وأضاف قائلا "لا تنظر دولة قطر إلى إيران على أنها عدو بل جار تجمعهم علاقات جيوسياسية واستراتيجية واقتصادية، حيث تشترك الدولتين في حقلين مهمين للغاز الطبيعي داخل بحر الشمال القطري، فضلا عن رغبة قطر في عدم قيام حرب بالمنطقة بين واشنطن وطهران، أو حتي حرب بالوكالة بين مجموعة معينة بين دول الخليج العربي وإيران، لأن ذلك سيتسبب بالفعل في كارثة حقيقية في منطقة الشرق الأوسط".
وعن الكارثة التي حظر منها وزير الدفاع القطري في حالة عدم وجود حوار بين الولايات المتحدة وإيران، شبه المحلل السياسي القطري وضع إيران الأن بكوريا الشمالية، حيث اقتنعت وشنطن الأن بامتلاك بيونغ يانغ لأسلحة نووية وهيدروجينية الأكثر فتكا من الأولى، وكذلك البيولوجية، ولذلك كفت الولايات المتحدة الأمريكية عن أي دعوات للحرب على كوريا الشمالية بل دعت للتهدئة.
وأردف بقوله
"الآن إيران وضعها مشابه لكوريا الشمالية، فإن لم تمتلك القنبلة النووية فهي بصدد الامتلاك وقطعت أشواطا بعيدة في هذا المجال، لذلك تنادي دولة قطر بالحوار والجلوس على مائدة المفاوضات، وتفهم الاحتياجات الإيرانية بدلا مع تكرار تجربة الحرب العراقية الإيرانية المدمرة".
وعن استمرار تعويل قطر على ترامب رغم موقفه السلبي في الأزمة الخليجية من قطر، أكد الهيل أستاذ العلوم السياسية القطري، أن كل مواطن قطري لديه يقين بأن خطة حصار قطر من قبل الدول الأخرى جاءت بموافقة ترامبية وليست أمريكية-وفق تعبيره- ، واصفا أمريكا بدولة المؤسسات والقانون وليس حكم الرجل الواحد.
وعن أسباب رفض الولايات المتحدة الحوار مع إيران، لفت على موقف الرئيس دونالد ترامب من إيران منذ حتى حملته الانتخابية، أي قبل أن يكون رئيسا للولايات، وذلك لقربه من إسرائيل و التي لديها خلاف كبير مع إيران، متوقعا استمرار حرص ترامب على إبعاد إيران تماما عن التعاون في منطقة الشرق الأوسط وكذلك القوى الدولية.
من جانبه، قال عبد الرحمن الطريري الكاتب والمحلل السياسي السعودي، إن دول الست تعرف جيدا نتيجة الحوار مع إيران، حيث لم يخرج الاتفاق النووي مع إيران إلا بمزيد من العبث في عدة دول العربية، بالإضافة لمخالفة طهران القرارات الدولية بتطويرها للصواريخ البالستية —وفق تعبيره، مشيرا إلى محاولة قطر الاستثمار في الانفاق العسكري الكبير حتى تستطيع كسب الود الإيراني".
واستطرد:
"قطر فضلت أن تعود للمعسكر التركي الإيراني، ومن يتابع السياسية القطرية الخارجية منذ عامين يجدها تتسم بالازدواجية، فهي تتقرب من اللوبي الصهيوني في واشنطن وفي نفس الوقت تدعم حركة حماس في قطاع غزة في محاولة منها للعب على النقيضين، ولكن دائما ترفض أغلب الاطراف المدعومة من إيران الحل السياسي ولذلك نستبعد أن يوافق الرئيس الأمريكي على الحوار مع إيران".