وذكر الكاتب في مقاله في الصحيفة أنه وبعد أن حرر الجيش السوري حلب ودير الزور، وبعد سقوط ورقة داعش، سعت الولايات المتحدة إلى الإمساك بورقة جديدة وهي ورقة الأكراد، ويبدو أنّ هذا هو الذي يفسّر رفضها لنداءات حليفها التركي، وعدم النزول عند مطلبه بوقف التعاون مع الأكراد حتى لو أدّى الإصرار على ذلك إلى تضرّر علاقات حليف استراتيجي وتاريخي للولايات المتحدة مثل تركيا.
وأضاف الكاتب أن واشنطن أفصحت عن ورقتها الجديدة في سورية بديلاً عن داعش لتحقيق هذه الأهداف والغايات حيث أدلى وزير الدفاع الأميركي بتصريحات جاء فيها حرفياً: "إنّ الولايات المتحدة تحاول وضع الأمور على السكة الدبلوماسية، لتتضح الصورة، ونتأكد بأنّ الأقليات، لن تتعرّض لما رأيناه". ورأى الكاتب أن هذا التصريح يوضح أنّ وزير الدفاع الأميركي «جايمس ماتيس»، وهو من الشخصيات القوية في إدارة ترامب، يؤكد أنّ الولايات المتحدة وبذريعة حقوق الأقليات، وهنا المقصود الأكراد، لن تسحب قواتها من سورية بعد انتهاء المبرّر الشكلي الذي جاءت من أجله، وهو محاربة داعش.
ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة الآن تختلق مبرّراً جديداً هو حماية الأقليات، والمقصود الأكراد، علماً أنّ الأكراد في سورية لم يتعرّضوا لأيّ مكروه على أيدي السلطات السورية، ولم يسجل أيّ أحداث تشبه ما حدث في العراق وتركيا، بل إنّ الأكراد كانوا أقرب إلى الدولة السورية والجيش السوري طيلة فترة سنوات الحرب السبع، وقاتلوا التنظيمات الإرهابية، ولم يعتدوا على وحدات الجيش، ومع ذلك تسعى واشنطن إلى افتعال قضية حماية الأقليات لتبرير تواجدها العسكري، واستخدام هذا التواجد لفرض إملاءاتها في أيّ تسوية سياسية نهائية للأزمة في سورية.