ففي حين تُعد لحوم الأرانب مكوّنا رئيسيا للموائد في عدد من البلدان العربية ووجبة مستحبة، كان تناولها غير مستساغ للسوريين، وكانوا يفضلون لحوم المواشي والدجاج، لكن بسبب الظروف الصعبة وغلاء المعيشة توجه العديد من المواطنين للبحث عن بدائل ومنها لحوم الأرانب.
يقول مصطفى لمراسل "سبوتنيك": "الحرب في سوريا رفعت أسعار المواد الغذائية بشكل عام، لا سيما اللحوم الحمراء، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم إلى 5000 ليرة سورية، أما مثيله من لحم العجل فيبلغ سعره 3000 ليرة.
وأضاف قائلا: "يشكّل لحم الأرانب بديلا جيدا فهي أرخص أنواع اللحوم الحمراء، ويبلغ سعرها 600 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
وأشار إلى أن لحم الدجاج الذي يصنف ضمن اللحوم البيضاء ينافس لحم الأرانب من حيث السعر والاستهلاك، حيث يبلغ سعر الكيلو غرام منه 800 ليرة سورية.
ويقول مصطفى: "توجهت إلى تربية الأرانب في حديقة المنزل التي كانت مزروعة أساسا ببعض الأشجار المثمرة والخضروات، لكنها يبست بسبب الجفاف وقلّة المياه التي تنقطع أحيانا لأسابيع، وبالتالي حولتها إلى مكان لتربية الأرانب."
وتابع قائلا: "نصحني أحد الأصدقاء بالفكرة، فاشتريت خمسة أرانب في البداية، لكنّها تكاثرت بسرعة، وازداد عددها ليصل إلى 150 أرنبا في أقلّ من عام، ما جعلني أفكر بالتحول إلى استثمار تربيتها للتجارة.
وتعاقد مصطفى "مع أحد المطاعم لتوريد لحم الأرانب إليه بشكل دوري"، موضحا أنه "صحيح أن تربية الأرانب لا تفي بكل احتياجاتنا المعيشية، لكنّها أتاحت لي دخلا إضافيا من خلال بيع بعضها في السوق، إذ تصل الأرانب إلى وزن التسويق (1.5 — 2 كلغ) في عمر صغير (10 — 12) أسبوعا".
من جانبه، قال ابراهيم العويس، وهو صاحب أحد المطاعم في ريف حماة، لمراسل " سبوتنيك "إن" تقديم المأكولات التي تحتوي على لحوم الأرانب شيء جديد بالنسبة إلينا في سوريا عموما
وأضاف: "غالبية أصناف الأطعمة المعتادة كانت تحتوي إما على لحوم الأغنام أو الدجاج، لكنها (الأرانب) لاقت إقبالا من قبل بعض الزبائن، فهناك من يرتاد المطعم خصيصا لتناول لحم الأرانب المشوي، إذ تمتاز بسهولة الهضم، وتحتوي على القليل من الكولسترول، وعلى نسبة عالية من البروتين، ومذاقها طيب ومميز، بينما هناك زبائن آخرون لم يستسيغوا هذا النوع من اللحوم، وفضلوا البقاء على الأصناف المعتادة التي نقدمها أيضا.