وكتب المحللون العسكريون في الصحف الإسرائيلية المركزية الأربع، "يديعوت أحرونوت" و"يسرائيل هيوم" و"معاريف" و"هآرتس"، وكذلك في قنوات التلفزيون، أنه سبق هذه الغارة تحذيرا إسرائيليا، من خلال تسريب صور للقاعدة العسكرية التي استهدفت إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وتم بثها قبل ثلاثة أسابيع.
لافتين إلى التهديدات أطلقها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، افيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، من خلال مقابلة أجراها معه موقع "إيلاف" الالكتروني السعودي، وقالوا إن إسرائيل لن تسمح بإنشاء قاعدتين عسكريتين، جوية وبحرية، في سوريا.
المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أكد أن بهذه الغارة "انتقلت إسرائيل أمس، على ما يبدو، من مرحلة التهديدات والتحذيرات للإيرانيين والسوريين إلى المرحلة العملانية".
وبحسب فيشمان، فإن هذه الغارة "هي أسلوب إسرائيل بالتوضيح إلى جميع الأطراف أنه إذا لم يأخذوا مصالح إسرائيل بالحسبان وسمحوا لإيران بالاستقرار في الأراضي السورية كقوة عسكرية كبيرة، فإنه سيكون لذلك ثمنا عسكريا. والآن يتعين على جميع الأطراف الضالعة في عملية التسوية في سوريا، السوريين والإيرانيين والروس والأتراك والأمريكيين والأوروبيين، أن يتعاملوا مع إسرائيل كجهة أساسية لديها قدرة على تشويش أية تسوية بصورة عسكرية".
رسالة إلى روسيا أيضا!!
المحلل العسكري في "معاريف"، يوسي ميلمان، قال
إن هذه الغارة هي "بمثابة محاولة إسرائيلية قوية لتمرير رسالة إلى روسيا ليس أقل من توجيهها إلى الرئيس بشار الأسد وإيران. والرسالة هي أن إسرائيل جدية عندما تقول إنها لن تسمح بإنشاء قواعد عسكرية إيرانية في سوريا".
وأضاف ميلمان، إن إسرائيل مطمئنة إلى عدم رد سوريا على العدوان الإسرائيلي، وقد وسعت إسرائيل "الخطوط الحمراء" التي وضعتها بالنسبة لسوريا. على حد تعبيره.
ورأى أن هذه الغارة الإسرائيلية لن تمنع إيران من مواصلة السعي لتحقيق غاياتها الإستراتيجية، بما في ذلك وجود عسكري في سوريا، وأن إيران "لن تتنازل عن مكاسبها الحربية في سوريا".
بدوره اعتبر المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الغارة عبارة عن رسالة موجهة إلى إيران والحكومة السورية والدول العظمى أيضا.
ورأى هرئيل أن السؤال الأهم هو كيف ستتصرف إيران في المدى البعيد وما إذا كانت ستزيد من جهودها للاستقرار في سوريا؟ واعبر أن "لإيران هدف إستراتيجي واضح وهو تفعيل "ممر بري" يريط بين إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان. ومن الجائز أن تصعيدا عسكريا مسبقا مع إسرائيل لا يخدمها.
وختم بالقول: لكن من الواضح أن كلا الجانبين يسيران على الحافة، الإيرانيون بمواصلة استقرارهم العسكري وإسرائيل بالغارات المنسوبة لها".