في سياق آخر تواصل القوات الكردية المدافعة عن عفرين معاركها ضد الجيش التركي مدعومة بالقوات الشعبية السورية، الأمر الذي أحرج الرئيس التركي حيث لم تفلح قواته في حسم المعركة منذ نحو 40 يوماً فيما تسعى دمشق إلى معركة دفاعية طويلة ترهق الأتراك، بحسب محللين عسكريين سوريين.
وأردف قائلاً: "بتقديري نحن أمام ثلاث احتمالات إما الذهاب إلى تسوية بدون معارك وهذا احتمال ضعيف أو نذهب إلى تسوية بعد ضغط وعمل عسكري الأمر الذي تمثل باقتحام الجيش لعدة مواقع لتأكيد تصميمه على دخول الغوطة وبالتالي ربما يتكرر سيناريو انسحاب المسلحين من أحياء شرقي حلب حين تم حشرهم هناك ومن ثم ترحيلهم".
وأشار الباحث السوري إلى أن الحرب على سوريا قادتها ثلاثة أطراف: أصلاء تتصدرهم الولايات المتحدة و"إسرائيل" ودول الغرب وهؤلاء أعدوا مشروع استهداف سوريا ووزعوا الأدوار وهناك الوكلاء الإقليميون في المنطقة كتركيا وقطر والسعودية والأردن وهؤلاء لعبوا دوراً كبيراً في المرحلة السابقة وأخيراً هناك الأدوات التي تنفذ على الأرض وهي المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأضاف: "لقد تمكنت سوريا من إسقاط دور الوكلاء والأدوات الأمر الذي دفع الأصلاء للتدخل بشكل مباشر كما حصل حين قصفت الطائرات الأمريكية قوات رديفة للجيش السوري في ريف دير الزور الشرقي بهدف النيل من وحدة الجغرافيا السورية والسعي لإقامة كيان كردي في شمال شرق البلاد تحت المظلة الأمريكية فضلاً عن إقامة القواعد العسكرية و"محاربة النفوذ الإيراني" وفقاً للتسمية الأمريكية من خلال منع الاتصال الجغرافيا بين سوريا والعراق وصولاً إلى إيران".
وأضاف: "هناك تشابك دولي وإقليمي وداخلي في عفرين لكن يمكننا أن نقول أن عدم قبول "وحدات الحماية" من البداية الوساطة الروسية بدخول الجيش السوري أدى إلى قيام العدوان التركي الأخير ورغم ذلك فموقف دمشق يعتبر أن التدخل العسكري التركي هو عدوان على وحدة وسيادة سوريا والدولة السورية اتخذت قرارها بالدفاع عن عفرين لأنها أرض سورية ولأن سكانها سوريون وهذا ما جرى بعد الاتفاق بين الحكومة السورية و"وحدات الحماية" لدخول قوات شعبية سورية للدفاع عن عفرين لتعزيز دفاعاتها".
وأكد الباحث السوري أن النتائج التي تمخضت عن دخول هذه القوات الشعبية هامة جداً فالمعركة هناك طويلة وقال: أردوغان كان يريد حسم المعركة بسرعة لكن الدولة السورية تراها معركة دفاعية تحتاج إلى نفس طويل على غرار عمليات المقاومة في جنوب لبنان وهذه القوات الشعبية الرديفة هي جزء من بناء القوات المسلحة السورية وهي تعبير عن قرار الدولة السورية بالدفاع عن عفرين وعلى ضوء المعارك يمكن إرسال قوات رديفة إضافية أو عسكرية إلى المنطقة.
وتابع قائلاً: "أردوغان الآن في ورطة فمنذ نحو 40 يوماً لم يستطع أن يحسم المعركة في عفرين ولا تزال القوات التركية على الأطراف في مواجهة دفاعات قوية في المنطقة فيما تواصل الدولة السورية تقديم الدعم اللوجستي والتسليحي للقوات المدافعة عن عفرين".
وأضاف الباحث السوري: "بدأ الزمن يحرج أردوغان فيما يسير الوقت لصالح سوريا والمدافعين عن عفرين لاسيما وأن اللقاء الذي جمع الرئيس التركي مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لم يفضِ إلى شيء ويمكننا أن نقول أن الأصوات حين تعلو بأن الجيش السوري سيتسلم مناطق مثل منبج فهي من نتائج وبركات ما يجري في عفرين".