وأجرت "سبوتنيك" حوارا مع البرازي للوقوف على آخر تطورات المشهد في حمص، وجاء نص الحوار كالآتي:
انتهاء ملف الوعر كان آخر فصل من فصول إخراج المسلحين وإعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة حمص. اليوم بالتأكيد مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين وأكثر من ذلك فإن محافظة حمص باستثناء الريف الشمالي خالية من السلاح من القصير والحصن حتى السخنة وحدود المحافظة الإدارية مع دير الزور..هذا الأمر ترتب عليه إعادة تأهيل المنطقة التي خرج منها المسلحون وبشكل سريع وبفترة قياسية استطعنا خلال ستين يوم إنجاز جميع خدمات الصرف الصحي والماء والكهرباء وإعادة تأهيل قصر العدل بشكل كامل وتفعيله والبدء في تأهيل مشفى الوليد الوطني وتم استثمار جزء منه لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين، والجزء الآخر المدمر بدأت عمليات الصيانة والتأهيل وهي في المرحلة الاخيرة الأن، وبتكلفة 530 مليون ليرة سورية، في حين تم تخصيص 250 مليون ليرة سورية لقصر العدل وأنجزت الأعمال وعاد للعمل بشكل طبيعي بكامل اختصاصاته ومجالات العمل التابعة له.
كما تم افتتاح عشرة مدارس بحي الوعر وتأهيل جزء من الطرقات وتم تصديق عقد جديد بقيمة 150 مليون ليرة سورية لتزفيت الطرقات وإعادة الحالة الفنية للحي ما أدى الى عودة 3800 عائلة إلى الوعر كانوا مهجرين من لحظة دخول المجموعات المسلحة للحي كما عاد الأهالي إلى أحياء الحميدية وبستان الديوان والورشة والبياضة والقصور…وتعمل لجان الأحياء لتأمين كافة احتياجات المواطنين العائدين وتقوم هذه اللجان بتقييم الأضرار ودراستها والتعويض عنها للأهالي وفق برنامج محدد بتعويض يتراوح بين 30 إلى 40 في المئة، الأمر يؤكد بأن حركة العودة الاجتماعية للأحياء مستمرة بشكل متسارع والإحصائية الموجودة بين أيدينا بأن بين عامي 2016 و2017 عاد عشرون ألف وخمسمائة عائلة في الريف والمدينة…في ريف القصير والحصن ونعمل على تأهيل قرية الزارة وفي مرحلة سابقة عاد الأهالي إلى مدينة القريتين وخلال أسبوعين على الأكثر سيعود الأهالي إلى مدينة تدمر مع تأهيل الخدمات الأساسية بشكل تدريجي..تدمر لايزال فيها مواقع عسكرية التي كانت تنطلق منها العمليات العسكرية باتجاه دير الزور وهذه العمليات انتهت ونحن بانتظار انتقال هذه القوات الى مواقع اخرى ليتم عودة السكان.
العودة في البداية دائما تكون قليلة وبعد تأهيل الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والاتصالات تبدأ العودة بالتزايد، كما تزيد مع بدء العام الدراسي، ويبدأ النشاط يعود إلى المدينة بشكل تدريجي لذلك نتوقع في عام 2018 ستتضاعف أعداد العائدين من المهجرين إلى مدنهم وقراهم ومنازلهم..حاليا هناك جزء من الأهالي العائدين يعملون على إعادة ترميم منازلهم.
حجم الاضرار في الوعر كبير، الدراسات الأولية تشير إلى أن هناك حاجة إلى 3 مليارات ليرة سورية لإعادة تأهيل كافة الخدمات والمرافق التي تضررت بحي الوعر بفعل الإرهاب، عدا عن الأضرار الخاصة التي تشمل مساكن الأهالي، لكن عندما خصصنا 530 مليون ليرة سورية لمشفى الوليد و250 مليون ليرة سورية لقصر العدل و300 مليون ليرة سورية لإزالة الأنقاض والان 150 مليون ليرة سورية لتعبيد الطرق و33 مليون لتأهيل قسم شرطة الوعر، هذه خطوة إسعافية كانت الغاية منها إعادة دورة الحياة مباشرة.
هل لديكم دراسة لنسبة الاضرار بحمص بشكل عام؟
حجم الأضرار في حمص كبير جدا ولايوجد لدينا أي تقديرات لذلك لأن الأمر بحاجة لمسح فني وطبوغرافي وهندسي والأرقام المطروحة غير مدروسة بشكل دقيق إلا أننا يمكننا القول إن المناطق المتضررة بنسبة 30 في المائة سيتم إعادة تأهيلها كما حصل في الأسواق القديمة والحميدية وبستان الديوان وجزء من البياضة ومن حي القصور ولكن الأحياء المتضررة بنسبة 70 إلى 80 في المائة كالخالدية وبابا عمرو والسلطانية والقرابيص وجزء كبير من جورة الشياح تم إنجاز دراسات فنية هندسية كاملة من أجل إعادة لأعمارها من جديد وفق نظام المدن.
كما يشمل إعادة الإعمار مدينة القصير والحصن وتدمر والقريتين، وهناك دراسات هندسية تقوم بها ورشات تضم 62 مهندسا بمشاركة أكاديميين من جامعة البعث وطلاب دراسات عليا بقسم الهندسة المدنية والمعمارية ونقابة المهندسين والأمانة العامة للمحافظة ومديرية الخدمات الفنية. هذه الورشات تقوم بإعداد دراسة لكافة المناطق المتضررة بشكل كبير والتخطيط لإعادة إعمارها وبنائها وفق معايير البناء للمدن الحديثة مع تأمين كافة الخدمات الأساسية آخذين بعين الاعتبار أن تكون مستوعبة زيادة عشرين بالمئة عما كانت تستوعبه سابقا.
الدراسات المنجزة بشكل كامل هي لحيي بابا عمرو والسلطانية وسوف تضم 465 برجا سكنيا بالإضافة إلى كل المرافق والخدمات، هذه الدراسة أنجزت وسيكون هناك خطوة باتجاه البدء بتأمين البنى التحتية وستكون الخطوة الأولى، أما الخطوة الثانية فستكون باتجاه إحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية وأيضا باتجاه الريف في القصير والحصن والقريتين وتدمر. هذه الدراسات اليوم في مراحلها النهائية وتم عرضها ونبحث اللمسات الاخيرة للربط الطرقي وللأعمال المطلوبة وأتوقع عام 2018 سيشهد بدء الاتجاه نحو إعادة الإعمار ووضع هذه المخططات موضع التنفيذ ضمن خطة الحكومة الشاملة كافة المناطق المتضررة في سوريا.
ماهي نسبة الذين تهجروا من حمص خلال الأزمة، ومانسبة العائدين إليها حتى الآن؟
نستطيع القول إن نسبة المهجرين من المدينة حوالي 40 في المئة واليوم عاد ما يقارب الـ15 في المئة الى 20 في المئة عادوا أي أن نصف المهجرين تقريبا عادوا إلى مدينة حمص.
في الريف النسب متفاوتة حيث عاد إلى مدينة الحصن حوالي 15 في المئة وإلى القريتين 20 في المئة وفي تدمر قيد العودة وفي ريف القصير عاد حوالي 20 في المئة والعملية مستمرة فعودة المهجرين إلى احيائهم ومناطقهم تشهد حركة متسارعة مع عودة الأمن والاستقرار وتأمين االمنطقة الشرقية بشكل كامل وإعادة الخدمات ستكون حركة العودة متسارعة.
ماهو وضع القريتين حاليا؟
القريتين وضعها مستقر وآمن إلا أن دخول الإرهابيين لمدة 21 يوما عليها أدى الى أضرار كبيرة في الخدمات وتدمير المخبز الألي وبعض الخدمات الأساسية والمشفى، قمنا بإعادة خط الكهرباء والماء وصيانة الاتصالات وعمليات إعادة الخدمات الأساسية مستمرة. يوجد في القريتين حوالي 4500 نسمة حاليا، العملية الإرهابية التي استهدفت الأهالي في القريتين بذبح 65 مدنيا فقط لأنهم موظفون في مؤسسات الدولة من تربية وعدل وخدمات أدت إلى تأثير سلبي من الناحية النفسية حول زيادة عدد العائدين إلا أن عودة الأمن والاستقرار للمنطقة وستكون عودة المهجرين إلى القريتين قريبة جدا وحاليا الوضع مقبول والخدمات عادت تدريجيا.
في اللقاء السابق قلتم لنا إن المصالحات في الريف الشمالي لمدينة حمص جارية، إلى أين وصلت العملية اليوم في الرستن وتلبيسة والقرى المجاورة؟
لاتزال العملية مستمرة من أجل تحقيق مصالحة وتسوية في الريف الشمالي، قد يحتاج الأمر لوقت، فمصالحة حمص القديمة عام 2014 احتاجت إلى ثلاثة أشهر، ومصالحة الوعر احتاجت لعامين.
أتوقع بفترة قريبة سيكون هناك اختراق إيجابي بإعادة الوضع بالريف الشمالي إلى كنف الدولة ورعايته وإجراء تسوية تقضي بخروج المسلحين مع عائلاتهم وبقاء الأهالي في تلبيسة والرستن والحولة بمنازلهم كما حدث في مناطق كثيرة كالوعر، لكن هناك تعقيدات في هذا الملف بسبب وجود مجموعات تتبع لجبهة النصرة وبالتالي يمكن ان يكون هناك تعطيل كون النصرة وغيرها من المجموعات المسلحة تاخذ تعليماتها من الخارج وتتاثر بالدعم الاقليمي والمالي الذي يصلها سواء من السعودية ودول اخرى من الخليج تحت غطاء أميركي إلا أننا نعول كثيرا على المجتمع المحلي في الريف الشمالي الذي يطلب عودة الامن والاستقرار وعودة مؤسسات الدولة ويساهم حاليا بالدفع بإخراج المسلحين من المنطقة لتنضم مناطق الريف الشمالي للمصالحات والتسويات لكافة مناطق الريف الشمالي.
هل هناك تقديرات لعدد المسحلين في الريف الشمالي؟
لا يوجد تقديرات دقيقة لهذا الموضوع نحن استقبلنا الأهالي بأكثر من وفد من الحولة والرستن وتلبيسة وهم يعملون بجد كبير لعودة كافة مؤسسات الدولة وخروج المسلحين وتسوية أوضاع من يرغب وفق المرسوم الرئاسي.
بعض المسلحين لديهم عناصر إرهابية قد تكون موقوفة أو محالة للقضاء وبالتالي لا يمكن التعامل معها إلا وفق معايير القضاء والقانون أو وفق مراسيم العفو، أما عملية التسوية والمصالحة فالحكومة كانت سباقة لتقديم مراسيم العفو والرعاية لكل من يود تسليم السلاح وحرص الدولة على معالجة واقع الموقوفين والمحكومين ورعاية أبنائها السوريين وهو أكبر بكثير من اهتمام أي طرف خارجي بذلك.
حول إمكانية فتح طريق حمص — حماة؟
عندما تنتهي عملية التسوية في الرستن وتلبيسة سيكون من نتائجها الطبيعية فتح طريق حمص الرستن حماة.
ماهي قيمة المبالغ التي رصدت من الحكومة السورية لإعادة إعمار حمص؟
إجمالي المبالغ حوالي ستة مليارات ليرة سورية جزء منها لتغطية بعض المشاريع الخدمية من صرف صحي وتعبيد الشوارع وجزء اخر تنموي له علاقة بتأمين مراكز للتنمية في عدد من القرى بحمص.