إعداد وتقديم نواف إبراهيم
كشف الإرهاب عن نفسه مجدداً في الجزائر من خلال تحرك مجموعات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي ، فقد تمكنت السلطات الجزائرية من تفكيك خلية مرتبطة بتنيظم "داعش" الإرهابي، حيث أوقفت خمسة متورطين، كانوا بصدد الالتحاق بالجماعات الإرهابية خارج الجزائر، في الوقت الذي يشهد فيه التنظيم مراحله الأخيرة في كل من العراق وسوريا، وقد تمكنت قوات الأمن الجزائرية من حجز جوازات سفر بيومترية عليها تأشيرات نحو تركيا والإمارات العربية المتحدة، ومبالغ مالية بالعملتين الجزائرية والتركية، وتذاكر السفر نحو تلك الوجهات، مع إسترجاع كتب تحريضية، وأقراص إلكترونية تحتوي على فيديوهات خاصة بالتنظيم ووثائق أخرى.
ماهي خلفيات هذه التحركات ؟
هل لتوقيت تحركها أسباب مباشرة أوغير مباشرة بمواقف الجزائر تجاه أحداث المنطقة وخاصة بخصوص القدس مؤخراً ؟
من هي القوى الوسيطة التي تحرك هذه المجاميع الإرهابية ومن هي الدول ذات المصلحة وهل يمكن أن يكون هناك دوراً في ذلك للولايات المتحدة لعد التهديدات المبطنة للجزائر في فترة قريبة ؟
كيف ستتعامل الجزائر مع الدول التي ينتسب إليها هؤلاء الإرهابيين في حال تم الإثبات بأنهم مواطني هذه الدول وفقاً لجوازات السفر التي كانت بحوزتهم ؟
هل الجزائر على أبواب صراعات داخلية مفتعلة وماهي الإجراءات والتدابير التي يجب على الحكومة الجزائرية إتخاذها على الصعيدين الأمني والإجتماعي لمنع عودة أحداث مدبرة كأحداث التسعينات ؟
ضيفا الحلقة:
الباحث في جامعة الجزائر الثالثة ونائب مدير المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية صهيب خزار سيتحث عن الناحية السياسية والإحتماعية
الخبير الأمني والعسكري الأستراتيجي اللواء عبد العزيز محاهد سيركز على الناحية الأمنية الإستباقية والعسكرية الإستراتيجية في المواجهة مع الإرهاب ومع القوى التي تقف من خفه وتستثمره
يقول السيد خزّار بهذا الصدد مايلي:
هذه ضربة أمنية نوعية جديدة تضاف إلى رصيد القوى والأجهزة الأمنية الجزائرية ،هذه المجموعات الإرهابية المسلحة تحاول منذ فترة طويلة أن تعمل على إعادة لملمة بنيتها العسكرية في الداخل الجزائري ، ولكن القوى الأمنية الجزائرية إستطاعت بعد جهد جهيد أن تفكك هذه المجموعات ، وقد نجحت الأجهزة الأمنية الجزائرية إلى حد بعيد من فك بينتها في الداخل الجزائري ، أرادت هذه المجموعات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش أن تؤمن لنفسها حاضنة إجتماعية في الدتخل ولكنها فشلت.
وتابع خزّار يقول:
نعم الجزائر دفعت ثمن مواقفها حيث أن الجزائر سجلت وجودها بقوة في أعمال الجمعية العامة اللأمم المتحدة بخصوص مواجهة قرار ترامب أن صح القول بين قوسين ب "أسرلة القدس" ، والجزائر لعب دوراً كبيراً في توحيد مواقف الدول الرافضة لقرار ترامب والداعمة لقضية القدس وخاصة الدول الأفروآسيوية ، وبالكاد هذه المواقف ستدفع الجزائر ثمنها كما تريد الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تقف إلى جانب إسرائيل.
وأضاف خزّار:
الجزائر تعمل وتبذل قصارى الجهود من أجل تحقيق الأمن والإستقرار الداخلي في البلاد أمام الإستهدافات الخارجية للداخل الجزائري التي تحاولت وحاولت بعض الدول الإقليمية أن تزعزع الإستقرار في الداخل الجزائري من خلال دعمها لطرف على حساب طرف آخر كما حدث في بعض المناطق مثلاً غردايا حيث أن السلطات الجزائرية تعاملت مع هذه الأحداث الأمنية بكل حنكة ودقة لأن الجزائر لديها خبرة في التعامل مع مثل هذه الأحداث وتعتمد على تماسك الجبهة الشعبية ووحدة المجتمع الجزائري على أساس المواطنة وليس على أي أسس أخرى سواء أكانت عرقية أو دينية أو سواها.
أما الخبير العسكري الإستراتيجي اللواء عبد العزيز مجاهد فقد قال بهذا الصدد مايلي:
لمواجهة هذه الأحداث وهذه المجموعات الإرهابية التي تخدم مصالح معينة علينا التحلي بالرؤية الصائبة والثاقبة للإحاطة بكل جوانب الموضوع ، وعلينا أن نعرف الإرهاب وأن نعرف الغاية منه ومن هي الجهات التي تستخدمه وتستعمله ، وأين يستطيع أن يعمل الإرهاب وماهي أسباب تواجده في هذه المناطق ، نحن جميعا نعلم أن إدارة الإرهاب هي في يد من يريد السيطرة والهيمنة على المنطقة وهنا نقصد الإمبريالية الغربية والمستعربين المتصهينيين العرب والمتأسلمين الذين يحاولون السيطرة على المنطقة وإستغلالها مستغلين كل نقاط الضعف التي نعاني منها والظروف التي نمر بها.
وأردف اللواء مجاهد:
كيف لنا أن نواجههم ؟ يمكنا أن نواجههم بالوعي واليقظة والتنظيم وتعبئة كل القوى والأطراف إذا عرفنا العدو وكشفناه وكشفنا كل الأطراف التي تتبناه وتسخدمه فيسهل علينا كشفه وإحتوائه ومواجهته والقضاء عليه ، وعلينا هنا أن نحدد من هي الولايات المتحدة ، الولايلات المتحدة هي المحافظين الجدد المتحالفين مع الصهيونية ومع المستعربين الصهاينة والمتأسلمين الذين يسعون إلى السيطرة على المنطقة. نحن جميعا نعرف أنهم من القرن المضي يسعون إلى السيطرة والهيمنة على الحزام الممتد من المحيط الأطلسي إلى وأندونيسبيا لحماية مايسمونه هم بحضارتهم ، وللتصدي وإحتواء الحضارات والقوى الناشئة الأخرى ، فهم يحاولون التصدي لمجموعة بريكس ويحاولون السيطرة على منطقة حزام الأزمات.
وأضاف اللواء مجاهد:
الجزائر نادت منذ زمن بعيد بإنشاء نظام عالمي لمواجهة النظام العالمي المتجبر والمتحيز للقوى الإمبريالية العالمية ، والجزائر وقفت كل ضد ماهو معادي للشعوب ومعادي لإستقلال وحرية الشعوب وضد الهيمنة الغربية الإمبريالية، نحن نعتمد في المواجهة على قيم مجتمعنا قيم الحرية والإستقلال وعلى قوى شعبنا ، ونعمل على مبدأ أن العدو يتسرب من العيوب لا من الحدود ، وأهم عملية يجب القيام بها لمواجهة العدو الأزلي والأبدي المتمثل بالإمبريالية وقوى الهيمنة العالمية هي الفرز مابين الأصدقاء والأعداء.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
