يوضح تحليل الصحيفة العبرية أن ولي العهد في وضع لا يُحسد عليه، بعد أن تلقى ضربتين أولاهما مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد يومين من إعلانه "فتح صفحة جديدة مع التحالف العربي"، وبينما اهتز القصر السعودي بهذه الضربة، جاءت الثانية حين أعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، تراجعه عن الاستقالة، الإثنين 4 ديسمبر/ كانون الأول.
ويشير التحليل الذي كتبه تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، إلى أن ولي عهد أبوظبي، الأمير محمد بن زايد آل نهيان، هو من اقترح خطة عمل مشتركة مع السعودية، لإحكام السيطرة على زمام الأمور في اليمن.
ويُقال إنه (محمد بن زايد) اقترح على محمد بن سلمان أن يقوم بثورة داخلية، الأمر الذي من شأنه أن يدفع صالح إلى تغيير مساره والانضمام إلى التحالف العربي بدلاً من "أنصار الله"، بحسب الصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أن صالح اشترط أربعة شروط مقابل ذلك وهي: حذف اسمه من قائمة العقوبات الدولية، والوعد بمنصب سياسي في اليمن الجديد، وضمان سلامته وسلامة عائلته، علاوة على مطالبات مالية، وفيما يبدو أن السعودية والإمارات قبلتا هذه الشروط، التي تضمنت تنحية منصور هادي، الرئيس الحالي، وإعلان "ثورة صالح".
ولولا مقتل صالح —تقول الصحيفة- لكان للسعودية والإمارات الآن رئيسٌ يمني تابعٌ لهم بجيش موال له، يمكنه مواجهة "أنصار الله"، الذين كانوا على علمٍ بهذه الخطة، لكن الخطة فشلت، ولم يعد لدى الدولتين الآن من هو جديرٌ بالترشح للرئاسة.
من جهة أخرى، ظن وليّ العهد السعودي أن استقالة الحريري من شأنها أن تشل الحكومة وتخلق فوضى سياسية، لكن الأمور سارت على غرار الحال في اليمن، إذ لم تكن لدى السعوديين خطةٌ لحسم اللعبة في النهاية، ويشير تراجع الحريري عن الاستقالة إلى أن السعودية لم تنجز شيئًا.، وفقا لتحليل الصحيفة.
ويحذر التحليل من أن عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، هي حقل الألغام القادم لوليّ العهد السعودي، إذ لم يسفر اقتراحه بدولة فلسطينية من مناطق غير متجاورة عاصمتها أبو ديس عن شيء، ويبدو أن أمامه طريقًا طويلًا، وعليه أن يقطعه قبل أن يُملي السياسة السعودية في الشرق الأوسط.