وعلى الرغم من أن هناك عددا قليلا نسبيا من الأميركيين في سوريا، إلا أن وجودهم يخلق صعوبات في العمل على الأرض. فمثلا، خلال المعارك الأخيرة لتحرير دير الزور، جرت مفاوضات صعبة جدا بين الجيش الروسي والأميركيين للتمييز بين مناطق النفوذ في المنطقة. وقد وصلت المسألة إلى توجيه تهديدات متبادلة باستخدام الأسلحة المضادة للطائرات ضد طائرات البلدين.
على كل حال فإن وجود الجيش الأميركي في سوريا يمكن أن يتسبب بمشاكل أكثر خطورة. ففي الجزء الشرقي والشمالي الشرقي من البلاد، حيث تنتشر قوات العمليات الخاصة الأميركية، يمكن لواشنطن أن تخلق دولة سورية موازية، على غرار بنغازي اليوم في ليبيا، بمساعدة المعارضة السورية. ومن شأن هذه الدولة أن تهدد وحدة البلاد.
روسيا وإسرائيل وجهاً لوجه في سوريا؟
منذ وقت طويل غدت إيران و"حزب الله" من المواضيع الرئيسية في أي مفاوضات بين روسيا وإسرائيل. وفي كل الاجتماعات الأخيرة بين الروس والإسرائيليين يعلن ممثلو تل أبيب مباشرة وصراحة أنهم لايقبلون بظهور قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، ويشدّدون على ضرورة تغيير "الصفقة النووية الإيرانية". وعلى الرغم من أن رد الفعل الروسي لم يُعلن على الملأ، إلا أن بعض تفاصيله أصبحت معروفة.
إسرائيل تريد "المنطقة العازِلة" لسببين رئيسيين، تم بحثهما بشكل مفصّل ودقيق أثناء زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى تل أبيب في أواسط تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. السبب الأول هو إبعاد فصائل المقاومة الحليفة لإيران بقيادة "حزب الله" من حدود الكيان الإسرائيلي. أما السبب الثاني فهو التعقيد على إيـران محاولات إنشاء أول قاعدة عسكرية لها على الأراضي السورية.
باختصار فإن الاتفاق بين روسيا واسرائيل يحمل طابع الأخطار وليس تنسيق العمل بحد ذاته، ولا توجد صيغة للتنسيق المُسبق للضربات الجوية الإسرائيلية في عُمق الأراضي السورية، التي باتت تستهدف أكثر فأكثر بالإضافة إلى "حزب الله"، مواقع الجيش السوري.
إيران فرضت نفسها طرفاً أساسياً يتمتع بعامل كفاءة جيوسياسية عال في شراكات اقليمية عديدة. فقد كبحت طهران جماح الأكراد العراقيين عن الانفصال بالتعاون مع أنقرة وبغداد. وأصبحت إيران عضواً في الشراكة الاقليمية في سوريا، حيث تشترك مع روسيا وتركيا في إدارة مناطق التهدئة. أما فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني فقد أصبح عنصراً أساسياً في غرفة العمليات المشتركة للحلفاء، بل ويشارك في هياكل القيادة في الجيش السوري على قدم المساواة مع الخبراء العسكريين الروس.
منظومة "إس —400" الروسية السلاح المفضل عالمياً
المباحثات حول تصدير منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "إس-400" للمملكة العربية السعودية جارية، ولكن لم يتم التوقيع على أية عقود
أما فيما يتعلق بالتعاون العسكري مع الصين أكد المسؤول الروسي أنه يجري التخطيط لشحن منظومة الدفاع الجوي "إس-400" للمارد التنين في أقرب وقت، وفقاً لشروط العقد المبرم بين البلدين
منظومة "إس-400" الصاروخية للدفاع الجوي من الأسلحة عالية الدقة، تمتلك القدرة على رصد وتدمير الطائرات التكتيكية والاستراتيجية والصواريخ البالستية والأهداف التي تسير بسرعة تفوق سرعة الصوت، وغير ذلك من الأهداف الجوية.
وهذه المنظومة الأكثر تطورا في العالم قادرة على متابعة 300 هدف في آن واحد، واكتشاف الأهداف من على بعد 600 كيلومتر، كما أن مدى تدمير الأهداف الأيرودينامية، تصل إلى ما بين 3 و240 كيلومتراً، والبالستية من 5 إلى 60 كيلومتراً، كما تبلغ السرعة القصوى للهدف المدمر 4800 كيلومتر، وتستطيع المنظومة تدمير 36 هدفا في وقت واحد، وكذلك توجيه 72 صاروخا في آن واحد. ويمكن نشر المنظومة خلال 5 دقائق، لتكون جاهزة للعمل.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم