وأكدت الأمم المتحدة أن العاصمة بغداد كانت أشد المناطق العراقية تضررا، إذ أن أعمال العنف التي شهدتها المدينة الشهر الماضي تسببت باستشهاد 51 مدنيا وإصابة 150 آخرين.
يذكر أن إحصائية تشرين الأول الماضي من "يونامي" قدرت عدد ضحايا أعمال الإرهاب والعنف والصراع المسلح في العراق بنحو 114 شهيدا و244 جريحا، وهذا يعني ارتفاع بسيط في عدد ضحايا الشهر المنصرم، مقارنة بالشهر الذي سبقه.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تخطط السلطات العراقية فيه الإعلان عن نصرها النهائي على تنظيم "داعش" أثناء عرض عسكري سيجري في البلاد في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
عن هذا الموضوع يقول الخبير الأمني الدكتور معتز محي عبد الحميد، رئيس المركز الجمهوري للبحوث الأمنية والاستراتيجية:
"إن الإرهاب لم ينتهي حتى الآن، فصفحة الإرهاب العسكرية انتهت، ولكن بقيت خلايا تتحرك بسهولة وتقوم بعمليات ضد الأحياء الشعبية كما حدث في منطقة النهروان، وأحيانا تقوم المجموعات الإرهابية بعمليات زرع العبوات وعمليات نوعية في القرى والأرياف البعيدة عن المدن، وهو الأسلوب المتبع حاليا عبر مجموعات تتخفى الليل وتختبئ لدى بعض الأشخاص المأجورين الذين يقومون بإيوائهم لفترة معينة قبل وبعد تنفيذ العمليات الإرهابية، ومن المهم أن تنتبه الجهات الأمنية إلى ذلك.
يضاف إلى العمليات الإرهابية، هناك انتشار للجريمة، وكذلك شيوع ظاهرة النزاعات العشائرية، خصوصا في المناطق الجنوبية، حيث هي الأخرى تؤدي إلى سقوط ضحايا كثر، وأيضا هناك مسألة الرمي العشوائي في المناسبات التي تؤدي إلى سقوط ضحايا، وهذا موضوع يعتبر مشكلة اجتماعية كبيرة، يضاف إلى ذلك قضية انتشار السلاح على مستوى عال وفي كافة محافظات العراق.
وكانت هناك حواضن للإرهاب موجودة في عدد من المدن العراقية، وهذه الحواضن تم القضاء عليها، حيث أنها هي التي كانت ترسل الانتحاريين والسيارات المفخخة، وكذلك كانت هناك معامل للتفخيخ تم القضاء عليها أيضا، وتم قتل قيادات إرهابية مهمة عن طريق القصف الجوي، والبقية هربت إلى وادي حوران، وتمت مداهمة هذا الوادي مما أدى إلى هروب القيادات باتجاه الحدود العراقية السورية، وهذا كله ساعد على تحسن مستوى الأمن، وخلق حالة من الطمأنينة لدينا، فلم تحدث حوادث إرهابية بعد ذلك مهمة في محيط بغداد، عدا حادثة النهروان".