ولفت العساف إلى أنه تنعقد القمة الخليجية أم لا، فإن ذلك في الواقع لم يعد من بين اهتمامات المواطن الخليجي، الذي ردد: "خليجنا واحد"، حتى انقطع به الرجاء في ظل تغريد قطر خارج سرب التعاون. ما الفائدة من الاجتماع ما دامت القلوب قد تفرقت؟! على حد قول العساف.
واعتبر الكاتب أن المجلس الذي عجز عــن بلورة التطلعات عندما كانت الأوضاع أفضل، لن يخرج بجديد في ظل مقاطعة بعض أعضائه قطر، علــما بأن "فلاشات" الكاميرات لا تعمق الصداقة ولا تصلح الذي تكسر، إذ ليس من المعقول أن يتحمل عقلاء الخليج تكاليف المراهقة السياسية القطرية التي جاوزت حدود الصبر إلى حدود الدم واستقرار الأوطان. على حد تعبير العساف.
وأضاف:
هذه القمة قد تكون الأخيرة، هذه هي الحقيقة التي يفر من مواجهتها الجميع، فشهور المقاطعة لم تثن قطر عن المضي في ممارساتها العدائية تجاه الأطراف المتضررة، بدليل اصطفافاتها الأخيرة التي عمقت هوة الخلاف.
وأردف قائلا: "إن قطر ليست جادة على الإطلاق في اتخاذ قرار العودة إلى بيت الخليج الكبير، بناء عليه، فإنه لا يمكن مطالبة الآخرين بعدم مؤاخذتها، فوجود طرف في مجلس ما بحساباته الأحادية الخاصة التي تضر في مجملها ببقية الأعضاء، يعد ضربا من ضروب المداهنة على حساب الآخرين، إذ لا يتصور تفعيل الاتفاق الأمني الذي يخول أعضاءه مشاركة البيانات الخاصة بالمواطنين، مع طرف آخر يحمل في أعماقه بذور الفتنة والشقاق.
إن الاتحاد الخليجي الذي نادى الملك السعودي عبدالله بتحقيقه، لم يكن ترفا، وإنما كان القشة التي قصمت ظهر التراخي عـن بلوغ مرامات شعوب الخليج، فإما اتحاد يسر الصديق، أو لنحمل هذا المجلس بكل التوقير على الأكتاف إلى مثواه الأخير.
وتساءل الكاتب السعودي: ماذا حقق المجلس لمواطنيه منذ أول اجتماع سنة 1981 إلى اليوم؟ إلا أن تم اعتبار السماح بالتنقل بالبطاقة الشخصية بين الدول الأعضاء إنجازا! حتى هذا لم يتحقق إلا بـــعد أكثر من 25 عاما من الدراسة وطول النظــــر! مـــاذا عن المصير المشترك؟ هل ينبغي على السعـــودية والإمارات والبحرين فقط دفع فاتورته الباهظة، فيما يقف الآخرون بين التلون والحياد!.