ونشر مركز التحقيقات الاستقصائية الأمريكية تحقيقا جديدا عما وصفه بمساعي، بعض الجهات تثبيت الاتهامات الموجهة ضد قطر بدعم الإرهاب.
وخصصت تلك الشركة الغامضة، التي لم يكشف التحقيق عن هويتها، أحد المخضرمين في عمليات للدعاية في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، وهي شركة "أندريا آند آسوشيتس" لإنتاج الأفلام، بالتعاون مع شركة "بيل بوتينغر" الأمريكية.
يذكر أن شركة "بيل بوتينغر"، متخصصة في مجال العلاقات العامة، ووجهت لها أصابع الاتهام في أكتوبر/تشرين الأول 2016، بتزييفها مقاطع فيديو خاصة بتنظيم القاعدة، لتبرير التواجد الأمريكي في العراق، بحسب تحقيق سابق أجراه المركز الأمريكي.
وعهدت الشركة الإماراتية إلى الشركتين الأمريكيتين بإنتاج فيلم وثائقي يتهم قطر بدعمها للإرهاب، بحسب التحقيق الأمريكي.
ووقعت الشركتين الأمريكيتين عقدا مع الشركة الإماراتية عقدا بقيمة 500 مليون دولار (نصف مليار دولار) أمريكي.
وأوضحت "في أغسطس/آب 2017، عهدت شركة أندريا آند آسوشيتس، لبول بوتينغر بإنتاج فيلم من 6 أجزاء يربط صلات قطر بالإرهاب العالمي، ومنحها في المقابل نصف مليار دولار".
يذكر أنه في يونيو/حزيران 2017، شنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حملة مقاطعة ضد قطر، بداعي دعمها للإرهاب ومحاولتها زعزعة استقرار دول عربية.
وأشار المركز إلى ان الفيلم خرج فعلا للنور تحت اسم "قطر: تحالف خطير"، وشارك فيه نخبة من المحافظين الأمريكيين، يتحدثون فيه روابط قطر مع الجماعات الإسلامية.
وتم توزيع نسخ من ذلك الفيلم على أهم المعاهد البحثية الأمريكية، وشارك ستيف بانون، كبير موظفي البيت الأبيض السابق، والمقرب حينها من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ووزير الدفاع الأمريكي السابق، ليون بانيتا، ومدير الاستخبارات الأمريكية (CIA) السابق، ديفيد بترايوس، وحظي الفيلم الوثائقي بأكثر من 700 ألف مشاهدة عبر موقع "يوتيوب".
وأشار المركز إلى أنه بعد فترة وجيزة من ظهور الفيلم والعقد الموقع مع الشركة الإماراتية الغامضة، منح المجلس الوطني للإعلام الإماراتي عقدا بقيمة 250 ألف دولار لشركة علاقات عامة بريطانية، لتنظيم حملة إعلامية ضد قطر.
ولم تستجب الشركتين الأمريكيتين لطلبات مكتب التحقيقات الاستقصائي الأمريكي للتعليق على هذه القصة.
وأشار التحقيق أيضا إلى أنه في المقابل أنفقت الدوحة الكثير من الأموال على شركات علاقات عامة أمريكية للضغط على الولايات المتحدة لتغيير وجهة نظرها تجاه قطر، خلال زيارة أميرها، تميم بن حمد آل ثاني، إلى الولايات المتحدة ولقائه ترامب.