وتابع عابدين، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، أن معلومات ربما تكون المخابرات الأمريكية قد حصلت عليها من مصادرها بالداخل السوداني، تؤكد عزم بعض الفصائل المعارضة المسلحة القيام بعمليات انتقامية ضد الرعايا الأمريكيين بصفة خاصة والغربيين بصفة عامة، نتيجة قبول الحكومة الأمريكية برفع العقوبات عن الخرطوم.
وأكد صالح، أن تلك الفصائل المعارضة للاتفاق كانت تتمتع قبل رفع العقوبات بغطاء أمريكي "سياسي ومادي"، ولم يعد هناك مبررا لهذا الغطاء بعد إقرار واشنطن بتعاون الخرطوم في مكافحة الإرهاب، وأكثر تلك المناطق خطورة في جنوب كردفان والنوبة وبعض المناطق في إقليم دارفور وإن كانت دارفور أقل المناطق توترا لوجود اتفاق سلام.
ورجح عابدين، أن تكون التحذيرات الأمريكية وقائية ولا تعد تراجعاً أمريكيا عن رفع العقوبات الاقتصادية وعمليات التبادل التجاري التي يجرب الحوار حولها في الوقت الراهن، مؤكداً أن هناك منافسة دولية كبيرة على أفريقيا وتحتل الاستثمارات الصينية في السودان المرتبة الرابعة على المستوى الأفريقي وبشكل خاص "النفط".
وكانت الخارجية السودانية قد أعربت في بيان لها أمس الجمعة عن أسفها لتحذير الولايات المتحدة رعاياها من مخاطر السفر والتنقل بين ولايات البلاد.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في البيان، إن "هذا التحذير اتسم بعدم الدقة والتناقض مع الإقرار بالتقدم في مسار مكافحة الإرهاب ضمن المسارات الخمسة بين البلدين".
وجاء التحذير الأمريكي بعد مضي 3 أسابيع من رفع العقوبات الأمريكية عن الخرطوم بناء على خطة المسارات الخمسة والتي من بينها تعاون السودان مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، والمساهمة بتحقيق السلام بجنوب السودان. ومساء أول أمس، حذرت الخارجية الأمريكية رعاياها من مخاطر السفر إلى السودان وتجنب السفر إلى ولايات دارفور، والنيل الازرق، وجنوب كردفان، بسبب مخاطر أمنية حددتها في الإرهاب، والصراعات المسلحة، والجرائم العنيفة.