وهنا لابد من معرفة الحيثيات التي ستعقد على أساسها هذه الجولة وأهمها:
هل سيتم عقد محادثات تجمع طرفي الحكومة والمعارضة وجهاً لوجه؟
ماهو سبب إصرار ديمستورا والأمم المتحدة على عقد اجتماعات مباشرة بين الطرفين؟
هل هي لأجل انتزاع اعتراف شرعي من الحكومة السورية بالوفد المعارض كجهة ثابتة لمتابعة الحوار؟
لماذا يسعى وفد المعارضة السورية إلى تفريغ لقاء سوتشي من محتواه قبل أن يعقد؟
هل يمكن أن يتحول لقاء سوتشي إلى لقاء استعراضي إذا ماتم تحقيق أي تقدم في هذه الجولة مع الأخذ بعين الاعتبار مقررات أو مخرجات أستانا؟
إذا ما فشلت هذه الجولة إلى أين ستؤول الأمور وماهي أصلاً الأسباب التي يمكن أن تتسبب في فشلها أو نجاحها؟
كيف ستتعامل روسيا مع هذه المتغيرات كونها الراعي الأول الموثوق به من قبل سورية وحلفائها لجهة تصحيح مسار عملية التسوية؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي، الخبير بالشأن الروسي، الدكتور فائز حواله بهذ الخصوص مايلي:
أعتقد أن هذا هو الهدف الأساسي الذي يسعى إليه وفد ما يسمى بالرياض 2 ومن يقف خلفهم بمعنى آخر بأنهم اليوم جمعوا وفداً واحداً وليس موحداً أويمكن تسمسته وفداً موسعاً وضم هذا الوفد المسمى بوفد الرياض 2 إلى منصتي القاهرة وموسكو ماهو إلا لذر الرماد في العيون لا أكثر لأن هاتان المنصتان حضرتا إجتماعات جنيف سابقا والآن تحضرا في إطار وفد الرياض 2 إلى جنيف ، وهدف الوصول إلى اللقاء المباشر الذي يسعى إليه هذا الوفد من يقف خلفهم سواء دول الإقليم وخاصة السعودية أو الولايات المتحدة ألأمريكية وحتى بريطانيا وفرنسا هو إنتزاع إعتراف ضمني بهم من الوفد الحكومي السوري بأن هؤلاء هم من يمثلون المعارضات السورية لا أكثر ولا أقل مع العلم بأن السيد ديمستورا من خلال فشله في إجتماعات جنيف السابقة كلها كان فشله في تشكيل وفد واحد وموحد للمعارضات السورية لعقد لقاءات مع وفد الحكومة السورية في حوارات مباشرة لإطلاق عملية الحل السياسي.
وأضاف الدكتور حواله:
يبدو أن المهمة الأساسية للسيد ديمستورا هي نسف مؤتمر سوتشي لذلك هو ذهب نحو تمديد مدد الإجتماعات إلى ال15 من الشهر الجاري بمعنى آخر أنه لم يعطي الفترة التي يجب أن يكون فيها مؤتمر سوتشي للحوار الوطني قد بدأت ومن هنا نجد بأن الوفد السوري كان قد رفض التمديد بسبب رفض وفد الرياض 2 ووضعه الشروط المسبقة، والسبب الثاني وحسب تصريحات الدكتور بشار الجعفري أن هناك كانت إلتزامات أي أن الإلتزامات الضمنية كانت هي حضور لقاء سوتشي للحوار الوطني السوري السوري ، ومن هنا عاد الوفد السوري إلى دمشق ولكن بعد أن قدم ديمستورا ضمانات للوفد السوري ، ضمانات بأنه لن تكون هناك أي شروط مسبقة من قبل وفد الرياض 2 وحتى اللحظة لم يحدث أن جرى أي لقاء مباشر بين الوفد الحكومي السوري ووفد الرياض 2 إلى جنيف 8 .
أما المحلل الباحث والمحلل السياسي الدكتور عمار فاضل فيقول:
حقيقة هناك مجموعة من النقاط التي يجب أن نقف عندها وخاصة جولة جنيف الأخيرة موضوع جنيف 8 يحيلنا الى أن الوفد الذي يحاور اليوم وفد الحكومة السورية ينقصه نقتطين الأولى: أنه لايمثل كل أطياف المعارضة السورية وخاصة المعارضة الداخلية ، والنقطة الثانية أن وفد المعارضة يعمل بطريقة منفعلة وليس كمعارضة فاعلة ، ومن يتم مفاوضته اليوم بجنيف ليس هو المعارضة السورية بماتمثله على الأرض بل هو الطرف الأمريكي حقيقة بما يمثله وخاصة فيما ظهر في بيان وفد الرياض 2 ، بيان لم يتغير ويعيدنا الى جنيف 3 وحتى جنيف 4 حين كان ميزان القوى مختلف عن ميزان القوى اليوم ، وبالتالي فإن مفاوضات جنيف 8 اليوم منفصلة تماما عن حقيقة ميزان القوةى الموجودة على الأرض ، و الإصرار اليوم على لقاء مباشر بين وفد المعارضة السورية ووفد الدولة السورية يمثل محاولة من ديمستورا لتفريغ سوتشي من مضمونه وإعطاء الأولوية لجنيف بأن ما يمكن تحقيقه بسوتشي يمكن تحقيقه من خلال مسار جنيف ، وذلك في محاولة لإبقاء المسار التفاوضي بواجهة أممية وإدارة أمريكية من وراء الكواليس
وأضاف فاضل :
أنا لا أتفق مع أي رأي يقول بأن الروس يريدون إفراغ أستانا لصالح سوتشي ، يجب إعادة قراءة هذا المسار،وبدأ مسار أستانا في ظل غياب الأمريكي الذي كان مشغولاً بالإنتخابات الرئاسية آنذاك ،
الهدف من سوتشي كان نقطتين:
الأولى هي إحداث خرق سياسي في مسار جنيف لتحريك حالة الركود التفاوضي في ظل إصرار وفد الرياض على تبني شروط مسبقة باتت خلفنا وفق ميزان القوى الحالي.
الثانية: نقل الملف السوري إلى مساره الطبيعي الذي سبق وتمت الدعوة إليه منذ 2011 وهو الحوار السوري السوري المباشر منعا لتدويل الملف السوري.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم