بينما أعلنت ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" تحرير الرقة من تنظيم "داعش" الإرهابي، بدون أي معارك تذكر وحتى أننا لم نر أو نشاهد قتلى أو أسرى لإرهابيي داعش، في حين يستمر إرهابيو داعش بالقتال ضد الجيش السوري، على عدة جبهات.
إذاً ما الذي يحصل في الشرق السوري، هل هو تقسيم للنفوذ أو احتلال أو تنفيذ للخطة "ب" التي أعلنها البنتاغون سابقا، وما هو سر استسلام إرهابيو "داعش" للأمريكان وما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية؟.
يقول الأستاذ مصطفى المقداد رئيس تحرير جريدة الثورة السورية حول سر استسلام إرهابيي "داعش" ل"قوات سوريا الديمقراطية" والأمريكان:
الأمر واضح جدا، فالولايات المتحدة والغرب عموما يوظفون الإرهاب ويستثمرون به، وكل هذه المجموعات المسلحة ترتبط إما بشكل مباشر بالاستخبارات الأمريكية، وباستخبارات وزارة الدفاع الأمريكية، أو بال"سي آي ايه"، وبمختلف أجهزة الاستخبارات الأمريكية، أو بدول تعمل ضمن هذا المشروع العدواني على سوريا، وهذا الأمر كان واضحا ليس في الرقة فحسب، ولنتذكر خروج "داعش" من مدينة جرابلس، لم نشهد مواجهة عسكرية ما بين القوات المدعومة من أردوغان و"داعش"، فكان إرهابيو "داعش" ينتقلون بشكل سهل وضمن عمليات منظمة إلى مناطق أخرى، وواضح أن كل هذه المجموعات المسلحة تأتمر بأمرة الاستخبارات الغربية سواء كانت فرنسية أو بريطانية أو ألمانية أو تركية أو قطرية أو أمريكية، وحين كان "داعش" يسيطر على الرقة كان يتواجد فيها ضباط اسرائيليون وسعوديون، إضافة إلى سياسيين وعسكريين أمريكيين، كما نقل مواطنون كثيرون من الرقة معلومات عن ضباط استخبارات سعوديين واسرائيليين كانوا يتحركون مع سفير أمريكي سابق في العراق، ويرسمون الخطط العسكرية، ويلتقون بالمجموعات الإرهابية وقيادات وعناصر داعش، وبمدونهم بمعلومات استخباراتية ويدعمونهم لوجستيا.
كما تابع المقداد قائلا: كشفت القوات السورية عن مستودعات كبيرة للأسلحة في مدينة الميادين ودير الزور، وكل هذه الأسلحة غربية المنشأ والصنع وأغلبها أمريكي، وهذا يقدم لنا بوضوح عمق العلاقة بين الاستخبارات الأمريكية و"داعش"، وكتبت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في مذكراتها بشكل صريح، أن الولايات المتحدة عملت على إنشاء "داعش" ودعمه واستثمرت فيه ولم تخف علاقتها أبدا به أبدا، لكن بعض السياسيين يحاولون إنكار هذه الحقيقة، ومختصر القول أن علاقة كل من "داعش" و"جبهة النصرة" مع الاستخبارات الأمريكية والأجهزة الغربية هي علاقة عضوية، والأجهزة الألمانية لم تنكر هذه العلاقة.
وأضاف المقداد: الجيش السوري يحشد لتنفيذ خطة عسكرية محكمة ترسم خطواته التكتيكية بدقة متناهية، فبعد فك الحصار عن دير الزور انطلق إلى المنطقة الشرقية باتجاه مدينة الموحسن ومدينة الميادين، واتجه بعدها إلى مدينة البوكمال كآخر نقطة على الحدود السورية العراقية بانتظار تقدم القوات العراقية والحشد من الجانب العراقي، ليتم تطهير المنطقة كليا من "داعش"، فيما يتسابق الأمريكيون للسيطرة على الضفة اليسرى لنهر الفرات حيث أنها غنية بحقول النفط، من أجل تأمين دخل ل"قوات سوريا الديمقراطية"، والولايات المتحدة والتحالف الدولي ليس جديا في محاربة "داعش"، ونحن شهدنا كيف قصفت طائرات التحالف حي القصور في دير الزور والذي لا توجد فيه أي قوات عسكري، وقتلت مدنيين، وهذا دليل أن الولايات المتحدة لم تكنا جدية في إدعاءاتها محاربة الإرهاب، و"داعش" تحديدا.
كل الصور الفضائية تظهر تحرك إرهابيو "داعش" من الرقة باتجاه قوات "قسد" المنضوية تحت العباءة الأمريكية بشكل آمن.
ما تريده الولايات المتحدة أن يكون مصير مدينة دير الزور نفس مصير الرقة، ولذلك فإن الولايات المتحدة تقصف المدنيين وتدعي أن ذلك حصل عن طريق الخطأ في دير الزور، وكل ذلك من أجل أن تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" على ثروات دير الزور من نفط وغاز، كما كان "داعش" يمول ذاته من خلال السيطرة على آبار النفط.
وأضاف الأستاذ مصطفى المقداد أن الجيش السوري والحلفاء يتقدمون في اتجاهات عديدة غير آبهين بالتهديدات الأمريكية، كما حصل في منطقة التنف وتقدم الجيش السوري وسيطر على الحدود الأردنية السورية، رغم تنفيذ الأمريكان أكثر من عدوان على القوات السورية.
وحول من سيدخل مدينة البوكمال أولا هل الجيش السوري أم "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا قال مصطفى المقداد: لا شيء أبدا يحول أمام الجيش السوري من بسط سيطرته على الأراضي السورية كلها، واليوم قوات الجيش السوري تتقدم في أحياء ومناطق قرب البوكمال، ومن يظن أن أن تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" تحت العباءة الأمريكية سيمنع الجيش السوري من التقدم في أي منطقة يكون واهما، وتطهير بمدينة البوكمال من قبل الجيش السوري لن تحتاج أكثر من أيام قليلة، واضاف المقداد أن "قوات سوريا الديمقراطية" ستتراجع في أكثر من منطقة ولن تدخل في مواجهة مباشرة مع قوات الجيش السوري.
ختم المقداد حديثه بأن المقاومة الشعبية هي إحدى الطرق من أجل إخراج المحتل الأمريكي من الأراضي السورية، وقد أثبت السوريون أنهم شعب مضحي وصامد، ومستعد للتضحية وتقديم الغالي والنفيس من أجل تحرير كل الجغرافية السورية من سيطرة المعتدين والمحتلين.
إعداد وتقديم: نزار بوش