال في هذا الموضوع؟
السفير: هذا كان أحد المشاكل الموجودة ما بين أربيل وما بين بغداد وهو رفض قاطع من قبل حكومة الأقليم بأن يكون للحكومة الاتحادية أي دور في الإقليم، أما بعض الأخوة يقولون إننا مضطهدين أو نعامل كدرجة ثانية من قبل الحكومة الاتحادية، أعتقد أن هذا الكلام غير صحيح، لأن رئيس الجمهورية هو كردي من 2005 وحتى اليوم ووزير خارجية العراق من 2003 وحتى 2014 هو كردي في وزراء وسفراء كرد، وفي وكلاء وزراء كرد، وفي موظفين بالدولة العراقية من الأخوة الأكراد وهناك 17 بالمئة من الميزانية الاتحادية من ميزانية العراق، تذهب إلى إقليم كردستان، البشمركة الموجودة في بغداد تحمي المربع الرئاسي، كيف مضطهدين وهم عندهم كل هذه الامتيازات، أعتقد أن هناك عدم أنصاف بحق الحكومة الاتحادية حول هذا الموضوع وهم شركاء حقيقين في العملية السياسية يعني الأخوة الكرد موجودين في كل الانتخابات البرلمانية من 2003 وحتى اليوم. وهم شركاء حقيقيين والكف الرابحة وفعالين في البرلمان، ولكن لا يوجد أعضاء برلمان عرب في إقليم كردستان ولا يوجد جيش أو شرطة في كردستان، فلا يوجد اضطهاد ورفض لإقليم كردستان، وسيطرة الحكومة الاتحادية على المطارات والمنافذ الحدودية أو تصدير النفط من دون العبور بالحكومة الاتحادية هو أحد المشاكل الحقيقية الموجودة ما بين بغداد أربيل والذي أدى مع الأسف إلى هذه المرحلة.
السفير: هناك تفويض من البرلمان العراقي للحكومة العراقية ألزمها أن تمارس حقها الدستوري والقانوني في فرض سيطرتها، والحكومة العراقية كما أكد رئيس الوزراء عندها التزام دستوري وقانوني وأخلاقي، بأن تحافظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، والحكومة العراقية ملزمة الآن بتفويض من البرلمان الذين هم ممثلين عن الشعب العراقي.
سبوتنيك: ما هي السيناريوهات؟ هل ممكن أن تتحول إلى صدام عسكري؟
السفير: العالم كله مع حكومة بغداد، العالم كله رافض فكرة التقسيم والانفصال ووزير الخارجية الأمريكي رفض الاعتراف بنتائج الاستفتاء كأمريكا غير معترفة به كما أغلب الدول، ولا أعتقد أنه سيحدث صدام عسكري وهذا الشيء صعب حتى الحكومة العراقية لن تقبل بهذا الشيء، لأن البشمركة هم عراقيين حاملين الجنسية العراقية وهم جزء مهم من الشعب العراقي لذلك لا أعتقد أننا سنصل إلى مرحلة الصدام.
سبوتنيك: ما هي السيناريوهات؟
السفير: السيناريوهات أن الأخوة الأكراد في القيادة الكردية يقبلوا بالتفاوض مع بغداد من دون شروط، وتعترف أن الاستفتاء غير قانوني وغير دستوري، وكان أحادي الجانب يعني هم الذين قرروا أن يعملوا الاستفتاء، والحكومة الاتحادية في بغداد مستعدة للدخول في مفاوضات حقيقية ومباحثات حقيقية لحل الخلافات الموجودة.
سبوتنيك: هل تثقون بالموقف الأمريكي الداعم للأكراد؟
السفير: نحن نثق بقدراتنا كعراقيين وبالوضع الداخلي، الأمريكان هذا موقفهم المعلن، نتمنى أن يكون هذا موقفهم المعلن، لأنه عادة المصالح الدول هي التي تفرض، يعني مصالح الأمريكان هم مع حكومة بغداد، يعني دول العالم وهذا نظام عالمي، يعني الدول لا تتعامل مع إقليم، بل تتعامل مع حكومة معترف بها مفوضة من الشعب العراقي والسيد رئيس الوزراء هو مفوض من الشعب العراقي، هذه حكومة منتخبة وحكومة نابعة من البرلمان العراقي وهناك اتفاقية استراتيجية مع الإدارة الأمريكية فهذا يلزمهم إلزاما قانونيا ودوليا لدعم توجهات الحكومة العراقية التي ترفض التقسيم ومع وحدة العراق، لذلك نتمنى أن يكون الموقف الأمريكي موقف صادق وداعم لوحدة العراق.
سبوتنيك: هل ننتظر زيارات من الجانب العراقي إلى روسيا لدعم الموقف العراقي أو للعلاقات الثنائية لتطويرها أو ما شابه ذلك؟
السفير: هناك لقاءات لأن شهر أكتوبر هو شهر مزدحم بالزيارات وهي زيارات مرتبة مسبقا، والتي تدعم العلاقات العراقية الروسية، هناك زيارة لمعالي وزير الرياضة والشباب لحضور مهرجان الشباب والطلاب 2017، وزيارة مرتقبة لرئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري إلى بطرسبرغ لحضور الدورة 137 لاجتماع الاتحاد البرلماني الدولي، وهناك زيارة مرتقبة لمعالي وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري في شهر أكتوبر بدعوة رسمية من وزير الخارجية لافروف، وسيعقد لقاء مع نائب رئيس الوزراء الروسي الذي هو رئيس الجانب الروسي للجنة المشتركة العراقية الروسية، ووزير الخارجية العراقية هو رئيس اللجنة المشتركة، وسيجري لقاء تحضيري على ضوء سيتم تحضير الجلسة القادة للجنة المشتركة العراقية الروسية، كما هناك زيارة في نهاية الشهر لوفد برلماني للجنة العلقات الخارجية بدعوة رسمية من مجلس الدوما، فهناك زيارات موجودة وهذه أعتقد إشارة واضحة إلى قوة العلاقات العراقية الروسية، وأعتقد أن هذا أيضا ينعكس ويؤكد الموقف الروسي الذي هو مع وحدة العراق ومع سلامة أرضيه ورافض العملية الأحادية للعملية التي صارت في الإقليم.