أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم "عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق النووي"، دون أن يعلن انسحاب الولايات المتحدة منه.
وجاء إعلان ترامب، الذي اعتبر "تحولا كبيرا" في السياسة الأمريكية، في كلمة طرح خلالها نهجا أكثر تشددا تجاه إيران وبرامجها النووي وصواريخها الباليستية ودعمها المزعوم للجماعات المتطرفة في المنطقة.
وقال ترامب "بناء على سجل الوقائع الذي عرضته، أعلن اليوم أننا لا يمكن أن نقدم هذا التصديق ولن نقدمه"، في تحد للقوى العالمية الأخرى التي وقعته، مضيفا أن هدفه هو ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية. وجدد القول بأن الصفقة مع إيران حول برنامجها النووي كانت الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة.
ورأى أن إيران انتهكت بنود الاتفاق النووي عدة مرات، متابعا أن بعض النقاط في الاتفاق النووي تسمح لإيران بتطوير برنامجها النووي وأن الاتفاق أعفى طهران من العقوبات وأعطاها الدعم المالي.
من جهتها، أعربت موسكو عن أسفها لقرار دونالد ترامب عدم تأكيده للكونغرس التزام طهران بتنفيذ الاتفاق النووي مؤكدة تمسكها بالاتفاق، ودعت كل الأطراف إلى الالتزام به.
بدوره اعتبر وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، أن الرئيس دونالد ترامب بقراره بشأن الاتفاق النووي مع إيران، يخلق أزمة دولية، ويعرض للخطر المصالح القومية الأمنية، ومصالح حلفاء واشنطن.
ومن المعروف أن كيري شارك في العمل الخاص بالصفقة الدولية حول الملف النووي الإيراني.
ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، قائلا "ترامب باع صداقته للأشخاص الذين يقدمون عرضا أعلى".
في الوقت نفسه، أعلنت المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني أنه ليس بيد أي دولة في العالم أن تنهي الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدة ضرورة الحفاظ على هذا الاتفاق بشكل جماعي.
وقالت موغيريني في مؤتمر صحفي في بروكسل يوم الجمعة 13 أوكتوبر، ردا على خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن فيه عن "عدم التصديق" على التزام إيران بالاتفاق النووي، "لا نستطيع كمجتمع دولي أن نسمح بإفشال اتفاق نووي نافذ".
وأكدت المسؤولة الأوروبية التي ترأست الجلسات الأخيرة للمفاوضات حول الاتفاق النووي التاريخي أنه لا يمكن إجراء مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي مع طهران.
وقالت: "إنه ليس اتفاقا ثنائيا.. والمجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، أشار بوضوح إلى أن الاتفاق قائم وسيظل قائما".
يقول وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد: عندما يشكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالإتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه من قبل إيران والدول الست ،إنما يشكك في الوقت نفسه بموافقة هذه الدول التي تعتبر أن إيران تسير بشكل طبيعي من خلال ما يجريه المفتشون الدوليون على المنشآت النووية، ويقولون في تقاريرهم إن إيران ملتزمة بالإتفاق. أن يخرج رئيس من هذه المجموعة ويشكك بالنوايا الإيرانية، هذا أمر غريب ويطرح ويضع صدقية الولايات المتحدة أمام العالم كله. فالرئيس الأميركي هو الوحيد الذي خرج من المعادلة والذي خرج من هذا الإتفاق ليشكك بالنوايا الإيرانية ويعتبر أن إيران تسعى إلى السلاح النووي.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي