قال بن سلمان إن وصف حملة مكافحة الفساد بأنها انتزاع للسلطة "مزاعم سخيفة"، مشيرا إلى أن العديد من الشخصيات البارزة من محتجزي "ريتز كارلتون" كانوا قد أعلنوا بالفعل ولاءهم لإصلاحاته، وأن "أغلبية العائلة المالكة" تدعمه بالفعل.
وأضاف: "لقد عانى بلدنا الكثير من الفساد من الثمانينيات وحتى الآن. فبحسب خبرائنا، إن ما يقرب من 10% من جميع الإنفاق الحكومي يتم شفطه بسبب الفساد، من أعلى المستويات إلى أسفل".
كما أوضح الأمير أنه على مر السنين أطلقت الحكومة أكثر من حرب على الفساد، ولكنهم فشلوا جميعا، بسبب أنهم بدأوا من أسفل إلى أعلى".
وبعد تجهيز جميع البيانات، بدأ المدعي العام الإجراءات، موضحا أنه تم القبض على كل الأثرياء والأمراء. وتم طرح خيارين عليهم، "عرضنا عليهم جميع الملفات التي لدينا، وبمجرد أن رأوها وافق نحو 95% على التسوية"، وهو ما يعني تحويل الأموال أو الأسهم إلى خزينة الدولة السعودية.
وأضاف: "حوالي 1% فقط استطاعوا إثبات براءتهم وتم إسقاط قضاياهم. في حين 4% قالوا إنهم ليسوا فاسدين وأن محاميهم يريدون الذهاب الى المحكمة".
بن سلمان أوضح أنه "بموجب القانون السعودي، فإن المدعي العام مستقل. لا يمكن أن نتدخل في عمله، الملك يستطيع أن يعزله، لكنه يقود العملية. لدينا خبراء للتأكد من عدم إفلاس الشركات في هذه العملية لتجنب التسبب في البطالة"، مشيرا إلى أن حصيلة التسويات تصل إلي حوالى 100 مليار دولار، بحسب تقديرات النائب العام.
وأشار إلى أن رجال الأعمال السعوديين الذين دفعوا رشاوى للحصول على خدمات يقوم بها الموظفون لا يحاكمون، ولكن "أولئك الذين أهدروا أموال الحكومة عن طريق التربح والحصول على رشاوى".
وأشار فريدمان إلى أن حملة مكافحة الفساد هذه ليست سوى ثاني أكثر المبادرات غير المعتادة والأكثر أهمية التي أطلقها بن سلمان، مشيرا إلى أن الأولى كانت لإعادة الإسلام السعودي إلى التوجه الأكثر.
وذكر ولي العهد: "إننا لا نعيد تفسير الإسلام، ولكننا نعيد الإسلام إلى أصوله، وأكبر أدواتنا هي ممارسات النبي، والحياة اليومية في السعودية قبل 1979"، مشيرا إلى أنه في وقت النبي محمد، كانت هناك المسارح الموسيقية، وكان هناك اختلاط بين الرجال والنساء، كان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية، كما أن أول قاض تجاري في المدينة المنورة كان امرأة.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لم يناقش بن سلمان مسألة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وأصر ببساطة على أن النتيجة النهائية للقضية برمتها هي أن الحريري لن يستمر في توفير غطاء سياسي لحكومة لبنانية تخضع لسيطرة "حزب الله" اللبناني الذي تسيطر عليه طهران أساسا، بحسب ولي العهد.
كما أشاد بن سلمان بالرئيس ترامب، قائلا: "الشخص المناسب في الوقت المناسب".
وعن إيران، قال ولي العهد إن "المرشد الأعلى في إيران هو هتلر الجديد في الشرق الاوسط. ولكننا تعلمنا من أوروبا أن الاسترضاء لا ينفع. نحن لا نريد من هتلر الجديد في إيران يكرر ما حدث في أوروبا في الشرق الاوسط".
وعن السرعة التي ينفذ بها تحركاته وخططته، قال بن سلمان: "أخشى أن يأتي يوم مماتي من دون إنجاز ما في ذهني. الحياة قصيرة جدا والكثير من الأشياء يمكن أن تحدث، وأنا حريص حقا أن أرى ذلك بعيني، وهذا هو السبب في أنني في عجلة دائما".