وأشار مصدر آخر إلى أن مماطلة اللجنة لدخول مدينة دوما جاءت نتيجة التخبط في المواقف الدولية وعدم الموافقة على أي نتيجة تصدر عنها وربما يكون لذلك ارتباط بما يجري في جنوب العاصمة من تحضيرات عسكرية للجيش السوري وحلفائه بهدف استعادة السيطرة على الجنوب، وهنا ربما يتجدد سيناريو الكيميائي، وهذه المرة في مخيم للاجئين الفلسطينيين ما قد يشكل مخاطر كثيرة بحسب المصدر، لأنه ربما تحاول الدول المعادية لدمشق اللعب على وتره وإعادة إدخال الفلسطينيين في صلب الأزمة السورية من هذه النقطة.
وأشارت مصادر صحفية إلى أن بعثة أمنية تابعة للأمم المتحدة دخلت برفقة وزير الصحة السوري نزار يازجي، يوم الثلاثاء الماضي 17 نيسان/ أبريل، لتفقد وضع المدينة بعد خروج المسلحين التابعين لـ"جيش الإسلام" منها، وذلك تمهيدا لدخول بعثة تقصي الحقائق يوم الأربعاء 18 أبريل نفسه، إلا أن اللجنة لم تدخل بسبب معلومات نقلت عن البعثة الأمنية أنه جرى إطلاق نار في المنطقة التي جرى فيها الهجوم الكيميائي المزعوم ما منع من دخول اللجنة، وتم تأجيل الزيارة لوقت لم يحدد بعد.
وأفادت المعلومات بأن اللجنة التي ستدخل دوما ستقوم بأخذ عينات من التربة وعينات أخرى للبحث في مختبرات المنظمة، إلا أنه لن يتم الأخذ بها لا سيما أن الدول الثلاثة التي نفذت عدوانها لم تنتظر دخول البعثة أساسا وقامت بتنفيذ هجومها دون وجود أدلة واضحة عن الهجوم الكيميائي المزعوم.
يشار إلى أن وزارة الخارجية والمغتربين وجهت، في العاشر من نيسان/ أبريل الجاري، دعوة رسمية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال فريق من بعثة تقصي الحقائق لزيارة دوما والتحقيق في الادعاءات المتعلقة بحادثة الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية فيها، بالتوازي مع قيام الحكومة بتقديم كل ما بوسعها لتسهيل عمل فريق التقصي، علما أن الفريق كان قد وصل إلى دمشق في الثاني عشر من الشهر الجاري إلا أنه لم يدخل المدينة حتى اليوم.