ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطرية، الدكتور خالد بن محمد العطية، والذي أكد فيها أن "ما وقع في العام الماضي من فرض للحصار على قطر والمطالب التي حددتها دول الحصار ليست سوى واجهة، لقد كانوا يخططون لذلك منذ فترة طويلة".
وقالت واشنطن بوست، إن "الحصار، وبعد نحو عام على فرضه، فشل في إضعاف الاقتصاد القطري بشكل كبير أو تأليب القطريين ضد الدولة، بل بالعكس ارتفعت شعبية أميرهم، بسبب التحديات الكبيرة التي توجهها الدوحة. وأضافت "أنه في ظل عدم إظهار أي من الجانبين أي علامة على التسوية، يبدو أن الخلاف سيستمر إلى أجل غير مسمى.
ونقلت الصحيفة عن كريستيان أولريتتسن، الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس، " إن ما تريده دول الحصار هو تغيير النظام في قطر أو إجباره على تقديم تنازلات كبيرة، والسعوديون والإماراتيون يدركون أنهم لن يحصلوا على ما يريدون. وما يمكن قوله في هذا الصدد إن الولايات المتحدة لن تتخلى عن قطر، وغياب الخطة البديلة يبقى الأزمة الخليجية عالقة بسبب تعنت جميع الأطراف وعدم تقديم أي تنازلات".
من جانبها، قالت جوسلين ميتشل، وهي أستاذة مساعدة في فرع جامعة نورث وسترن في قطر: "كانت هناك دائما منافسة وغيرة من قبل دول الحصار، لكن الصدمة الكبرى كانت عندما نجحت قطر في أن تكون وجه العالم العربي من خلال استضافة كأس العالم".
وبينت الصحيفة، أن قطر تشدد على أن مزاعم الإرهاب حيلة لإخضاعها تحت سيطرة دول الحصار، وتصر على أنها لن تتنازل عن مبادئها وأنها محل غيرة بسبب ثروتها ونجاحها على الساحة العالمية ، مشيرة إلى تصريحات مدير مكتب الاتصالات الحكومي الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني: "نحن دولة مستقلة ونقوم باتخاذ القرارات الخاصة بنا". وأضاف إنهم ببساطة يريدون الاستعانة بمصادر خارجية لقراراتنا، لكننا لن نكون أبداً دولة تابعة".
وأوردت الصحيفة، أن الرئيس ترامب غير موقفه من الأزمة الخليجية، واستضاف الشهر الماضي في واشنطن أمير قطر ووصفه بـ"صديق عظيم" وفي زيارته للسعودية قبل أسبوعين، وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رسالة صارمة لقادة دول الخليج، وحثهم على حل خلافاتهم والتأكيد على أن وحدة الخليج أمر حتمي إذا أرادت الولايات المتحدة وحلفاؤها مواجهة إيران، التي تبقى أولوية لدى إدارة ترامب.
غير أن السعودية والإمارات اللتين قادتا حملة الحصار، لا يظهران أي علامة على استعدادهما لحل الأزمة الخليجية، مشيرة إلى تصريحات أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، "أن تدخل واشنطن لن يكون موضع ترحيب"، مما يجعل إدارة الرئيس دونالد ترامب عالقة وسط هذه الأزمة.