الخرطوم — سبوتنيك. قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "الزعيم الأزهري" السودانية، أبو بكر باشا، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، "لا أعتقد أن يحصل أي تغيير من جانب السودان تجاه ما يحدث في اليمن كأن يقوم بسحب قواته العاملة هناك أو يتراجع عن موقف دعم التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن".
ورأى الباشا أنه على العكس من ذلك، سيتعزز الآن، موقف التحالف العربي العسكري على الأرض في اليمن، لأنه من الصعب، إقصاء قوى المؤتمر الشعبي العام اليمني، من قبل الحوثيين، لأن المؤتمر وزعيمه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، لهم أدوار مؤثر جداً في صعيد الساحة اليمنية، وايضا على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأردف قائلاً "تجاوز عمر حزب المؤتمر الشعبي العام، 30 عاماً، وهو قوى سياسية وقبلية ضاربة في جذور اليمن، كما أنه يمتلك قطاعات كبيرة في الساحة اليمنية، وامتدادات قبيلة مرتبطة، بمناطق نفوذ مهمة جدا، خاصة في مناطق سنحان وخولان وهمدان، بشمال صنعاء، وكذلك مناطق نفوذ بجنوب العاصمة".
وأضاف "صالح له أدوار كبيرة في استقرار اليمن وفي الإقليم بشكل عام، وقام بتوحيد اليمن الشمالي مع الجنوبي مطلع التسعينات القرن الماضي، ورغم منذ ذاك التاريخ، حصلت تباينات واختلافات في ساحات التحالفات اليمنية، بعد الوحدة اليمنية، إلا أن صالح، يعتبر رجل دولة ويملك رؤى استراتيجية في الحفاظ على الدور المحوري لليمن وفي منطقة الخليج عامة".
وتوقع الباشا، على خلفية الأحداث اليمنية الأخيرة، "أن تنحاز قوات الحرس الجمهوري، والضباط القدامى، إلى القوات اليمنية ومع التحالف للعربي. وقال "وفي نظري هذا سيعيد المعادلة على الأرض عسكريا، لصالح قوات اليمنية التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وخاصة، أنها موجودة بالقرب من صنعاء في مناطق نهم ومأرب، وبإمكانها أن تغير المواقف، وستظهر خارطة طريق جديدة، وأن تميل الدفة إلى التحالف العربي وقوات "الشرعية" إلى صنعاء على أقل تقدير بعد بضعة أشهر وأن تنسحب قوات أنصار الله إلى مناطقهم في عمران وصعدة".
يذكر أن جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) أعلنت أمس، عبر بيان صادر عن وزارة الداخلية التي تسيطر عليها، مقتل الرئيس اليمني السابق.
ووقعت اشتباكات على مدار الأيام القليلة الماضية بين قوات موالية لصالح ومسلحي من جماعة "أنصار الله"، انسحب على إثرها مسلحو الأخيرة من معظم أجزاء العاصمة صنعاء، فيما سيطرت قوات الرئيس اليمني السابق على دار الرئاسة، ومطار صنعاء، ومبانٍ لمؤسسات عدة في العاصمة، بحسب مصادر محلية.
وتتحالف قوات صالح مع الحوثيين منذ سنوات، حيث يشن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية غارات جوية وعمليات عسكرية ضد معاقل الجماعة والموالين لصالح في أنحاء اليمن منذ 26 أذار/ مارس 2015، بهدف "إعادة الشرعية" ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، إلى صنعاء.