سبوتنيك: ما هو الموقف الفلسطيني حال تنفيذ ترامب لقراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟
الأغا: موقف فلسطين من هذه القضية، بل موقف العالم الإسلامي كله واضح فالجميع يحذر من خطورة هذا القرار، وهنا دعني أروي لكم موقف حدث مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقت أن كان أميرًا للرياض، وكان حاضرًا في الجزائر خلال افتتاح مقر للسفارة السعودية هناك، وبعد الافتتاح التقى السفراء العرب وحينما عرف السفير الفلسطيني بنفسه رد عليه الملك سلمان بقوله (وأنا سلمان بن عبدالعزيز سفير فلسطين في السعودية)، وهذا الموقف أنا أذكره هنا للتدليل على أن القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده بل هي قضية كل العرب وكل المسلمين، وبالتالي على الإدارة الأمريكية أن تتعاطى مع أي تغيير على الأرض في فلسطين لايمكن أن يكون أحادي الجانب.
سبوتنيك: هل لدى فلسطين سيناريو محدد سلفًا للتعاطي مع هذا التحرك الأمريكي؟
الأغا: بالتأكيد، وستكون هناك دعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للقادة العرب لاجتماع طاريء لبحث هذه الأزمة، يستتبعه دعوة لاجتماع مماثل لقادة الدول الإسلامية، وهذا بشكل مبدئي، لأن نقل السفارة إلى القدس يعني مسح لكل جهود السلام، وتكريس الاحتلال، ما هذا الذي تمارسه الدولة العظمى، والذي يجب أن تكون حامية للشرعية الدولية، وكذلك من المفترض في الدولة العظمى تطبيق الشرعية الدولية، ولكن أين موقف السياسة الأمريكية من الشرعية الدولية.
سبوتنيك: هل تتوقعون انتفاضية فلسطينية جديدة كرد على هذا القرار؟
الاغا: أنا لا أريد أن أجزم بوجود انتفاضة أم لا، لكن أقول أن الشعب الفلسطيني يعيش على أمل تطبيق العدالة الدولية، أو تحقيق العدالة الدولية، وتحقيق السلام، فماذا سيفعل هذا الموقف في هذا الجيل الذي يعيش يوميًا على أمل أن يحيا حياة كريمة مستقرة وحرة على أرضه، هذا الموقف هو حامي للاحتلال والاستعمار، وقد اصطدم به أيضًا إخواننا المسيحيين في فلسطين والعالم، بالتنغيص عليهم وعلى التحضير لاحتفلات أعياد الميلاد، وإذا لم يحل السلام في القدس، لن يكون هناك سلام، وحق اللاجئين في العودة.
سبوتنيك: هل تتخوفون من تأثير القرار على عدم الاستقرار في فلسطين؟
الأغا: نعم بكل تأكيد، فهذا القرار سوف يؤثر على الاستقرار ليس في فلسطين وحدها، بل في المنطقة بالكامل وفي العالم.
الأغا: أشعر بقهر ما بعده قهر، ظلم ما بعده ظلم، وعربدة ما بعدها عربدة، وبلطجة ما بعدها بلطجة.
سبوتنيك: وهل لديكم أية أوراق لمواجهة هذا القرار؟
الأغا: التحرك الايجابي والضغط وفي كل المحافل، لكي تشعر السياسة الأمريكية أنها لا تستطيع أن تمرر هذا الظلم وهذا القهر وهذا العذاب، نحن نمتلك الشرعية الدولية، ونمتلك مبادرة السلام العربية، ولكن كل هذا يضرب به عرض الحائط.
سبوتنيك: كيف تقيمون ردة الفعل العربية على القرار؟
الأغا: أتحدث بصفتي سفيرًا لفلسطين في السعودية، لذا أتكلم هنا عن الموقف السعودي، وهو موقف رائد تعبر عنه الرياض دائمًا في البيانات الصادرة في اجتماعات مجلس الوزراء السعودي، أو في بيانات وزارة خارجيتها، وأيضًا على لسان سفيرها لدى أمريكا الأمير خالد بن سلمان، الذي يؤكد دائمًا على الشرعية الدولية، وعلى مبادرة السلام العربية، ولكن للأسف هذا القرار ينسف كل الجهود التي تبذلها السعودية وأشقاؤها في مصر من أجل تحقيق السلام، أعوام طويلة يعيش الفلسطيني على أمل أن يتحقق السلام وتتحقق العدالة، والسيد الرئيس محمود عباس رؤيته للسلام رؤية استراتيجية، ويبذل جهوداً مضنية من أجل تحقيق ذلك، بالرغم من مر المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني من جراء الاحتلال، ويتجرع العلقم على مدار الوقت، وكلنا رأينا خطابه الأخير في الأمم المتحدة وهو ينضح ألمًا من معاناة الاحتلال، ومن مواقف الاسياسة الأمريكية، كما نتابع الضربات الموجعة التي تتعرض لها مصر لعدم القيام بدورها في المنطقة، لذا فإن تبعات هذا الاقرار خطيرة خطيرة على الاستقرار في العالم وليس المنطقة العربية فقط.
سبوتنيك: حدث اتصال أمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس محمود عباس، ماهي قراؤتك لهذا الاتصال وفي هذا التوقيت؟
الأغا: في رأيي هو اتصال تضامن ودعم، لأن الرئيس بوتين يدعم حل الدولتين، ويدعم الشرعية الدولية، ويدعم جهود الرئيس محمود عباس وتوجهاته، الموقف الروسي دائمًا داعم للشرعية الفلسطينية، دائماً داعم للتوجه الفلسطيني، ومؤيدا للرئيس عباس في توجهاته نحو السلام، ودائما الموقف الروسي مع الشعب الفلسطيني ومع السلام العادل.
سبوتنيك: في رأيك لماذا دعت واشنطن بعثتها الدبلوماسية إلى تجنب التواجد في القدس القديمة والضفة الغربية قبل قليل؟
الأغا: معنى هذا التحذير أن ترامب كأنه سيعلن بشكل رسمي عن نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس.
سبوتنيك: شكراً سعادة السفير
الأغا: شكراً لكم
أجرى الحوار: محمد ياسر