في دراسة حديثة، أجرتها شركة "تشارجيت" لتكنولوجيا الشحن اللاسلكي، فإنه من بين 2000 مشارك، هناك 65٪ ادعوا أنهم يشعرون بالقلق عندما ينخفض شحن بطاريات هواتفهم المحمولة، بينما يشعر 42٪ منهم بالضعف عند نفاذ الشحن، بحسب تقرير نشرته مجلة "بيزنس إنسايدر".
وذكرت الدراسة أن ما يعرف بـ "قلق البطارية" كان في أعلى مستوياته، عندما تواجد المشاركون في الدراسة في مكان غير مألوف أو في الخارج، مثل السفر (72.6٪)، أو بمفردهم (50.9٪)، أو في نزهة ليلية (29.7٪)، أو أثناء التسوق (21.3٪).
وأكد 43٪ ممن شاركوا برأيهم في الدراسة، أنهم يشعرون بالإحباط والقلق عندما كانت بطاريات هواتفهم منخفضة الشحن، بينما قال 42٪ إنهم شعروا بالضعف عندما نفذت تماما. بينما أشار آخرون أن وجود بطارية منخفضة جعلتهم يشعرون بالعزلة والغضب والخوف.
وذكرت الدراسة، أن تواجد هواتفنا الذكية بجوارنا طوال الوقت، يساعدنا على إرسال رسالة لأصدقائنا وللأسرة بشأن أي أمر نصادفه في حياتنا، ومنها عندما نشاهد أمرا مضحكا على شبكة الإنترنت، أو عند رغبتنا في التخطيط للقاء أو تجمع، أو عند مناقشتنا أمر خطير، مثل الإحساس بقلق حول وضع في العمل..ومع ذلك فإن الأمر سيكون صعبا علينا عندما نضطر لمواجهة كل هذه المواقف بمفردنا.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة عن اضطرابات القلق، فأشارت إلى أنك عندما تكون قادرا على مراسلة أصدقائك باستمرار، فإن هذا يعزز حياتك بالثقة، لأن إضفاء بعض من الغموض في الواقع أمر جيد لنا، ولكنها شددت في الوقت نفسه على أن من يعانون من القلق والاكتئاب هم الذين لا يتعاملون مع عدم اليقين بشكل جيد.
وأشارت المعالجة النفسية إيمي مورين، في حديثها في مؤتمر TEDx، حول "كيفية أن تصبح قوي عقليا"، أنه "من الممكن أن يكون استخدام الهاتف الذكي للحصول على الدعم العاطفي مفيدا، ولكن إذا أصبح الناس يعتمدون على الهواتف بشكل مفرط، فإنه قد يكون مهارتهم الوحيدة للتكيف مع المجتمع".
وتقول مورين لمجلة "بيزنس إنسايدر": عندما يعتمد الناس على هواتفهم وعلى الآخرين لتنظيم مشاعرهم بالنسبة لهم تنشب مشكلة".
وتابعت: "أنت لست في حاجة أن تصبح أكثر اعتمادا على مهارة تساعدك على التكيف (وتقصد هنا بالهواتف)، بل من المهم أن يكون لديك مجموعة كاملة من الأدوات التي يمكنك استخدام أي منها لمواجهة التحديات الصعبة والمشاعر غير المريحة".
وتقول إيمي مورين: "عندما يتلقى الناس الإخطارات أو الرسائل على هواتفهم، فإنهم يجدونها بمثابة مكافآت لهم، ويصبحون مدمنين على ذلك الشعور الإيجابي، الذي يمكن أن يؤدي إلى تحققهم من هواتفهم طوال الوقت وبشكل مفرط.
وتابعت: "أصبح الناس مدمنين على هواتفهم، مثل الإدمان على القمار، وغالبا ما يواجه مستخدمو الهواتف الذكية بإفراط، ارتفاعا حاد في درجة القلق لديهم، وإصابتهم بشبه أعراض انسحاب من الحياة كلها، عندما يكونون بعيدين عن هواتفهم".
وتؤكد إيمي مورين إنه من المهم وضع حدود صحية مع هواتفنا الذكية، وهو ما يعني استعدادك لإغلاقها في بعض الأحيان، وأن الحل من أجل التخلص من هذه "السموم الرقمية" بحسب صفها هو الحصول على استراحة منها من أجل صحتك النفسية".