وأوضحت المصادر أن الشركتين تجريان مباحثات وصلت إلى صيغة الاتفاق تقريبا، حول بناء مركز تكنولوجي كبير داخل المملكة على غرار وادي السيليكون في ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية.
وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة "بموجب هذا الاتفاق فإن الشركة الأم لغوغل ستدعم أرامكو في بناء مراكز البيانات الكبرى في المملكة".
تفاصيل الصفقة
وقالت إنه من غير الواضح ما هي البيانات التي ستديرها وتستضيفها "ألفابيت" في تلك المدينة التكنولوجيا، وما البيانات التي ستتحكم فيها "أرامكو".
وتجري مجموعة من كبار المسؤولين التنفيذيين في أرامكو وألفابيت، محادثات لعدة أشهر، حول المشروع المشترك المحتمل، وشارك فيها الرئيس التنفيذي للشركة الأمريكية، لاري بيدج، وشجعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
لكن لم يتم بعد الكشف التفاصيل الرسمية للاتفاق، ولا متى سيتم الانتهاء من كافة بنود تلك الصفقة، ولا المبلغ المتوقع أن يتم إبرامه فيها، لكن حجم المشروع المشترك المحتمل غير واضح، إلا أن الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أنه قد يكون كبيرا بما فيه الكفاية ليصبح مدرجا في البورصة السعودية.
وقالت "وول ستريت جورنال" إن تلك الصفقة ستعزز من خطط ابن سلمان لمستقبل السعودية، والمعروفة باسم "رؤية 2030"، والتي تستهدف تفكيك اعتماد المملكة على النفط.
أما "غوغل" فتستهدف من تلك الصفقة أن تسير بعيدا عن منافستها مع أمازون ومايكروسوفت في مجال تأجير الطاقة الحاسوبية والتخزين عبر الإنترنت، بإبرام صفقة قياسية مع المملكة ومنطقة الخليج بشكل عام، خاصة وأن أمازون كانت تخطط لبناء مخزن بيانات عملاق في البحرين فيما أعلنت مايكروسوفت عن نيتها إطلاق مخزنين عملاقين في جنوب أفريقيا.
كما أن ذلك المشروع المشترك سيمنحها موطئ قدم رئيسي في السعودية، التي تسارع في تطوير قطاع التكنولوجيا لديها.
وستجعل تلك الصفقة حال إبرامها، والقول للصحيفة الأمريكية، السعودية مركز بيانات الإنترنت لكل منطقة الشرق الأوسط، ولن تضطر أي دولة لاستخدام كابلات بحرية مرتبطة بأوروبا من أجل تزويد بلادها بخدمات الإنترنت ونقل البيانات، ومن شأن خوادم البيانات المحلية الارتباط بمركز البيانات الرئيس في السعودية.
وكانت "غوغل" وغيرها من الشركات التقنية العملاقة مترددة في بناء وإنشاء مركز البيانات في الشرق الأوسط وأفريقيا ومعظم آسيا، خاصة بسبب مخاوف حماية البيانات، حيث أنه غير مسموح بالولوج إلى تلك المراكز والإطلاع على بياناتها إلا للشرطة في الولايات المتحدة في حالات محددة بحكم القضاء، إلا أن تلك الدولة لا توجد فيها تشريعات تمنع الولوج إلى البيانات الخاصة بالإنترنت.
ونقلت الصحيفة عن خبراء إنترنت قولهم إن الافتقار لحماية بيانات مستخدمي الإنترنت في المملكة ودول الخليج الأخرى، قد يشكل عقبة أمام إنشاء مراكز البيانات وتخزين كميات كبيرة من البيانات على أراضي تلك الدول.
وقالت، إيميلي تايلور، الباحثة في قضايا الإنترنت والخصوصية في معهد "شاثام هاوس" البريطاني: "خوادم الباينات القريبة من العملاء جغرافيا، تعني أن سرعة الوصول إليهم ستكون أعلى بكثير، وهذا مصدر الخطر".
بدوره، قال سام بلاتيس، الرئيس التنفيذي لقطاع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة "كاتاليستس إنك"، وهي شركة استشارية بحثية في مجال السياسات العامة في الشرق الأوسط: "مستقبل النفط في المملكة يتباطئ بصورة كبيرة بعكس التكنولوجيا والتقنية".
وتابع قائلا
"يمكن أن تشكل التكنولوجيا نفط السعودية الجديد، وتعيد ترتيب أوضاع المملكة حول العالم".