وأضاف الكاتب: "يعرف الأتراك جيداً معنى ما قاله الدكتور المقداد عن نية التصدي من جهة، وعن استعادة القدرات السورية القتالية مقدراتها من جهة أخرى، وما تضمنه ختاماً من دعوة لأخذ هذا الكلام على الدرجة التي يستحقها من الجدّية"، ومن وجهة نظر الكاتب فإن "الأتراك يعرفون أن سورية حتى لو لم تكن قد نسقت كلامها مع موسكو، فإن حجم ما بين تركيا وروسيا لا يسمح أبداً لموسكو بإهمال ما بينها وبين دمشق، فتغطية دور روسيا في العلاقة مع تركيا نابعة من الوجود الروسي في سورية بتغطية تعاون دفاعي مع سورية، ليس من مصلحة موسكو جعله يبدو هزيلاً، وإلا أصيبت كل الحالة المعنوية التي اشتغل الروس على بنائها من بوابة مداخلتهم في سورية".
وتابع الكاتب: "التحذير السوري لتركيا يخرج الجدل حول السيادة السورية من دائرة التلاعب السياسي، ويقول للجميع إن سورية ليست مسرحاً للتسويات والمساومات، وإن سورية الواثقة من حلفائها، تعرف ما يدبّر خصومها وأعداؤها وكيف يحاولون إحراج الأصدقاء، ولذلك فهي تبادر لتضرب بيدها على الطاولة وتقول هذه أرض سورية وسماء سورية وسيادة سورية، وكل تخطٍّ لهذه الحقائق سيصطدم بإرادة سورية، فليس مهماً أن يكون في عفرين مَن باع قراره للأمريكي طالما هو سوري والأرض سورية، فليس مسموحاً لغير سوري التذرّع بأي حجج ليمنح نفسه حق انتهاك السيادة السورية وتصوير ذلك عملاً قانونياً بداعي المحاسبة على أعمال غير قانونية".
وأردف الكاتب: "تفتتح سورية بالتحذير الموجّه للأتراك مرحلة تثبيت معادلات جديدة صارت ضرورية لتثبيت مفهوم الدولة، بعدما تمادى الأتراك في الاستهتار بمفهوم وجود دولة سورية ورفضوا الإصغاء مراراً لكلام حلفاء سورية في موسكو وطهران، بأن على أنقرة أن تدرك بأن وجود قواتها في سورية غير شرعي، طالما أنه لا يحظى برضا الدولة السورية، وأن أستانة لا تعدل في هذه الحقيقة شيئاً"، بحسب رأي الكاتب.
وختم الكاتب مقاله: "سواء ذهبت المعالجات نحو المواجهة أم نحو التسويات، فقد وضعت الدولة السورية النقاط على الحروف، حيث يجب فعل ذلك وتصرّفت كدولة مسؤولة عن سيادتها، ومسؤولة أمام شعبها، ومعنية بأن تقول لحلفائها، بأن هناك أموراً لا يمكن ترتيبها بعد وقوع الضرر، وأنه كان مستحيلاً تحت شعار دقة الظرف ترك الأتراك يتمادون ومن ثم مناقشة باردة لمسائل السيادة، فلو طارت طائرة تركية ودخلت الأجواء السورية لتقصف في عفرين، لكان الأمر أصعب على صورة روسيا وليس على صورة سورية وحدها".