برز اسم الضابط السوري عصام زهر الدين منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية على سوريا، حيث قاد عمليات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية على كل الجغرافية السورية وطهر كثيرا من المناطق والمدن والبلدات من رجس الإرهابيين، وقد قاد عملية بابا عمرو في حمص والتل في محافظة ريف دمشق، وقاد عملية تحرير دير الزور، كما قام بتشكيل فصيل "نافذ أسد الله" الذي له الفضل بتحرير مناطق كثيرة على الأراضي السورية.
اللواء عصام زهر الدين ضابط سوري قال وفعل، واستطاع مع القوات الرديفة ورفاقه الضباط في الجيش السوري فك الحصار عن مطار دير الزور وتحرير المدينة من تنظيم "داعش الإرهابي"، ولا ننسى عبارته الشهيرة: "إن مطار دير الزور ليس مطار الطبقة، وسيكون مقبرة لإرهابيي داعش"، وفعلا هذا ما حصل، ولكن لم يتوقف هذا الضابط السوري عن التقدم على الجبهات وملاحقة إرهابيي "داعش" في ريف دير الزور، وكان في مقدمة القوات التي يقودها في بلدة حويجة صكر التي تم تحريرها من سيطرة "داعش"، واستشهد حين وقعت قدمه على لغم أرضي من مخلفات الإرهابيين، عندما كان يخطو ويستطلع ويتقدم في مناطق حررها من إرهاب داعش.
الرحمة والسلام لروح الشهيد اللواء عصام زهر الدين ورفاقه الذين حاربوا الإرهاب الدولي، دفاعا عن الأرض والوطن والسلام والإنسانية.
وقد تحدث الدكتور نضال قبلان سفير سوريا السابق لدى تركيا والصديق المقرب للشهيد اللواء عصام زهر الدين عن أشياء لا نعرفها عن الشهيد:
جيش يحارب قادته في الصفوف الأولى لا بد من أن ينتصر، عصام زهر الدين الإنسان الذي لا يعرف الكثيرون عن شخصيته التي تتحلى بالتواضع وحب الناس ومشاركتهم بأفراحهم وأتراحهم، فعندما كان يأتي من دير الزور ليقضي نقاهة لأيام قليلة، كان يشارك الناس كل المناسبات ويتواجد في العزاءات وجنازات الشهداء ومن ثم يعود إلى الجبهة.
وتحدث الدكتور نضال عن حادثة ربما لا يعرفها كثيرون قائلا:
ذهب اللواء عصام الدين ذات مرة إلى المشفى العسكري ورجله مصابة، فجبروا له رجله في منطقة الكاحل، وقال له الطبيب إنك تحتاج على الأقل ثلاثة أسابيع حتى نفك لك الجبصين وتشفى، ولكن لم ينتظر اللواء عصام زهر الدين هذه المدة، فذهب بعد أسبوع إلى المشفى وقال لهم: أنا شفيت، وأريد أن تفكوا عن رجلي الجبصين حتى أرجع إلى دير الزور، فقال له الطبيب: مستحيل، فقام اللواء عصام بفك الجبيرة عن رجله بنفسه، وحاول أن يمشي ولكنه لم يستطع المشي، فجاء الطبيب وقال له يا سيادة العميد ما الذي فعلته، أجابه إني شفيت، وعندما أراد المشي لم يستطع، عندها وضعوا له جبيرة جديدة مرة ثانية، وبقي فترة بسيطة حتى شفيت رجله وعاد إلى دير الزور ليقود المعركة ضد الإرهابيين.
وتابع الدكور نضال: مرة كنت عند أبو يعرب اللواء عصام زهر الدين في بيته وسألته، ألا تريد أن تعلق على صدرك وسام من أجل أن نتصور سوية للذكرى، فأجابني مشيرا إلى صدره وهو يريني مدخل طلقة رصاص كادت تقتله على صدره مرت على بعد 1سم من القلب، وكان آثار الجرح ظاهرا بشكل كبير، وقال: "هل هناك أحلى من هيك وسام".
وقال الدكتور نضال أيضا عن الشهيد عصام زهر الدين: إن اللواء عصام زهر الدين كان يطبخ للجنود في كثير من الأحيان بيده مما هو متوفر، ويشاركهم الطعام، طبعا كانت ظروف الحصار قاسية جدا، ولكن نستطيع القول أن هذا جيش أسطوري، وهؤلاء ليسوا رجالا عاديين، وكان الشهيد عصام زهر الدين قليل الكلام، وقد كنت أستخدم كل خبرتي الإعلامية كي أحصل على أي معلومة منه، فهو لا يتحدث عن نفسه.
وتحدث لنا الدكتور نضال قبلان عن حادثة: كان يتجول اللواء عصام زهر الدين في شوارع دير الزير المحاصرة، وإذ بامرأة مع ابنتها الصغيرة تجلس في أحد الشوارع، فسألها ماذا بك فقالت ابنتي تريد حلاوة وهي غالية جدا جدا وسعرها 10000 ليرة ولا أستطيع شراءها، ولكن اللواء عصام بحث عن الحلاوة في السوق حتى وجدها واشتراها وأرسلها إلى بيت الامرأة.
وأضاف الدكتور قبلان أن الشهيد عصام زهر الدين وأمثاله من مدرسة تؤمن بالشهادة أو النصر، وكان دائما مبتسما، ولا يخاف الموت، عندما كنا نتحدث معه عن الموت كان يضحك، وكنت أقول له أنت مسرور لأنك أقوى من الموت، وكانت له مقولة شهيرة "من يخاف الموت فالموت يلحق به، ولكن من لا يخاف الموت فالموت يهرب منه"، هذه كانت فلسفته في الحياة، وهو لميكن يتحدث عن نفسه، بل كان ينسب كل الانتصارات إلى جنوده وإلى الذي يقاتلون على الجبهةضد الإرهابيين، ويقول أنا بدون هؤلاء الجنود لا شيء.
وما لا نعرفه عن اللواء عصام زهر الدين أنه أخذ ابنه يعرب إلى دير الزير، وأحيانا كان بصحبته أيضا ابنه الثاني مضر على الجبهات، ولكن كان يعرب يحارب معه في الصفوف الأولى وفي المقدمة على الجبهة، وعند فك الحصار عن دير الزور أرسل ابنه يعرب إلى قوات النمر العميد سهيل الحسن ليدخل معها إلى منطقة الساتر الترابي الذي كان يسميه ساتر النصر، نعم هؤلاء لا يعرفون الخوف، هؤلاء نقتدي بهم وبتضحياتهم، ولا يعلم الناس كم مرة أصيب اللواء عصام، فهو أصيب عدة مرات وكان يرفض أن يغادر الدير، وكان يقول لن أعود إلا بعد تطهير الدير وكل التراب السوري، ولن أعود إلا شهيدا أو منتصرا، وكان يقول أنا عسكري وأينما يحتاجني الوطن سأحارب، وأنا فداء للوطن.
وكان الشهيد عصام زهر الدين يضحك من تهديدات الدواعش وهم يرسلون مقاطع فيديو يهددونه بالقتل.
راهن التحالف الأمريكي، على سقوط مدينة دير الزور التي حاصرها تنظيم "داعش" الإرهابي حيث عملت الولايات المتحدة بكل إمكانياتها العسكرية على دعم الإرهابيين في حصار هذه المدينة البطلة، ولكن
وكان اللواء زهر الدين قائد القوة التي حوصرت في مطار دير الزور العسكري من قبل "داعش" لمدة ثلاث سنوات، ولاحقا قامت قوات الجيش بقيادة زهر الدين، بفك الحصار عن القوات المحاصرة داخل مدينة دير الزور، إضافةً إلى فك الحصار عن مطار دير الزور العسكري.
الرحمة والسلام لروح الضابط السوري البطل عصام زهر الدين ولرفاقه الذين قدموا حياتهم من أجل الدفاع عن الوطن والإنسانية ضد أشرار الأرض الإرهابيين.
إعداد وتقديم: نزار بوش