قال الدكتور رفيق صالح، مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة" أكساد" لـ"سبوتنيك" أن فترة الأزمة في الجمهورية العربية السورية، تعرضت محطتي بحوث "أكساد" للخراب والتدمير نتيجة تواجد المجموعات المسلحة الإرهابية في كل من الرقة ودير الزور، دفعنا لإنشاء 3 محطات بحوث علمية جديدة، بالتعاون والتنسيق مع الحكومة السورية، وتزويدها بما تحتاجه من آليات وتجهيزات حقلية ومخبرية، بما يمكن من الاستفادة منها في متابعة وتنفيذ أبحاثنا وفق خطط العمل، كما تم إنشاء مخبر تقني متطور لزراعة الأنسجة النباتية.
وأضاف صالح… تابعنا منهج عملنا في تحديث محطات البحوث القائمة بالأجهزة الحديثة والمتطورة والتي بلغ عددها 13 محطة بحثية في دولة المقر، إضافة إلى المحطات البحثية في الدول العربية، وتعزيز البنية الالكترونية لـ"أكساد".
وعن النظرة المستقبلية لـ"أكساد" قال صالح: نظرا لأهمية المراجعة والتقييم خلال المرحلة السابقة، عملنا عام 2017 على تشكيل لجنة علمية دولية مهمتها تقييم الأنشطة العلمية والفنية التي نفذها "أكساد" خلال الثماني سنوات السابقة، وتقييم مستوى التطبيق والانجاز الفعلي للخطط والبرامج وتحديد عناصر القـوة، والمساهمة في تكوين صورة أعمق لوسائل التحفيز وزيادة كفاءة الأعمال، تمهيدا للعمل على إعداد مشاريع استراتيجية، من خلال عمل المركز العربي للأعوام العشرة القادمة (2020 — 2030).
وأكد صالح أن "أكساد" مستمرة في دعم الباحثين العرب، من خلال جائزة تقديرية تمنح دوريا كل عامين، للأبحاث التطبيقية والمشاريع البحثية المتميزة، والجهود البارزة في مجال تنمية القطاع الزراعي والحفاظ على الموارد الطبيعية في المناطق الجافة وشبه الجافة العربية، للمساهمة في تحقيق بيئة اقتصادية واجتماعية أفضل لحياة المواطن العربي، وذلك في إطار جهود "أكساد" ومبادراته الراعية والداعمة للوصول إلى تنمية زراعية عربية مستدامة، مشيرا إلى أن الجائزة ستمنح قريبا في دورتها الرابعة عام 2018.
وتلبية لطموح "أكساد" قال صالح: "أضفنا 50% مشاريع جديدة، تواكب متطلبات العلم الحديث، وتلبي أولويات الدول العربية في مجال التنمية الزراعية المستدامة، ونعمل على إعداد كوادرنا لرفع الطاقة الإنتاجية العلمية، من خلال بذل الجهود اللازمة، تمهيدا لإعادة تنمية المناطق الجافة وشبه الجافة والتي تضررت بفعل الأزمات في المنطقة العربية.
وأشار صالح إلى أن "أكساد" تابع خلال السنوات السابقة، تطبيق تقنيات جديدة وتنفيذ العديد من مشاريع حصاد مياه الأمطار في كل من لبنان والأردن والسعودية وسورية واليمن ومصر والسودان وليبيا، وأدت هذه المشاريع إلى توفير موارد مائية إضافية يمكن استعمالها إما لتنمية المياه الجوفية من خلال أعمال التغذية الاصطناعية وزيادة رطوبة التربة بنشر المياه لدعم الغطاء النباتي، أو لتخزينها في سدود وحفائر صغيرة أو في بحيرات جبلية وتنفيذ مشاريع أخرى لدرء الفيضانات عن بعض القرى والبلدات، مبينا ان المركز أنجز خلال الفترة 2014 — 2017، كافة الدراسات التفصيلية المناخية والهيدرولوجية والجدوى الاقتصادية وتنفيذ 15 بحيرة جبلية في مواقع مختلفة من الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية.
وأوضح صالح انه منذ عام 2011 حتى اليوم، رغم الظروف التي مرت بها المنطقة العربية بشكل عام ودولة المقر سوريا، وطبيعة الأزمة الصعبة فيها، فقد استطاع أكساد بعزيمة وإصرار وبجهود من إدارته وخبرائه العرب ومختصيه وكافة العاملين، الذين ثابروا على تقديم كل الإمكانيات خلال السنوات السبع السابقة،من مضاعفة الجهود وتنفيذ أنشطة هامة حيوية وتنموية من البرامج والمشروعات والدورات التدريبية واللقاءات العلمية بالكامل تقريبا، وبلغت نسبة التنفيذ الفني أكثر من 99%.
وبين صالح أن "أكساد" استطاع سنوياً تنفيذ أكثر من30 مشروعاً اضافياً بتمويل مباشر من أكساد ومن بعض المؤسسات الوطنية في الدول العربية، ومن العديد من المنظمات الدولية والمؤسسات المالية العربية والدولية ووكالات التعاون الفني في دول متقدمة، وتم تحقيق إيرادا اضافيا صافيا لموازنته وصل إلى أكثر من 2 مليون دولار أمريكي سنويا.
ويشار إلى أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" إحدى منظمات العمل العربي المشترك ضمن نطاق جامعة الدول العربية، وهو مركز علمي يهتم بحل المشكلات العلمية ذات الطابع المشترك، وتعزيز التعاون العربي في مجال التنمية والتطوير، والتأكيد على أهمية المناطق الجافة وشبه الجافة العربية بالنسبة لمستقبل التنمية الزراعية المستدامة في الوطن العربي.
يعمل المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "اكساد" وفق خطط عمل سنوية تضم20 برنامجاً تحتوي حوالي 50 مشروعاً بحثياً ودراسياً، إضافة إلى تنفيذ25 دورة تدريبية ولقاء علميا.