سبوتنيك: من المستفيد الأول من الدول الخليجية من الأزمة؟
أولا نحن كما قال حضرة سمو الأمير صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في خطابه يوم مجلس الشورى، إن الكل خاسر قبل أن نقول من المستفيد، ثانيا المستفيد هو الذي يريد زعزعة أمن المنطقة وجعل المنطقة تنشغل بنفسها ولا تنشغل بتطوير ذاتها ومجابهة المخاطر سواء إن كانت داخلية أم خارجية، وأنا هنا أقول إن المستفيد الأول هو إسرائيل في نهاية المطاف لأنها ترى أن العالم العربي يجب أن يكون أضعف منها سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وبالتالي يجب بحكم أن إسرائيل دولة إثنية دينية هي تريد أن ترى الدول حولها إثنية ودينية وتقسم المقسم وتجزء المجزء حتى تقول أنا أفضل وأنا أقوى، وتستخدم نفوذها في الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ أجندتها، هذا بوجهة نظري هو المستفيد على المدى القصير والبعيد، أما هل هناك خاسرين نعم الكل خاسر.
سبوتنيك: قطر أعلنت منذ الأيام الأولى أن هذه الأزمة تحاك كلها وخصوصا بعد الهجوم الإلكتروني على مواقع وكالة الأنباء القطرية وأن الأمور التي تحولها والاتفاق السريع الذي بدى بين الدول الثلاث…هل ترون أن هذه الأمور التي جرت بعيدة عن واشنطن ومن دون علمها؟
الرئيس الأمريكي قالها صراحة في تغريدة له اجتمعوا بي أثناء القمة الإسلامية، والكل أشار إلى قطر أنها الدولة الداعمة للإرهاب وبالتالي هذا الأمر كان مخططا له مسبقا إذا، بحسب ما ورد في تغريدة الرئيس، والمعلومات التي وردت إلينا لاحقا والخلاف بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية يشير إلى أن هناك تنسيقا مسبقا بين الدول الأربع وبعض الأركان في البيت الأبيض منهم صهر الرئيس كوشنير، وبالتالي واشنطن مرتبطة بشكل أو ما بإعطاء هذه الدول نوعا من التصريح الضمني قد لا يوجد هناك تصريح علني، ولكن التصريح الضمني يكفي لبعض الناس الذين يفقدون نوعا من الحكمة أو الذين لا يتمتعون بالحكمة أن يأخذوا بهذه الحكمة وأن يتصرفوا تصرفا جاهليا كما قاموا به ومخالفا للأعراف والقوانين الدولية، لو كان هذا التصرف يقع ضمن حقهم السيادي الذي ضمنته لهم الشرائع الدولية متفهمين، لكن بأن يقوموا بحصار دولة مستقلة ذات سيادة على أسباب واهية ولا توجد أدلة لديهم ومفبركة هذا خرق لكل الأعراف وكل القوانين الدولية هذا خرق لمنظومة الأمم المتحدة، وبالتالي لأن تقوم الدولة بهذا الخرق بهذه الأريحية هي على علم بأن هناك داعم لها، ويترائى لها على الأقل لها أن هناك من يدعمها على أن تقوم بخرق القانون الدولي وفي هذه القضية الأزمة بيننا ترائى لهم بأن الرئيس الأمريكي صرح لهم ضمنيا، كما نعلم أنه تصريح ضمني، أنه باستطاعتهم بأن يقوموا بما قاموا به.
وطرح لنا الأمر بأن الحكومة الأمريكية لاحقا قالت تكرارا إن على الدول المقاطعة مراجعة أنفسهم وحل الأزمة عبر الحوار في خطابات متكررة من قبل وزير الخارجية الأمريكي ووزير الدفاع الأمريكي والمؤسسات الأمريكية، وهنا تكلمت المؤسسات الأمريكية باتجاه حل الأزمة، وأيضا قام الرئيس الأمريكي لاحقا بتدارك الموقف عندما رأى إلى أين تتجه الأمور، وعندما تبين له من خلال المؤسسات الأمريكية أن الذي قامت به الدول الأربع مخالف وليس له دليل ولا يمت للواقع بشيء، فتراجع الرئيس عن موقفه المسبق الذي كان مبني على معلومات مغلوطة قدمت له من قبل الدول المحاصرة وأخذ موقفا متزنا، ونحن كمجموعة دول مجلس التعاون ننتمي إلى مجلس التعاون وننتمي إلى الجامعة العربية وننتمي إلى منظمة الدول الإسلامية وننتمي إلى الأمم المتحدة، فأن يضرب بهذه الأطر عرض الحائط وأن يتم طرد كل القطريين أثناء العمرة أثناء قيامهم في رمضان وقطع الأدوية وقطع المأكولات ومحاصرتهم في رمضان هو إعلان حرب، لماذا؟ وما هي الأسباب والدواعي؟ مجرد اختلاف في الرأي.
وإذا كان هناك أي شيء يمس الأمن الوطني فهناك مؤسسات دولية معنية بالنظر في هذه الأمور، أما أخذ الأمور بأسلوب القوة والتهديد والوعيد فهذا الأسلوب يعود بنا إلى القرون الوسطى وليست متماشية مع الأعراف التي نتعامل معها اليوم.
سبوتنيك: بالنظر في الفترة الأخيرة وما قبل الأزمة بقليل إلى أرقام صفقات السلاح في منطقة الخليج لا ترون أن أمريكا مستفيدة وتسعى لمصالحة دول الخليج مع بعضها؟
هذا من الطبيعي، إن الخلافات تلقي بظلالها على الاقتصاد سواء كان سلبا أم إيجابا، لكن دعني أتحدث عن قطر، فتطوير القوات المسلحة يأتي منذ تسلم سمو الأمير الحكم في 2013، حيث أتى وأرتأى بأن يكون هناك تطوير شامل، دعنا نقول في 2013 ما هو السياق الذي ألقى بظلاله على هذه الخطة؟ أولا نحن في حروب في سوريا وفي العراق وفي اليمن، وفي كل المنطقة وهناك تهديدات أمنية بشكل عام، وبالتالي دولة بحجم قطر الجغرافي والديموغرافي لا تستطيع إلا أن تكون عندها المقومات للدفاع عن نفسها حتى ولو إن كانت هناك دول إقليمية لها مقدرات أكبر، ولكننا لن نكون طعما سهلا لأي من الدول التي قد تكون لها نوايا سيئة اتجاهنا وهنا بدأت مرحلة تطوير القطاع العسكري في قطر، أما بالنسبة للدول الثانية فلهم أسبابهم التي تعود لهم ولا أستطيع أن أفتي لماذا قامت المملكة العربية السعودية بشراء هذا الكم من الأسلحة من الولايات المتحدة أو البحرين.
سبوتنيك: هل ترون أن ذلك من مصلحة الولايات المتحدة؟
هذا سؤال جيد ودعني أن أعطي لنفسي الحرية بأن أفسر ما هي المصلحة الأمريكية، هل من المصلحة الأمريكية أن ينتشر الإرهاب في العالم؟ وهل من المصلحة الأمريكية أن تهدد حياة الأمريكيين؟ وهل من المصلحة الأمريكية أن يتضرر دافع الضرائب الأمريكي بدفع ضرائب إضافية لحماية نفسه أو أن يتم ضرر مباشر للمصالح الاقتصادية الأمريكية في العالم بسبب الأسباب الأمنية؟ لا أعتقد أنها تقع ضمن المصلحة الأمريكية وبالتالي قد يكون هناك مصلحة أمريكية لبيع الأسلحة لكن في المقابل هناك ضرر أيضا إذا اختل التوازن الإقليمي، وإذا حلت الفوضى في العالم، أكبر المتضررين من هذا الأمر كما نعلم ونشهد في السنوات الأخيرة هي أوروبا، فهناك الملايين من المهاجرين الذين هاجروا إلى أوروبا ومن في نهاية المطاف سيدفع تكلفة هؤلاء المهاجرين لتأمين المساكن لهم وإطعامهم وتدريبهم وتأهيلهم هو دافع الضرائب الأوروبي، هناك مصلحة غربية وليست أمريكية فقط إذا اعتبرنا أن أوروبا تقع ضمن الإطار الغربي لا نزيد من هذه المشاكل بخلق أوضاع إقليمية سيئة كما هو الحال الآن، أو نضيف ملفات إضافية على الملفات الموجودة لدينا وبالتالي قد يترائى للبعض أن هناك مصلحة آنية ببيع الأسلحة لكن على المدى البعيد أعتقد أنها ستكون لها أضرار كبيرة على كل الدول سواء كانت على اقتصادهم تكبد هذه الدول الغنية تكاليف تبعات هذه المشاكل الإقليمية أو أمنية، من خلال انتشار مظاهر العنف والإرهاب في العالم، وبالتالي هم من سيقوم بنهاية المطاف بتحمل العبء الأكبر لمعالجة هذه المشكلة وليس الدول التي أنتجت هذه المشاكل بسبب أن هذه الدول تكون شبه منهارة، ويجب على طرف آخر مساعدتها لمكافحة هذه الأمور وبالتالي لا أؤمن بنظرية أن أمريكا مستفيدة استفادة كلية من وجود نوع من الاختلال الأمني في المنطقة، ولكن هناك صحيح استفادة من بيع الأسلحة ولكن هذا على النظرة الجزئية وليست على النظرة الكلية.