وبينما وصف وزير الخارجية البريطاني الاتفاق الإيراني بأنه "انتصار مذهل للدبلوماسية"، اعترف بأنه لم يؤد إلى تغييرات واسعة في السياسات الإيرانية في الشرق الأوسط مثل دعمها لحزب الله في لبنان وجماعة "أنصال الله" في اليمن.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد، في الشهر الماضي، بإنهاء الاتفاق النووي الإيراني، الذي عقد في عام 2015، إذا لم يشدد الكونغرس وحلفاء الولايات المتحدة الشروط على إيران، وكذلك فرض قيود دائمة على البرنامج النووي لطهران.
وفي حديثه أمام لجنة العلاقات الخارجية، قال جونسون إن سلوك إيران يصنع موقفا مذهلا وخطرا، ولكنه في الوقت نفسه أشار إلى أنه لا يجب أبدا أن ترد الولايات المتحدة بإنهاء الاتفاق.
وأضاف وزير الخارجية "80 مليون إيراني يستحقون أن يشعروا بمزايا الاتفاق والمشاركة. كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدت أن طهران ملتزمة بتعهداتها. البلاد يمكن أن يكون لها مستقبل غير عادي"، ولكنه أكد في الوقت نفسه على أنه "لا ينبغي أن يعمينا هذا الفهم عن السلوك التخريبي لإيران".
وذكر جونسون أنه قد يكون من الممكن اتخاذ إجراءات لمحاولة تقييد إيران، لكنه لم يرغب في اتخاذ أي إجراءات للتأثير على الاتفاق النووي، الأمر الذي يجعله غير قابل للتطبيق من وجهة النظر الإيرانية، مشيرا إلى أنه متخوف من فرض مزيد من العقوبات على طهران، من شأنها أن تضر أيضا بالمشاركة الاقتصادية المحدودة الجارية بالفعل.
وأصر وزير الخارجية على أن قنوات الاتصال الأمريكية البريطانية لا تزال حيوية، مشيرا إلى أنه من الجيد أن ترامب رفض إعادة التصديق على الاتفاق، وسلم هذه المهمة إلى الكونغرس لاتخاذ قرار نهائي خلال 60 يوما.
وتابع قائلا: "كانت خطوة ذكية جدا. إذ أن الرئيس الأمريكي أبقى جوهر الاتفاق النووي الإيراني سليما. فإن المقايضة بين السلوك الجيد بشأن الأسلحة النووية والنشاط الاقتصادي مازالت موجودة بالأساس".
وأضاف أنه من المهم أن يكون هناك آليات متفق عليها في فرض أي عقوبات جديدة على إيران لتسوية المنازعات، ولا تفرض من جانب واحد. واعترف جونسون بأن هناك جوانب من الاتفاق تحتاج إلى إعادة التفاوض، ولا سيما الشرط الذي ينهي الصفقة بعد ثماني سنوات، والذي يمكن تفسيره بأن الاتفاق يسمح لإيران بحيازة سلاح نووي بمجرد نهايته.