القاهرة — سبوتنيك. لكن المحلل السياسي المقيم في إسطنبول، سمير صالحة، يرى أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس السبت، ركز على الملف السوري، وخصوصاً نتائج قمة سوتشي الثلاثية التي عقدت بين قادة روسيا وتركيا وإيران، واجتماعات المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض؛ معرباً عن قناعته بأن الاتصال يمثل جزءاً هاما من مسار جديد في التعامل مع الملف السوري
وقال صالحة، في اتصال مع مراسل "سبوتنيك"، اليوم الأحد، إن "مركز الثقل في النقاش بين الرئيس أردوغان والملك سلمان كان في إطلاع العاهل السعودي على نتائج قمة سوتشي، التي جمعته، مؤخراً، بالرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني؛ فيما أطلع الملك سلمان الرئيس التركي على نتائج مؤتمر الرياض للمعارضة السورية".
وأضاف صالحة، الذي يعمل محاضراً في جامعة إسطنبول، إردوغان أعطى تطمينات للملك سلمان بأن "المؤشر الجديد في قمة سوتشي، هو أن روسيا أعطت ضمانات كثيرة لتركيا وإيران، حول مسألة الحل السلمي في سوريا".
وتابع صالحة: "هناك ليونة واضحة في الموقف السعودي، وخاصة بشأن الثوابت، فيما يخص مسألة رحيل الأسد هناك إعادة برمجة للمواقف، بحيث تكون المرحلة الانتقالية في سوريا مجزأة، وتضم عدة مراحل في داخلها.. قد يكون من بين ذلك الاتفاق على الذهاب إلى المفاوضات، في ظل وجود الأسد على رأس النظام في سوريا".
ورأى المحلل السياسي أن "هناك حراكا لينا جديدا، فالسعودية ترغب بحل سلمي، وبعدم السير نحو الدعم المباشر لجماعات منخرطة في النزاع السوري، ورفض التجييش والعسكرة؛ وذلك في ظل رغبة الولايات المتحدة الأميركية للسير في هذا الاتجاه".
وأضاف "أعني في تقبل المباحثات بين الأطراف.. واشنطن ترى أن المسار الجديد في الملف السوري يخدم مصالحها".
كما اعتبر صالحة أنه "لا يمكن الوقوف في وجه هذا الحراك، وينبغي الانخراط فيه من قبل الدول المعنية"، لافتاً إلى أن روسيا أكدت أكثر من مرة، أنها "تحارب الإرهاب في سوريا، ولا تبغي الدفاع على النظام، الذي هو ليس خطاً أحمر برأيها".
وأشار صالحة إلى أن الأطراف المعنية، بما فيها روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإيران، "تلتقي عن نقطة معينة" بشأن الحل في سوريا، "وتريد الإسراع في إنهاء الأزمة"، عبر إقرار مفهوم "لا غالب ولا مغلوب"، لافتاً إلى أن حل الأزمة اللبنانية في الطائف، قبل سنوات، اعتمد على اقناع الأطراف اللبنانية المتصارعة، في ذلك الوقت، بمفهوم الحل السلمي للصراع الدامي، الذي استمر سنوات عديدة.
من جانبه امتدح أردوغان "قمة سوتشي"، التي ركزت على الحل السلمي ووحدة أراضي سوريا، وقال، "العالم كله رأى الأمل والاستقرار والسلام في اجتماع سوتشي"، وأشار إلى أن السوريين أيضاً لمسوا إمكانية عودتهم إلى وطنهم بعد أعوام عدة، معرباً عن أمله أن يرى الجميع قريباً انعكاس قرارات القمة على الساحة بشكل بارز.
وألمح الرئيس التركي إلى إمكانية إجراء اتصالات مع الرئيس بشار الأسد، في إشارة إلى أن موقفه قد يلين تجاه الزعيم السوري، الذي كانت تركيا تعارض بشدة أي دور له في مستقبل سوريا.
يشار إلى أن السياسي والخبير الاستراتيجي السعودي، اللواء المتقاعد أنور عشقي، أوضح في حديث سابق مع "سبوتنيك"، أن "السعودية ليس لها مطامع استراتيجية في سوريا، وتريد تحقيق السلام لهذا البلد، مع الحفاظ على وحدة أراضيه".