بدت حياة الكثير من الأطفال الذين هربوا من مدينة الميادين وعدد من الأحياء والبلدات التي دخلها الجيش السوري في ضفاف الفرات مختلفة تماماً، حيث لم يعد شبح التعذيب والإجبار يخيم على نفوس الأطفال نتيجة إجبار التنظيم لهم على الالتحاق بمعسكرات خاصة يتم فيها تعبئة الصغار منذ سنواتهم الأولى وتحويلهم إلى قنابل متفجرة وانتحاريين يزج "داعش" بهم في وقت لاحق.
وتعد مشكلة الجهل والإقلاع عن التعليم من أبرز الهواجس التي تخيف ذوي أولائك الأطفال، حيث عمد تنظيم "داعش" خلال فترة حكمه على تفجير المدارس ومنع الطلاب من الذهاب إليها، في حين أقام تجمعات سريه يشرف عليها شرعيون من الأجانب تسهم في غسل الأدمغة وتخريج الانتحاريين والمقاتلين.
وكانت قد فشلت معظم محاولات "داعش" لتجنيد الشباب والأطفال من سكان الأحياء رغم استخدامه الخطابات الدينية ودعوته عبر المناشير والمكبرات الصوتية إلى الجهاد والقتال وهذا ما يفسر عدم قدرته السيطرة على كامل المدينة رغم حصاره لها لقرابة الثلاثة أعوام.