قرار إغلاق الموانئ اليمنية الحالي هو مجرد استمرار للمواجهة بين السعودية وإيران، وأن الرياض، التي تدخلت في الصراع اليمني الداخلي إلى جانب القوات الحكومية، هي التي أثارت رد فعل الحوثيين، وأن إطلاق الصاروخ الأخير لم يكن الأول خلال الصراع، وقد تعرضت السعودية لضربات صاروخية في السابق.
فيما يتعلق بالمواجهة العسكرية المباشرة بين السعودية وإيران، فإن الخبراء العسكريين لا يستبعدون أن تزيد الرياض من ضغطها العسكري في اليمن، وليس أكثر من ذلك. ولا يعتقدون أن السعوديين سيخوضون صراعا عسكريا مفتوحا مع الإيرانيين، فإيران تملك قوة عسكرية كبيرة.
إيران تستغل الصراع لمصلحتها، ومصلحتها في أن تستنزف الحرب اليمنية قدرات السعودية، فالقيادة العسكرية في الرياض بدأت الحملة السعودية ظنا أنها حرب صغيرة جالبة للنصر تعزز مكانة السعودية — لكن ذلك لم يتحقق، فقد أنفقوا هناك أموالا طائلة. ويعانون أزمة اقتصادية شديدة الوطأة.
دول "الناتو" تتوجس من توغل "داعش" في أراضيها
وفي إطار العمل في هذا السياق قرر شمال الأطلسي تسخير القدرات الإلكترونية للدول الأعضاء في عملياته وفقا للقانون الدولي، مذكرا بأن ذلك قد استخدم ضد تنظيم "داعش" بفعالية عالية. وقرر إنشاء قيادتين جديدتين للحلف، موضحا أن القيادة الأولى ستعمل على تأمين النقل بين أوروبا وأمريكا الشمالية، والثانية — على تحسين نقل القوات المسلحة في أوروبا.
إذاً الناتو ومعه بعض الخبراء العسكريين يتنبأ بانفجار الحرب الأهلية في سوريا بقوة متجددة.
أولا، لم تبدأ عملية السلام إلى الآن في سوريا، ولم تعلن وزارة الدفاع الروسية عن سحب الوحدات الروسية من سوريا. كما أن موقف المجتمع الدولي مختلف بشأن إطلاق عملية التسوية السلمية. وإن مناطق خفض التصعيد، التي أنشئت محصورة في أراض صغيرة محددة، ونشاط المعارضة فيها متباين، والدول التي تدعمها لديها مصالحها الجيوسياسية الخاصة في سوريا، والتي تتعارض مع موقف موسكو ودمشق.
ثانيا، مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي اقترحته روسيا تم تأجيله إلى موعد آخر. ومفاوضات جنيف معطلة، ومن جديد يتحدث ممثلو الدول الغربية في الأمم المتحدة عن استخدام دمشق السلاح الكيميائي، وإذا تمكنوا من إثبات ذلك، فسوف يعلنون عدم شرعية الحكومة السورية.
ثالثا، الحديث عن الانتصار على "داعش" سابق لأوانه. وهذا، كما يبدو، أمر يدركه الناتو، وهنا يجب أن نتفق معه، لأن "الخلايا النائمة" بدأت تكثف من نشاطها في سوريا والعراق.
وحدات ضاربة وأسلحة حديثة في الجيش الروسي
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يعلن أن 261 وحدة عسكرية بالجيش الروسي، مرشحة لتتحول إلى قطعات قتالية ضاربة. في إشارة إلى إن هذه الصفة ستُمنح فقط للتشكيلات العسكرية التي ستجتاز الاختبارات بدرجة جيد وممتاز.
أما بالنسبة للمعدات والآليات العسكرية والحربية التي تم تسليمها بالفعل إلى الجيش هذا العام، فمن بينها يمكن ذكر 500 عربة مدرعة من طراز " BMP-3" وعربات نقل قوات الإنزال الجوي من طراز "BMD-4M" وكذلك عربات مدرعة من طراز "BTR-MDM" وعربات التصليح والإخلاء من نوع "BREM-L". واستلمت وزارة الدفاع الروسية صاروخين "روكوت" اثنين من وحدات الدفع الصاروخية "بيرز-أم". وقبل نهاية العام سيتم إنتاج نفس العدد من الصواريخ الحاملة "بروتون- M " لتلبية حاجة الجيش.
وعن حجم الاختبارات التي تجريها القوات المسلحة على الأسلحة الحديثة أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أن القوات الروسية في سوريا اختبرت عمليا جميع أنواع الأسلحة الوطنية الحديثة وتمكنت من تطبيق مبدأ "هدف واحد — قنبلة واحدة".
الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس الأركان العامة الروسية، في اجتماع لهيئة الرئاسة بوزارة الدفاع الروسية، قال إن القوات الروسية قامت خلال عملياتها في سوريا باختبار صواريخ مجنحة بحرية وجوية وأحدث الطائرات والمروحيات وصواريخ جوية حديثة ومنظومات استطلاعية وغيرها من أنواع الأسلحة.
وقال غيراسيموف إن قصف مواقع الأعداء جرى حسب بعد المناطق المستهدفة، فالمناطق الواقعة على بعد حتى 4 آلاف كم جرى استهدافها بصواريخ مجنحة بحرية من نوع "كاليبر" وصواريخ بحرية من نوع "X-101" وقاذفات بعيدة المدى من نوع "تو-22ام3".
قاذفات من نوع "سو-24" ومقاتلات من نوع "سو-33" زودت بمنظومات حسابية عالية الدقة استخدمت في استهداف المناطق الواقعة على بعد حتى 500 كم. وأشار إلى أن استهداف المناطق القريبة جرى باستخدام منظومات استطلاع واتصالات من نوع "ستريليتس" وقاذفات من طراز "سو-24ام".
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم