مشتركة لعسكريين سوريين مع غيرهم من الروس، ما لا يترك شكا أن الهدف واحد وكلمة "صديقي" تطفو على واجهة التفاهم.
يدخل أحد العساكر الروس حليق الرأس بوجه أحمر مسمر، مدجج بعتاده العسكري الكامل، "الندوة" مركز بيع المواد الغذائية والمنظفات تتبع لإحدى قطع الجيش السوري، الواقعة عند معبر الباز بريف دمشق، يأخذ بعض المواد ثم يطلب الحساب من جندي سوري مسؤول
عن الندوة، يتمتم الروسي ببعض الكلمات بلغته ويذيلها بكلمة صديقي، فيفهم السوري ويكتب له الرقم على الآلة الحاسبة الموجودة لديه ثم يضحك ويقول له بسوريته "شرفت صديقي" بعد أن يقبض المال.
لا يخلو المشهد من بعض المشترين "جنود سوريون" أو من صحفيين انتهوا من تغطية خروج المدنيين من الغوطة عند المعبر الإنساني، يأخذون ما يريدون دون مناقشة السعر، الأمر المختلف كليا عند الروس حيث باتت "المفاصلة" بالسعر من ضمن عملية الشراء لديهم،
حيث يطلبون تخفيضا على سعر المواد كنوع من الموّدة.
يقول عيسى، مسؤول الندوة في الجيش السوري، "أصبحنا نعلم بعض الكلمات من اللغة الروسية التي يتمتم بها الروس عند الشراء، وأصبحوا يفاصلون على السعر في النهاية، بعدها يضحكون وينهون كلامهم بصديقي، ونحن تعودنا التعامل معهم، فأضحك معهم وأقول له
صديقي (اللزم)، أي القريب مني جدا".
ويتابع: "جاءني أحد العساكر أخذ بضاعة بما يقارب الـ 4400 ليرة، طبعت له الرقم على الآلة الحاسبة، فضحك وقال لي (شيتيري بكفي صديق)، أي 4000 تكفي"، ويرى عيسى أن الحالة طبيعية جدا لكونها حالة إنسانية إلا أن كلمة صديقي هي "أجمل ما في الأمر".
لقطات مشابهة لكن بعيدا عن مراكز البيع حيث يوجد العديد من الجنود الروس في ذات المكان الذي يتواجد به الجيش السوري، لا حوارات أو نقاشات يدور بينهم كل ما في الأمر بسمات بين الطرفين، تغطي على جميع أنواع التفاهم اللفظي، لتبقى كلمة صديقي مع تحيات
الأيدي هي الأكثر تداولا في أي تعامل بين روسي وسوري.