ولفتت المصادر إلى أن حركة تهريب إرهابيي تنظيم "داعش"، ولا سيما قياداته العسكرية من الصف الثاني، جددت نشاطها في الآونة الأخيرة عبر الحدود التركية مع إدلب وجبال التركمان في اللاذقية إلى داخل الأراضي التركية كخطوة في طريق نقلهم إلى بلدانهم الأصلية التي ترفض استقبالهم كونهم من أهم الإرهابيين العالميين أو إلى مناطق نزاع أخرى لإسناد مهام جديدة لهم بإشراف الاستخبارات التركية.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر أهلية مقربة من مافيا تهريب الأشخاص من إدلب إلى تركيا لـ"الوطن أون لاين" أن عمليات تهريب "الدواعش" مستمرة في ظل تواطؤ حرس الحدود التركي في المعابر غير الشرعية التي تربط إدلب واللاذقية بتركيا وخصوصا معبر "خربة الجوز" قرب جسر الشغور ومعبري Cabala وYaladagi التركيين في جبال التركمان.
ولفتت المصادر إلى أن معظم مقاتلي التنظيم موجودين في إدلب منذ مدة طويلة وأن قرار ترحيلهم اتخذته أنقرة بعد فقدان الأمل بإعادة توظيفهم في موطئ قدم جديد لهم في سوريا وخشيتها من وقوع مشاكل لهم مع الميليشيات المحسوبة عليها المكلفة بحمايتهم بعد فشل محاولات إدماج بعضهم في مناطق بإدلب وتمرد بعضهم الآخر على أوامر إخفائهم لفترة طويلة.
إلى ذلك أوضحت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة في إدلب لـ"الوطن أون لاين" أن طريق تهريب الدواعش من حماة إلى إدلب لا زالت تعمل بتواطؤ مع إرهابيي "جبهة النصرة" على الرغم من الاقتتال الدائر بينهما في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وبينت المصادر أن
مقاتلي التنظيم الـ300 من البريطانيين الذين كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، الثلاثاء، النقاب عن وجودهم في تركيا، يقيمون في ميناء رملي صغير داخل الأراضي التركية إلى الشمال من قرية السمرة السورية الحدودية، ومن المتوقع تهريبهم إلى سيناء أو إلى مناطق أخرى منها أوروبية عبر سفن صيد تركية.
وذكر الموقع السوري أن المسؤولين الأتراك درجوا، وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، على اتهام دول أخرى ومنها الولايات المتحدة بتهريب إرهابيي "داعش" من الرقة والموصل، وذلك بهدف ذر الرماد في العيون ونفي التهمة عن الاستخبارات التركية المتهم الأول في تهريبهم بعد أن استقدمت الآلاف منهم عبر الحدود التركية، وخصوصا من البلدان الأوروبية ومن دول جنوب شرق آسيا مثل الايغور الصينيين وغيرهم.