وتابع "كيف لم يجد رئيس أمريكا من ينصحه بأن يؤجل هذه الخطوة التي قد تتسبب بخسائر للولايات المتحدة على المدى الطويل؟ وكيف لم يسمع الرجل لأي آراء قبل أن يخرج على الملأ ليلقي خطابه الأسود علناً؟ لا يمكن ألا يكون هناك من نصحه، ولكن المؤكد أنه تجاهل كل من تحدث برأي يخالفه، فهو يريد أن يكون بطلاً".
وأوضح السياسي السوري، أن بلاده – سوريا- تدفع في الوقت الحالي ثمن دعمها للقضية الفلسطينية طوال السنوات الماضية، سواء قبل الحرب أو بعدها وحتى الأن، وإسرائيل ما زالت تتدخل في الأراضي السورية وتوجه ضربات، وكل ذلك نتيجة طبيعية لدعم الدولة السورية لحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة.
ولفت الأمين العام لاتحاد القوى السورية إلى أن ترامب استعدى العالم كله ضد بلاده، التي يرفض أكثر من نصف العالم ممارساتها في الأساس، وبالتالي لم يعد أحد ينظر إليه إلا باعتباره "بلفور" الثاني، الذي يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق، فرؤساء الولايات المتحدة السابقين، رغم كل جرائمهم في العالم العربي، إلا أن أكثرهم جرأة لم يكن ليفكر في الاقتراب من القدس.
وأردف "ترامب أجرم في حق الشعب الفلسطيني، متجاهلاً ومتناسياً أن التاريخ لن يرحمه، سواء التاريخ المكتوب هنا أو المكتوب هناك، فهم يعرفون كيف يؤرخون بشكل صحيح أيضاً، ولكن عليه أن ينتظر رد فعل غير عادي من الجميع، فالعداوات الأن انتقلت من المستوى الشعبي إلى المستوى القيادي، وأصبح أعداؤه هم زملاء له".
وكان ترامب، أعلن الأربعاء الماضي 6 ديسمبر/ كانون الأول، اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وهو ما أثار موجة كبيرة من الغضب على المستويين العربي والإسلامي.
ودعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء أمس، إلى التشاور بشأن وسيط جديد لمباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد أن فقدت واشنطن قدرتها على التوسط.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي، في ختام قمة دول التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسطنبول، "أدعو للتشاور بشأن وسيط جديد لمباحثات السلام بعد أن فقدت واشنطن أهليتها"، مضيفا أن الولايات المتّحدة "أصبحت منحازة وبذلك فقدت صفتها كوسيط في مباحثات السلام وبذلك انتهى دور الوساطة، يجب أن نتباحث من يكون الوسيط القادم".