وطالما سعت السعودية والأعداء الآخرون لـ"أنصار الله" منذ فترة طويلة إلى الفصل بين صالح والجماعة، معتقدين أنه إذا انفصلت قوات صالح ستنهار الجماعة بسهولة، لكنهم لم يكونوا مستعدين للاستفادة من الوضع عندما حدث فعلا، بمقتل علي صالح.
وقد بذل "أنصار الله" كل ما في وسعهم للتأكد من أن الباقين من الموالين لصالح لا يشكلون أي تهديد، بما في ذلك المداهمات واعتقال المئات منهم، وفقا لما ذكره عادل الشوجة، أحد قادة حزب صالح، والموجود حاليا في العاصمة المصرية القاهرة.
وقال القيادي إن نحو 45 من أبرز 50 قياديا فى الحزب ما زالوا فى صنعاء، وإن 15 منهم تحت الإقامة الجبرية، فيما يختبئ الآخرون تمهيدًا للبحث عن مخرج يتسللون منه إلى خارج المدينة.
لكن عددًا من أعضاء الحزب، قالوا للصحيفة الأمريكية أن كثيرين ممن اشتعل غضبهم لاغتيال صالح، يفتقرون إلى القدرة على الانتقام من الحوثيين، ولذا يريدون الانضمام إلى التحالف الذي تقوده السعودية.
وفي خطوة نحو الاستفادة من واقعة اغتيال صالح واستغلال الغضب العارم في صفوف القوات الموالية لصالح، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، مع محمد اليدومي، رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح (كواليس اللقاء المفاجئ وتفاصيل ضغط ابن سلمان على ابن زايد).
ويصف الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح، عبد الوهاب الآنسي، هذه اللقاء لـ"نيويورك تايمز" بأنه كان نقطة تحول، إذ إن وليي عهد السعودية وأبو ظبي "طلبا منه تشكيل تحالف مع حزب المؤتمر الشعبي ضد الحوثيين".
وأضاف الآنسي في مقابلة مع الصحيفة الأمريكية أنهما طلبا من حزب التجمع اليمني للإصلاح التواصل مع من تبقى من حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء لبحث رؤية عمل مشتركة ضد الحوثيين.
وأضاف: "لكننا نواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى قيادات حزب صالح في صنعاء، فالوقت مربك، والحصول على صورة واضحة لما يحدث في العاصمة يحتاج إلى بعض الوقت".
وحزب الإصلاح أحد أكبر أحزاب المعارضة في اليمن، ويعتبر امتدادا لفكر جماعة الإخوان المسلمين، لكن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قال إن "حزب الإصلاح اليمني أعلن مؤخرًا، فكّ ارتباطه بالجماعة".