ورأت بيلينكايا أن الفرضية الرسمية تقول بأن هناك اتهامات بالفساد، واستدركت قائلة: لكن توجد أيضا فرضية غير رسمية تتحدث عن مسألة تركيز السلطة في أيدي محمد بن سلمان، ويقوم الأخير بإزالة العقبات من طريقه إلى العرش.
وتحدث مقال الخبيرة عن أن حكم العاهل السعودي سلمان عبد العزيز جاء بتقلبات كبيرة بالنسبة للسعوديين، فبعد مرور 4 أشهر على حكمه، قام بتغيير ولي العهد، وبدلا من الأمير مقرن عين محمد بن نايف.
وبعد مرور سنتين، غير محمد بن نايف وعيّن محمد بن سلمان وليا للعهد بدلا منه.
وحاليا يعتزم محمد بن سلمان تغيير حياة السعوديين بشكل جدي. وقرر فتح السعودية أمام المستثمرين والسياح والتخلي عن الأفكار المتطرفة، ويرسم آفاق المستقبل الواعد للبلاد وبناء مدينة الحلم "نيوم" في الصحراء العربية.
كما قام الأمير بن سلمان بوضع برنامج الإصلاحات "رؤية 2030" والذي يهدف إلى وضع حد لاعتماد الاقتصاد السعودي على النفط. ويراهن على القطاع الخاص والصناعة المحلية، كما يقف وراء قرار السماح للنساء بقيادة السيارات… في الواقع، تعتبر إصلاحات الأمير قفزة لعدة أجيال نحو الأمام، على حد تعبير الخبيرة.
وتحدثت بيلينكايا عن أن الولايات المتحدة تدعم بن سلمان الذي تربطه علاقات متينة مع القيادة الروسية. ومن إنجازات بن سلمان التقارب الأخير بين موسكو والرياض، كما تنشر وسائل الإعلام معلومات حول التقارب غير المسبوق بين إسرائيل والسعودية.
وأضافت: مع ذلك، يوجد داخل السعودية والمنطقة حذر ومخاوف تجاه سياسة الأمير الذي يلقى دعما وتأييدا من الشباب السعوديين. ولكن يتطلب إجراء الإصلاحات تغيرات جذرية داخل المجتمع السعودي.
وقالت:
يدور الحديث في المقام الأول حول التعليم والقضية الأساسية للشباب ألا وهي البطالة، متسائلة: هل سيتمكن العمال السعوديون من شغل أماكن العمال الأجانب؟ هل تعليمهم وتأهيلهم كاف لذلك؟ كما يوجد أيضا سؤال حول المستثمرين الذين قد يتعاملون مع السعودية كدولة غير مستقرة. "كما يجب ألا ننسى الأوساط السعودية المحافظة والتي لا تريد تغييرات كثيرة في المملكة".
وتحدث مقال الخبيرة أيضا عن سلوك بن سلمان الذي يثير أسئلة على الساحة الدولية، والحرب في اليمن التي بدأت كحرب صغيرة وسهلة، لكنها تحولت فيما بعد إلى نزاع معقد لا نهاية له. إضافة إلى حصار قطر، إذ لم تتنازل الدوحة، بل إنها اقتربت أكثر من طهران.
وأكدت بيلينكايا أن المملكة السعودية تقف اليوم على مفترق طرق، فالاقتصاد ضعيف بسبب أسعار النفط، وفشل حصار قطر، مع انتشار النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والعراق، وتعد هذه المرحلة صعبة وغير مستقرة في تاريخ المملكة، على حد وصفها.
كما جاء في مقال تحليل لوكالة "سي أي إي" الأمريكية للمحلل بيوس ريديل نشره موقع "المونيتور". أنه يجب على الأمير إبعاد تأثر المجتمع السعودي بالقضايا الإقليمية. وأصبح 11 أميرا بالإضافة إلى الوزراء السابقين بمثابة حجة لصرف نظر المجتمع السعودي عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والخارجية التي يعاني منها البلد.
ولكن هل ستتمكن الرياض من شن حرب ضد طهران أم ستفضل دفع واشنطن لاتخاذ إجراءات شديدة تجاه طهران؟.
وترى الخبيرة أن لبنان أصبح مساحة جديدة للمواجهة بين السعودية وإيران. وقبيل الإعلان عن الاعتقالات في السعودية، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من الرياض، الأمر الذي صدم النخبة السياسية اللبنانية. وفسر الحريري استقالته بالتهديد الإيراني وأنصاره من "حزب الله". والمنطقة كلها رأت في هذه الخطوة تحد مفتوح من الرياض إلى طهران.
وختمت الخبيرة مقالها بطرح عدد من التساؤلات. كيف ستتطور الأحداث في لبنان؟ وماذا يمكن التوقع من ولي العهد في المستقبل؟ وهل ستتحمل إيران ذلك؟ وهل سيتمكن "سوبر مان" — كما تصفه وسائل الإعلام المحلية — من تغيير السعودية والمنطقة؟ هل سيهدم العالم القديم وسيبني على حطامه المستقبل الواعد الذي يرسمه أمام المستثمرين والمواطنين؟