وإذا كانت قصة الرجل الراقص على رؤوس الثعابين قد انتهت، فلا تزال الثعابين موجودة، وفق ما يقوله شخص لم يكشف عن اسمه لموقع "ميدل إيست إي".
قال عضو سابق في حركة "أنصار الله"، طالبًا عدم الكشف عن هويته، لـ"ميدل إيست آي" إن القضاء على منافس قوي جدا، يضع "أنصار الله" في موضع قوة، لكنه مع ذلك قد صرف عنهم كثيرا من اليمنيين الذين لا يوافقون على توقيت أو طريقة وفاته، بغض النظر عن مشاعرهم تجاه الرئيس السابق.
وقال ويل بيكارد، المؤسس والمدير التنفيذي لمشروع السلام اليمني، إن هناك بعض الاتجاهات العامة التي قد نشهدها: "أولا، من المرجح أن يكثف التحالف حملته الجوية الآن، ومن المرجح أن يعامل صنعاء كمنطقة حرة لإطلاق النار، كما هو الحال في صعدة، ومن المحتمل أن نرى المزيد من الضحايا المدنيين من الضربات الجوية في الأيام المقبلة".
"ثانيا، إذا كان الحوثيون قادرين على التمسك بأراضيهم، فمن المحتمل أن ينفذوا أعمالا انتقامية ضد أي شخص في صنعاء والمحافظات المجاورة التي يرون أنها متعاطفة مع المؤتمر الشعبي العام، وهذا يعني الهجمات على زعماء القبائل وكذلك الشخصيات السياسية".
"ثالثا، من الممكن أن تصعد إيران مشاركتها في الحرب، إذ ترى أن هذه هي لحظة حياة أو موت للحوثيين، وفرصتهم الأخيرة للحصول على بعض المزايا في اليمن، ومن ثم ستضاعف دعمها لهم".
وتتزايد التكهنات حول ما سيحدث في اليمن عقب مقتل صالح، لكن خبراء يرون أن الحوثيين خلقوا باغتياله عدوًا على جبهتين، سواء في القوات الموالية لصالح أو من الموالين لهادي.
قال أيهم كامل، رئيس استشارات المخاطر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا، لشبكة "سي إن بي سي" يوم الثلاثاء إن "الحوثيين قد لا يرون إلا انتصارا مؤقتا بعد وفاة صالح لأنهم تمكنوا من التخلص من شخص يعارضونه لكنهم تركوا قاعدة ضخمة وراءه"، بحسب شبكة "سي إن بي سي"
وقال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية إن السعوديين "قد يرغبون في التصعيد، الأمر الذي سيكون خطأ فادحًا، لأن الحل العسكري أثبت فشله، وفي الوقت نفسه كانت الحرب مكلفة بالنسبة لهم، حتى إنهم أصبحوا في حاجة ماسة إلى استراتيجية خروج".
تقول ميريام إبس، محللة الأمن الإقليمي في المنامة، وخبيرة استشارات إدارة المخاطر في "لو بيك" الدولية: "على المدى القصير، من المرجح أن تؤدي وفاته إلى زيادة العنف في صنعاء حيث إن قوات صالح سوف تتطلع للانتقام، وقد يحاول الحوثيون استعادة مناطق العاصمة التي فقدت في الأيام الأخيرة. وفي نهاية المطاف، فإن حل تحالف الحوثيين مع صالح يقوض قدرتهم العسكرية وموقفهم التفاوضي".
قال ثيودور كاراسيك، كبير مستشاري شركة "غولف ستات أناليتيكش"، عبر الهاتف من ولاية أوريغون: "مع وفاة صالح في وقت غير مناسب، فإن العملية برمتها لحل أزمة اليمن قد تصاعدت بشكل كبير، وبموته خلق الحوثيون مشكلة أكبر لأنفسهم، ولكنه يشكل أيضًا تحديا للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم حان الوقت لخطة B".
وقال عساف داي، كبير المحللين في مجال الاستشارات الجيوسياسية في مجال المخاطر ماكس سيكوريتي في إسرائيل إن "وفاة صالح لا تعني فقط نهاية تحالف صالح الحوثي بل أيضا الخسارة المحتملة لكمية كبيرة من القوات للحوثيين. وهذا قد يدفع التحالف السعودي والقوى المحلية الموالية لهادي لشن هجوم ضد الحوثيين، بما في ذلك ضد صنعاء".
وقالت ماري كريستين هاينز، الخبيرة اليمنية ورئيسة مركز البحوث التطبيقية في بون في شراكة مع الشرق، إن بعض القبائل الموالية لصالح قد تتحول الآن للجانب السعودي، وعلاوة على ذلك، عاد ابن صالح إلى اليمن لقيادة قوات والده، ومن الممكن أن يحاول بدوره السيطرة على صنعاء من الحوثيين، بدعم من السعودية، بحسب تقرير على "دويتش فيله".
وأضافت: "لكن ذلك سيستغرق وقتا طويلا لأن الحوثيين ما زالوا يملكون ما يكفي من القوات والأسلحة لمواصلة القتال، وقد يستمر النزاع لسنوات إذا امتنعت قوات التحالف بقيادة السعودية عن إرسال قوات برية"
ومن المرجح أن يتقدم الرئيس الحالي عبده ربه منصور هادي على عدة جبهات، مستغلا الحرب الأهلية وحالة الارتباك في صنعاء، وستواصل القوات اليمنية بقيادة نائب الرئيس علي محسن الأحمر تقدمها في صنعاء للسيطرة على العاصمة، وسيغتنم التحالف الذي تقوده السعودية الفرصة لإضعاف حركة "أنصار الله". وسوف تكثف الضربات الجوية ضد مواقعهم في صنعاء وخارجها، وفق تقرير لمعهد "كريتيكال ثريتن".
وحذر التقرير من أن تستغل القاعدة في جزيرة العرب حالة الفوضى للمضي قدما في الخطوط الأمامية للحرب الأهلية في اليمن، ولا سيما في البيضا في وسط اليمن وتعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن.