حين هُزمت الجيوش العربية في الخامس من يونيو/ حزيران 1967، تقدمت مصر بطلب لعقد اجتماع عاجل بمجلس الأمن الدولي للنظر في الوضع الخطير بالشرق الأوسط، فاجتمع المجلس في 19 يونيو/ حزيران 1967، بمشاركة سوريا والأردن وإسرائيل في مناقشات المجلس حول الوضع في المنطقة.
وتقدمت عدة دول بمشاريع كان أهمها مشروع الولايات المتحدة ومشروع بريطانيا الذي تضمن القرار رقم (242) والذي صاغه اللورد كارادون، وتم إقرار هذه المشروع بالإجماع، في الجلسة رقم 1382، بإجماع الأصوات، ليصبح معروفاً بالقرار (242) أو "قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242) بتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967".
وشدد القرار على ضرورة تطبيق المبدأين التاليين: "أ- انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من أراضٍ احتلتها في النزاع الأخير، ب- إنهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب، واحترام واعتراف بسيادة ووحدة أراضي كل دولة في المنطقة، واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، حرة من التهديد بالقوة أو استعمالها".
كما تضمن القرار تأكيد الحاجة إلى: أ- ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة، ب- تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، ج- ضمان حرمة الأراضي والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة عن طريق إجراءات من بينها إقامة مناطق مجردة من السلاح.
ونص على أن يُطلب من الأمين العام تعيين ممثل خاص ليتوجه إلى الشرق الأوسط كي يجري اتصالات بالدول المعنية ويستمر فيها بغية إيجاد اتفاق، ومساعدة الجهود لتحقيق تسوية سلمية ومقبولة وفقا لأحكام هذا القرار ومبادئه، كما يطلب منه أن يرفع تقريرا إلى مجلس الأمن بشأن تقدم جهود الممثل الخاص في أقرب وقت ممكن.
وركز الجانب العربي والفلسطيني على النقطة (أ) مطالبا إسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها، لكن تل أبيب ركزت على النقطة (ب) وطالبت بالاعتراف بالدولة الإسرائيلية وحدودها، وركز على أن كلمة "أراض" لا تعني الانسحاب من كل الأراضي التي احتلها، لكنه وعلى مدار نصف قرن من الزمان ظل يراوح مكانه دون خطوة للأمام.