وأوضح القيادي في حزب المؤتمر اليمني، محمود أبو شام، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن الصليب الأحمر أبلغنا أن نحو مليونين ونصف المليون مواطن يمني لا تصلهم أي مياه نظيفة، ومعظم هؤلاء المواطنين من سكان المدن الكبيرة والمزدحمة.
وقال أبو شام، إن الأوضاع الإنسانية وغياب المياه الشديد، والذي تسبب فيه حصار التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، تجعل أعداد كبيرة من أبناء الشعب اليمني عرضة لتفشي الأمراض، التي تنقلها المياه الملوثة التي يضطرون لاستخدامها بدلا من المياه النظيفة.
وأضاف:
أنظمة المياه والصرف الصحي في ذمار وعمران تقدم حاليا نصف التغطية العادية فقط، بينما هناك 3 مدن في اليمن هي صعدة، وتعز، والحديدة، لا تصلها المياه النظيفة بسبب الحصار الذي قطع واردات الوقود اللازمة لمحطات الضخ والصرف الصحي.
وتابع: "توقفت أنظمة المياه والصرف الصحي في الحديدة، وصعدة، وتعز عن العمل بسبب عدم توفر الوقود ونتيجة لذلك، حرم نحو مليون شخص الآن من المياه النظيفة والصرف الصحي في بيئات حضرية مكتظة بالسكان، في بلد لا يزال يتعافى ببطء من أسوأ تفشٍ لوباء الكوليرا في العصر الحديث".
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة اليمنية أن عدد المصابين بوباء مرض الدفتيريا (الخناق) في العاصمة صنعاء وصل إلى 150 شخصا، في حين توفي 14 آخرين، وهو ما يأتي في إطار مسلسل الأوبئة التي عادت تضرب اليمن من جديد، بسبب إحكام السعودية الحصار حول مناطق سيطرة أنصار الله وحزب المؤتمر.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجهت منذ يومين، نداء عاجلا بضرورة السماح بتدفق السلع الأساسية إلى اليمن، الذي يعتمد على استيراد 90% من احتياجاته، بما في ذلك الغذاء والأدوية والوقود، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام رحلات الإغاثة الإنسانية.
وأكدت اللجنة، في بيان لها أن منع طائرات المساعدات الإنسانية من الوصول إلى صنعاء، ومنع حركة العاملين في المجال الإنساني بحرية إلى اليمن ومنه، يؤدي إلى شل أنشطة المساعدة الحيوية التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف أن البنى التحتية الصحية في اليمن تواجه خطر الانهيار الكلي بالفعل، ويأتي هذا في وقت يسفر فيه تصاعد حدة القتال في أرجاء البلاد عن تزايد أعداد الجرحى مخزوناتنا من الإمدادات الطبية تتناقص، وهناك مخاوف من أن تقف اللجنة عاجزة عن تقديم الدعم الضروري إلى عشرات المرافق الصحية.
ولفت البيان إلى أن عشرات من العاملين في المجال الإنساني، من بينهم أفراد في الفرق الجراحية التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، لم يتمكنوا من العودة لممارسة عملهم في اليمن، بعد إغلاق حدود اليمن البرية والبحرية والمطارات يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني.