كان مؤتمر الحوار الوطني السوري "السلام للشعب السوري" في سوتشي خلال الساعات الماضية محط أنظار العالم، وكانت هناك محاولات واسعة وكبيرة لإنجاحه من طرف روسيا وحلفائها ، وبنفس الوقت وقعت محاولات إقليمية ودولية وخاصة من بعض الدول الضامنة وتحديداً تركيا توجيهه في المسار الذي يناسب توجهها من خلال بعض عناصر الوفود التي ترعاها تحديداً وفد الفصائل المسلحة الذي جاء إلى سوتشي وإعترض على المشاركة تحت راية العمل الوطني السوري هذا عدا عن الإستفزاز الذي جرى داخل القاعى أثناء كلمة الوزير لافروف ، كل هذه الإشكالات تم تجاوزها تقريبا وتم عقد المؤتمر ، لكن الملفت للنظر هي المواقف المتجددة لكثير من أطراف المعارضة السورية التي رحبت وأيدت مبادرة الرئيس بوتين وعبرت عن ثقتها بالسياسة الروسية وبالرئيس بوتين علماً أنها منذ فترة قصيرة كانت تتحدث بشكل جداً حازم وسلبي تجاه روسيا والدور الروسي.
إذا أثبتت روسيا حسن نيتها وقدرتها على تطويع جميع الأطراف لأنها تعمل على أسس ومبادىء ثابتة كانت تحدثت عنها مراراً وتكراراً ونفذتها على أرض الواقع.
نقدم لكم عدد من من الحوارات التي أجريناها خلال عقد المؤتمر وقمنا بسبر الأراء والمواقف المتجددة للحكومة السورية والمعارضة على حد سواء إستناداً على ماجاء به كل طرف إلى سوتشي وماخرج به أيضاً من هناك
رئيسة منصة أستانة ورئيسة حركة المجتمع التعددي رندة قسيس
رأت أن كل من أتى إلى سوتشي لديه حس وطني وإحساس عالي بالمسؤولية تجاه وطنه وتجاه الحل في سورية ، أما من رفض القدوم وهاجم سوتشي أعتقد أنه ليس لديه أدنى حد من المسؤولية ، وأكدت فرنسيس أنه يجب الإستمرار في العمل من أجل إنجاح سوتشي بالرغم من كل الصعوبات وبالرغم من كل الضغط والهجوم الذي تتعرض له المعارضة ، وإستطردت قيسيس المسؤولية تقع علينا جميعا تجاه وطننا سورية لذا علينا توحيد الجهود وأن نعمل لأجل سورية ونحن مستعدون للحوار مع جميع الأطراف وأن نعمل سوية لإنجاح هذا المؤتمر حتى مع الحكومة لأنه كما أعتقد هو الحل الوحيد لسورية.
الدكتور خير الدين السيد عضو مجلس السعب السورية رئيس لجنة المصالحة الوطنية في سورية أكد
أنه لابد من التقدم بالشكر لروسيا وللرئيس العظيم فلاديمير بوتين على مبادرته وعلى الجهود المبذولة لمساعدة الشعب السوري.
واستطرد السيد قائلا: نحن أتينا إلى سوتشي لأننا نرغب في أن لاتستمر الأزمة ومن يريد أن تستمر الأزمة هم أعداء سورية ، ونحن نتمنى على الطرف الآخر إن كان يستطيع أن ينفذ ما تحتاجه سورية لإنهاء الأزمة ، ويجب أن نتعاون جميعاً لحل الأزمة ونحن لدينا ركائز أساسية لمستقبل سورية وهي إنهاء الأزمة وحقن دماء السوريين ، الحفاظ على وحدة الأراضي السورية دون أي تجزيء أو دون أي نقص.
كما أننا نؤكد على الحفاظ على ثوابت سورية وهي العلم والجيش والحفاظ على الرئيس بشار الأسد وهذه الثوابت هي الوحيدة لانقبل أي تنازل فيها مادون ذلك يمكننا أن نتفاوض عليه ونحن بشتى الوسائل أن نرفع من علامات ومقومات حوار سوتشي ، مطلبنا بعد سوتشي فاتحة الخير التي نشكر عليها روسيا والرئيس بوتين ، لكن المستقبل جب أن يرسم في سورية.
عضو مجلس الشعب السوري قائد الكتيبة الأولى في لواء البعث إقتحام مهند الحاج علي أكد على أنه
لن تكون هناك أي تنازلات على حساب دماء الشهداء ويجب إن يعلم الجميع مادفعه الشعب السوري من تضحيات في الحرب لن يقدمه على طبق من ذهب في الجانب السياسي أي أننا لن نقدم أي تنازلات أمام التضحيات التي قدمها الشعب السوري ، والدستور السوري حصراً سيصاغ في سورية فقط ،وأهمية سوتشي أنه برعاية روسية كريمة وصادقة وبعيد عن أي أفكار وأملاءات تأتي بابراشوت وعلى ظهر الدبابات ، وهذا المؤتمر يشمل لأول مرة جميع أطياف الدولة السورية ، ولول مرة هناك حوار سوري سوري وأننا أتينا مع المعارضة الداخلية على نفس الطائرة ونحن نقن في نفس الفندق مع المعارضات ، هذا إنجاز ، يأتي مؤتمر سوتشي لمساعدة مد يد العودة لمن أخطأوا بحق وطنهم ، وهم متحررون في سوتشي من الإملاءات وبأمكانهم أن يتخذوا قراراتهم بحرية ودون ضغوط أو أوامر سياسية من هنا وهناك ، نحن نقدم كل الشكر والعرفان للدولة الروسية وعلى رأسها الرئيس بوتين الذي رعى هذا المؤتمر على حسن الضيافة والحفاوة التي إستقبلونا بها وعلى الكرم الذي لقيناه والمحبة التي لقيناها من الشعب الروسي الشقيق الذي إمتزجت دمائنا بدمائه وكل هذا الأجواء الإيجابية نتوقع أنها سوف تأتي بنتائج إيجابية إن شاء الله .
ميسر المحادثات السورية ومدير معهد الإستشراق ومستشار ديمستورا الروفيسور فيتالي نعومكن قال
أن هناك خلافات وتناقصات بين الدول الضامنة ، وهذا شيء طبيعي لأنه توجد هناك تناقضات بين أي مجموعة أو أي مجموعة دول إقليمية ، وحتى الدول المتحالفة يوجد بينها خلافات وتناقضات كثيرة حول الكثير من النقاط وخاصة النقاط المصيرية والمتعلقة بمصير الشعب السوري، وفي ظل الحديث عن سورية لابد من التأكيد على أهمية وحدتها وسيادتها ، ومن المعروف أن هناك خلافات بين الدول الضامنة والدول المتحالفة حول سيادة وسلطة الدولة السورية في دمشق ، ولكن يمكن التغلب على هذه الخلافات وحلها بواسطة الحوار بين الدول الضامنة وبذل الجهود من أجل تأمين مصالح هذه الدول الأمنية والإقصادية وغيرها
وحول الدور المشكوك به والذي حاول أن يلعبه ديمستورا في مؤتمر سوتشي قال البروفيسور نعومكين أنا أعمل مع السيد ديمستورا ولا أستطيع أن أجيب أو أعلق على مواقف السيد ديمستورا لأنني أعمل معه وأحترم نشاطه في مجال التسوية السياسي وفي المجال الدستوري والإنتخابي ، ولكن أريد أن أنوه هنا إلى موضوع حساس جداً ألا وهو المسألة الكردية لابد من الأخذ بعين الإعتبار حل المسألة الكردية.
من جانبه المنسق العام للوفد الديني إلى الحوار الوطني السوري في سوتشي الشيخ عبد الله السيد قال
نحن كوفد ديني جئنا إلى سوتشي للمشاركة في الحوار الوطني السوري ونحمل رسائل واضحة وحازمة ، وفدنا الديني يضم رجال دين مسيحيين ومسلمين من كافة أطياف الشعب السوري ، سورية لايمكن أن تعيش بدون هذا التنوع الراقي الذي عرفته منذ آلاف السنين والذي تحاول المؤامرة الخارجية والإرهاب والكثير من الدول الغربية والإقليمية شرخ هذا التنوع لكن إرادة الشعب السوري هي أقوى من هذا التآمر ، ومن هنا نرى أنه يجب على رجال الدين المسلمين والمسيحيين أن يفقوا وفي وحه هذه الهجمة التي نواحهها بحزم منذ بداية الحرب على سورية ووتوحيد الجهود لمنع ذرع بذور الفتنة والتطرف من خلال الإجهاز على بذور الوهابية والإخوان المجرمين لأن رجال الدين المسيحي والإسلامي يرفضون هذا الفكر المتطرف الذي يجب علينا أن نواجهه جميعنا
بدورها رئيسة حزب الشباب للبناء والتغيير بروين إبراهيم قالت
نحن أتينا للمشاركة في سوتشي كحزب الشباب للبناء والتغيير،أما بالنسبة للتمثيل الكردي في المؤتمر فقد تمت دعوة أحزاب كردية ولم تقبل المشاركة وقاطعت وأيضا حزب الإتحاد الديمقراطي قاطع
كان هذا جزء موسع من التغطية الشاملة لما جرى في مؤتمر الحوار الوطني السوري "السلام للشعب السوري" في سوتشي لعلنا إستطعنا إستكمال رسم صورة المشهد السياسي الجديدة الذي تكونت خلال هذا المؤتمر الذي عقد بمبادرة من الرئيس فلاديمير بوتين ولقي ترحيباً كبيرً من جميع الأطراف التي تبحث فعلاً عن الحل السياسي في سورية على أمل أن تتوضح مسيرة مؤتمر سوتشي ومايمكن أن ينتج عنه الحوار الوطني السوري مستقبلاً.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم نواف إبراهيم