ولفت هاشم إلى أن جميع تلك الأسئلة تطرح اليوم نفسها مجددا وسط بيئة تشريعية ودستورية متباينة تضع الحزب أمام تحديات العمل في ظروف التعددية السياسية، وخارج إطار "القيادة في الدولة والمجتمع"، وفي ظل ما تواجهه سوريا أيضا من حرب إرهابية شرسة تستهدف مشروعها الوطني تحت مسميات "المطالب المحقة" و"اللامركزية" و"حقوق الأقليات والأكثريات"…وأخيرا، وليس آخرا، على خلفية نزعة تشكيكية تحريفية تجتهد الآن على مراجعة تاريخ المنطقة، وإعادة تصنيف مجتمعاتها، وبما يفضي إلى تكريس ثقافات فرعية مشوهة، طائفية وعرقية، تنتهي جميعا إلى التنكر للإسلام الأول والعروبة المبدعة الخلاقة على حد وصف الكاتب نفسه.
وأضاف الكاتب: لقد جاءت حركة الـ16 من نوفمبر/ تشرين الثاني 1970 لتقدم الرد على أسئلة مرحلتها، فكان البعث الذي "صحح" المسار وتخلص من العقلية اليمينية والمغامرة، وكانت الوحدة الوطنية في أروع تجلياتها. لنقف اليوم، ومن روح التصحيح، على مشارف التحديات والإنجازات ذاتها لجهة بناء سوريا الجديدة القوية بتعدديتها.
واعتبر هاشم أن هذا كله إن دل على شيء فهو يدل أولا على حيوية البعث وديناميته الفكرية والنضالية، ولكنه يدل أيضا على الدور المركزي الذي لعبته، وتلعبه، القيادة الكاريزمية في حياة سوريا المعاصرة بصفتها بلدا لابد أن يمارس الدور والحضور كشرط للحفاظ على وحدته السياسية والجغرافية والمجتمعية، وبمعنى أوضح بلدا لا بد أن يكون حاملا للرسالة.
وقال:
فسوريا، وبلاد الشام تاريخيا، هي المختبر الذي تتصارع فيه الأديان السماوية والثقافات المتراكبة والإيديولوجيات العالمية، والذي تتناغم وتتمازج وتتماسك فيه أيضا.
وبين أن سوريا تتجاوز محنة سبع سنوات من الحرب المدمرة لتنطلق اليوم مباشرة في مشروعها لبناء العروبة الحضارية. ذلك في الجغرافيا السياسية عملية توسع مضادة وحيوية تستثمر الانتصار المتحقق لكي تنقض شرط التقوقع والانكفاء الذي كان واحدا من الأهداف الاستراتيجية للحرب، والذي كان جرى التخطيط له كمطلب عملت الرجعية العربية العميلة، والعثمانية الجديدة بمشاريعها الإلحاقية، وقوى الهيمنة الغربية بأنفاسها الاستعمارية، على محاولة فرضه بقوة المجموعات الإرهابية.
وخلص الكاتب إلى القول: لقد دمروا سوريا ولكنهم انكسروا أمام قوتها وجبروتها الوطني والقومي والإنساني، وما عليهم الآن إلا انتظار الموجة المعاكسة.