وأضاف بن يزة أن تركيا هي أكبر مستثمر أجنبي في الجزائر، باستثمارات تجاوز الأربعة مليارات دولار، خصوصا في مجالات النسيج والأدوية والصلب.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد زار الجزائر، الاثنين الماضي ضمن جولة أفريقية، تشمل أيضا موريتانيا والسنغال ومالي.
وقال المحلل السياسي الجزائري، إن العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وتركيا علاقة تكاملية، لافتا إلى أن الجزائر بالنسبة لتركيا هي سوق للصناعات النسيجية، وتركيا بالنسبة للجزائر هي مصدر مهم للسياحة، لافتا إلى أن تركيا أصبحت القبلة السياحية الأولى لكثير من الجزائريين، مؤخرا.
وشهدت زيارة أردوغان للجزائر، التي استغرقت ثلاث أيام، توقيع الجانبان مذكرات تفاهم في مجالات دبلوماسية، وزراعية، وثقافية، وسياحية، وتعليمية ونفطية.
وفيما يتعلق بالجدل الذي سببته زيارة أردوغان في الشارع الجزائري، قال بن يزة إن "زيارة أردوغان وقبلها زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تسببا في حالة من الجدل والانقسام داخل الجزائر، بسبب المواقف التاريخية للجزائريين من الاحتلال العثماني أو الفرنسي للجزائر، من ناحية، وبسبب الخلفيات الأيديولوجية للجزائريين من ناحية أخرى".
وأوضح الخبير السياسي أن الجزائريين المؤيدون للإخوان المسلمين، يرون في أردوغان حامل لراية التنظيم، ونموذج ناجح لتجربة الإخوان في الحكم، بعد فشلها في مصر وتونس. وفي المقابل يراه المعارضون محتل.
وحدد أستاذ العلوم السياسية؛ نقاط القوة في العلاقات التركية الجزائرية، في تبادل المصالح بين البلدين، وتنحية الملفات الخلافية جانبا، مشيرا إلى أن الجزائر تستطيع أن تقوم بدور الوساطة لتقريب وجهات الجزائر بين تركيا وبعض الدول العربية وعلى رأسها مصر، ولكنها في المقابل تتبع سياسة النأي بالنفس، وتحافظ على علاقتها بكل الشركاء، فلديها علاقات وثيقة مع مصر وكذلك مع تركيا، وفي الوقت نفسه تعرف أن تركيا تريد منافسة الصين في الاستحواذ على السوق الأفريقي.
وشدد بن يزة على أن الجزائر هي الحليف الأفريقي لتركيا بلا منازع.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي والخبير في شؤون العلوم السياسية، عبد العزيز بوباكير، إن زيارة أردوغان للجزائر مهما قيل فيها إيجابية على عدة أصعدة، مضيفا لـ"سبوتنيك" أن تركيا تريد تطوير علاقتها مع الجزائر في السياحة وفي الطاقة، ولهذا تجاوزت استثماراتها في السوق الجزائري الأربعة مليارات دولار.
وأشار بوباكير إلى أن "الجدل الذي صاحب زيارة أردوغان للجزائر، أسبابه أيدولوجية بحتة، تمتد إلى ثلاثة قرون ماضية، حيث الاحتلال العثماني في الجزائر، وهو الأمر الذي ما زال يختلف عليه المؤرخون حتى الآن"، وفقا لبوباكير.
ولفت بوباكير إلى أنه بتجاوز الماضي، والحديث عن الحاضر نجد أن العلاقات بين البلدين استراتيجية، وخصوصا على المستوى الاقتصادي، لافتا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بدأ بما يسمى "تجارة الشنطة"، جزائريون يذهبون إلى تركيا و يشترون السلع، ويبيعونها في الجزائر، ثم أخذت الأمر طابع استراتيجي.
وكشف بوباكير عن وجود 800 شركة تركية بين كبيرة وصغيرة ومتوسطة، تعمل في السوق الجزائري، بعمالة تزيد عن 28 ألف من أبناء الوطن.
وبحسب الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار في الجزائر، تتصدر تركيا قائمة الاستثمارات الأجنبية في الجزائر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2017.